إستمع للخبر

تشغل ما يسوّق له تكتل الاعتدال من أفكار عامة مساحة معتَبرة من الحراك السياسي، بالنظر إلى أن اعضاء التكتل نجحوا في مدّ جسر تواصل مع مختلف القوى السياسية أهّلهم لطرح مجموعة الأفكار تلك الي تقوم، كما بات معلوما، على عقد لقاء تشاوري في مجلس النواب يشارك فيه ممثلون للكتل النيابية يخلص الى التوافق على اسم أو مجموعة أسماء، وبجلسات رئاسية متتالية تنتهي الى انتخاب الرئيس العتيد.
ويقول نواب في التكتل إن مبادرتهم تحظى بغطاء سعودي وبمواكبة المجموعة الخماسية وبموافقة مبدئية من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومن المقرر أن يستكمل التكتل هذا الأسبوع لقاءاته، من بينها اجتماع مع كتلة الوفاء للمقاومة، على أن تنتهي بلقاء مع رئيس مجلس النواب يكون بمثابة خلاصة لمجمل الاجتماعات ونوع من خريطة طريق للخطوات التالية.
لا ريب أن الفراغ السياسي المحلي الحاصل وتعويل الداخل على الخارج المتباطئ في المبادرة، جعل من الأفكار التي قدمها تكتل الاعتدال تحظى بالاهتمام الحاصل، مع العلم أنها تحتاج بالتأكيد الى آلية تنفيذية لم تتضح معالمها بعد، وهو ما يبقيها في مصاف النوايا الحسنة، الى حين الاتفاق على آلية قابلة للتطبيق.
وثمة من المراقبين من يعتبر أن هذه المحاولة الجديدة جديّة للقائمين بها، لكنها هي الأخرى ستنتهي الى ما انتهت اليه أفكار سابقة، بمعنى أنها ستملأ الوقت وتشغل أجندات الأفرقاء قبل أن تسكين الأمور ويعود النقاش الرئاسي الى نقطة الانطلاق الى حين توفر الظرف السياسي الداخلي المناسب والدفع الخارجي المفقود راهنا لانتخاب الرئيس.
وما يزيد هذا الانطباع صدقية أن استمرار تمسّك الثنائي الشيعي بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا يشكّل عاملا مسهّلا لأي انتقال الى المرشح التوافقي، أو ما بات يعرف بالمرشح الثالث.
ولا يخفى في هذا السياق أن العواصم المقررة لم تدخل بعد مرحلة الحسم اللبناني، لجملة عوامل وأسباب، منها الانشغال بالحرب في غزة وبمنع توسعها نحو الجنوب اللبناني، وهو ما تأخذه واشنطن على عاتقها، الى جانب أن حزب الله، كلاعب رئيس، ليس مستعدا بعد لأي نقاش أو صفقة مع الخارج قبل إنهاء الحرب. لذا يُعتقد أن نافذة لبنانية ستتأمن في المرحلة الأولى بعد فرض وقف النار في غزة، ويمكن حينها الإفادة من كل التهدئة لترتيب الوضع الداخلي، بدءا من انتخاب الرئيس العتيد مع فريق عمله الحكومي والإداري.