اختتم منتدى المجتمع المدني حول "التنمية المستدامة التي أطلقت عام 2018"، والذي نظمته شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، بالتعاون مع الإسكوا وأعضاء في منصة المجتمع المدني، أعماله في مقر الإسكوا - بيروت بتوصيات سترفع إلى القمة العربية الرابعة التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد في بيروت، آملا في "بناء التعاون وتعزيزه بين الحكومات والمجتمع المدني وتأمين منصة مستقلة للمجتمع المدني تسمح لخبرائه بالمشاركة والمساهمة في عملية التنمية".

ودعا المنتدى القمة العربية إلى "اعتماد نموذج تنموي جديد يقوم على المقاربة الحقوقية والتحول من الاقتصادات الريعية غير المنتجة الى اقتصادات حقيقية منتجة، وإلى اتخاذ إجراءات من أجل تعزيز الخيارات الإنتاجية وتوليد فرص عمل مستدامة ولائقة ودامجة".

كما دعاها إلى "تشجيع مؤسسات الجامعة العربية والدول الأعضاء إلى إعادة النظر في اتفاقيات التجارة والاستثمار الدولية والتأكد من أنها تراعي مصالح الاقتصاد الوطني والأولويات التنموية الوطنية"، مطالبا الدول ب"الالتزام اعتماد نظم حماية اجتماعية شاملة"، مشددا على "أهمية المكون الثقافي في العملية التنموية".

وأوصى المنتدى القمة العربية ب"تبني سياسات اقتصادية واجتماعية تحد من اللامساواة في أوجهها المتعددة من خلال إعادة توزيع الثروات".

وأشار بيان وزعته وحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا إلى أن "المنطقة العربية تسجل أعلى درجات اللامساواة في الدخل من حول العالم حيث يحقق 10 في المئة من سكانها 61 في المئة من الدخل، بينما لا يحقق نصف السكان أكثر من 10 في المئة منه، وذلك رغم غنى الموارد فيها"، لافتا إلى أن "المشاركين تداولوا بدور المجتمع المدني في مراقبة وضع السياسات وتنفيذها وفي المساءلة والمحاسبة أيضا، إضافة إلى بناء القدرات وتنفيذ البرامج التنموية. كما شددوا على المشاركة بين مختلف أقطاب المجتمع والاتفاق على معايير واضحة وملزمة، بعيدا عن الاستنسابية".

وأعلن أن "المنتدى شهد حوارا متفاعلا بين مختلف منظمات المجتمع المدني، وتناول في جلساته النموذج التنموي بين النمو والتنمية والنموذج التنموي الدامج لتحقيق العدالة الاجتماعية، والنهضة الثقافية في صلب النموذج التنموي، والدولة التنموية، ودور المجتمع المدني في التنمية".

ولفت إلى أن "قمة بيروت 2019 هي القمة الاولى بعد إقرار خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة. ولذلك، من المتوقع أن تتمحور حول إعادة تأكيد التزام البلدان العربية بهذه الخطة وأن تشكل فرصة لتطوير آليات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن المطروح على جدول أعمالها مناقشة وسائل القضاء على الفقر المتعدد الأبعاد، وإعادة التفكير بموضوع الهوية والانتماء ومناهضة أشكال العنف وتحليل نتائج الحروب والنزاعات في المنطقة".