hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - عادل نخلة

الرئيس وكرة النار

الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني ٢٠١٩ - 05:54

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دخل عامل تأزيم جديد على الساحة اللبنانية هو تبعات القمّة الاقتصادية العربية التنموية التي كان يجب أن تشكّل دافعاً لحلّ الأزمات المتراكمة.

لا يُحسد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الموقف الذي وضع فيه، فداخلياً تزداد الأزمات وتتراكم وأبرزها أزمة تأليف الحكومة وعدم القدرة على حلّها حتى هذه اللحظة، وعربياً بحيث أن حجم المشاركة كان كارثياً على بلد مثل لبنان.
وهناك عوامل عدّة دخلت على خطّ القمّة و"خّربتها"، إذ إن الموضوع الليبي استعمل كـ"شمّاعة" حسب ما يقول مقرّبون من العهد، بينما الأساس كان إفشال القمة واستطراداً إفشال العهد ورئيس الجمهورية.
ويؤكّد هؤلاء أن الكشف عن مصير الإمام المغيّب موسى الصدر ورفيقيه هو موقف وطني جامع ولا يخصّ طائفة أو حزب لأن كلّ لبنان يريد معرفة الحقيقة، ولا يستطيع أحد المزايدة في هذا الموضوع أو تقرير مصير البلاد انطلاقاً من حسابات سياسية ضيّقة تضرّ البلاد والعباد.
ومن جهة ثانية، هناك أمر ثانٍ سيعرّض لبنان لاهتزازات ما بعد القمّة، وهو الموقف من دعوة سوريا، وعلى رغم أن هذا القرار يعود إلى الجامعة العربية مجتمعة وليس إلى لبنان، فقد حاول البعض القنص من خلال هذا الملّف لتصفية حسابات سياسية مع بعض الدول العربية وبعض الأفرقاء الداخليين.
ولا يُحسد العهد على موقفه، إذ إنه وُضع في مكان لا يُمكنه مخالفة الإجماع العربي والسير بعكس مطالبات فئة كبيرة من اللبنانيين بعدم حضور الرئيس بشار الأسد أو من يمثّله القمّة، ومن جهة ثانية لا يُمكنه أن يغضّ النظر عن مطالب "حزب الله" وحلفائه، كذلك غضّ النظر عمّا يحصل في المحيط.
وفي السياق، فإن العهد يعلم أن هذا الموضوع، وعلى الرغم من موقف وزير الخارجية جبران باسيل من دعوة سوريا، وإن تمّ تجاوزه في القمّة العربية الاقتصادية، فإنه سيكون عنصراً متفجّراً في المراحل اللاحقة وسيسبّب مزيداً من الأزمات.
ويقول مقرّبون من بعبدا إن رئيس الجمهورية يحاول في هذا الإطار إتباع سياسة حيادية وحكيمة لا تُدخل لبنان في المجهول وتُسبّب انقساماً داخلياً كبيراً، إذ إنه يراقب التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، ويرى الحراك العربي والدولي تجاه العاصمة السورية ليبني على الشيء مقتضاه، علماً أن هناك عاملين آخرين يضغطان وهما الوضع الاقتصادي وقضية النازحين السوريين. وهناك عدد من رجال الأعمال والسياسيين يطمحون في الاستثمار والعمل في إعادة إعمار سوريا، كما أن عودة النازحين لا تتمّ من دون التنسيق مع النظام .
وفي السياق، فإن الأسبوع فتح على عوامل تأزّم جديدة، وبدا واضحاً مدى الاحتقان الذي تعيشه الساحة اللبنانية، خصوصاً أن أطرافاً عدّة حمّلت الثنائي الشيعي، أي "حزب الله" وحركة "أمل" ومن خلفهم "التيار الوطني الحرّ" مسؤولية إفشال القمة.
ويعتبرون أن سياسة العداء للدول العربية عموماً وللدول الخليجية خصوصاً، والتي يقودها "حزب الله" ساهمت في ابتعاد العرب عن لبنان بعدما كان هذا البلد مَصيف العرب وجامعتهم ومطعمهم ومشفاهم، وبالتالي، فإن كرة نار العلاقات اللبنانية - السورية، واللبنانية - العربية ستكون كرة نار في يد العهد والحكم، ولا يعرف أحد متى تنفجر.

  • شارك الخبر