إستمع للخبر

بموازاة الحركة الديبلوماسية الناشطة باتجاه كل من بيروت وتل أبيب، والتي تحمل شعار الحل الدبلوماسي لانهاء الحرب مقابل خيار الحل العسكري الذي تسعى اليه اسرائيل في حال عدم تراجع حزب الله الى ما وراء خط الليطاني وتهديدها المتصاعد في هذا الاطار، تأخذ الاستراتيجية الاميركية منحى مختلفا على صعيد المنطقة والشرق الاوسط.

وتؤكد مصادر مطلعة لـ"ليبانون فايلز" انه وفي حال تراجع حرب غزة ونجاح صفقة الهدنة بين حماس واسرائيل فإن الاخيرة خرجت من عقدة خوض حرب على جبهتين، وهي تتجه الى عكس صورة الحرب في غزة الى جنوب لبنان وزيادة الضغط العسكري الذي سيسبق بلورة الحل الاميركي -البريطاني -الفرنسي المشترك، وقد توالت التحذيرات الغربية للمسؤولين اللبنانيين في الاونة الاخيرة من ان طبيعة التعامل مع الجبهة الشمالية صار له حسابات مختلفة عما كانت عليه منذ اندلاع عملية "طوفان الاقصى".

وبالعودة الى التحرك الاميركي العسكري واستهدافه مناطق حدودية تمتد بين العراق وسوريا منها الميادين والبوكمال والقائم وصولا الى دير الزور، لها دلالات استراتيجية اميركية عميقة حسبما تؤكد المصادر، فهي ترتبط بقطع طريق امداد إيران بالسلاح لحلفائها في سوريا ولبنان، وضرب البنى التحتية التي تشكل خطوط الوصل مع ما يعرف بـ"وكلائها" في المنطقة، مع التركيز على شن عمليات تدمير كاملة للمواقع المتواجدة على الحدود العراقية السورية، نظراً لأن هذه المواقع هي التي تشكل الدينامية اللوجستية لنفوذ إيران في المنطقة.

واقع الصورة الحالية يعكس رغبة اميركية باستكمال حرب غزة اقليميا، ولا يمكن انكار ان المنطقة تغلي على صفيح ساخن ومشهد النار يمتد من اقصاها الى اقصاها، وتذهب المصادر الى اعتبار ان ادارة بايدن مقابل تهديد القواعد الاميركية واخراجها من العراق تسعى الى ضرب عقدة وصل النفوذ الايراني واصطياد مستشاريه في المنطقة عبر تصفيتهم.

وبحسب المصادر فإن المرحلة تحمل في ظل ترتيب وضع المنطقة، تطورات خطيرة وهي تحولت بالفعل الى حرب شاملة مع تركيز الاهداف الاميركية، وقد يكون اخر ما تصبو اليه واشنطن هو وقف النار، فقد شمل "طوفان الاقصى" المنطقة وانتقلت المواجهات من غزة الى معابر التنف والميادين وصولا الى باب المندب في البحر الاحمر، ما يعني ان الحرب طويلة الاجل والاوراق اللبنانية في جميع الملفات موضوعة على الرف بالرغم من الحراك الديبلوماسي النشط.