hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

شخصيّة واحدة تفرض استقلال لبنان حتى ولو تفاوضَت واشنطن مع طهران

الخميس ١٦ تموز ٢٠٢٠ - 16:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مهما كَثُرَت المبادرات الداخلية، والولادات القيصرية للجبهات الوطنية، والزيارات والجولات المكوكية. ومهما بدا للبعض أن الأزمة تحتاج الى جبهة معارضة سياسية موحّدة، فإن الأساس يبقى في إسماع رئيس الجمهورية ميشال عون بأن الوضع المعيشي لم يَعُد يحتمل انتظار إجماع داخلي كامل على مسألة الحياد، وهو ما لن يحصل أصلاً (الإجماع الداخلي)، فضلاً عن ضرورة التحدّث عن الحياد بلا قفّازات، وبصراحة مُطلَقَة، وبعَدَم "تضييع الشنكاش" بأن الحديث عنه (الحياد) موجّه للجميع. فلا يُمكن الدّخول في دهاليز التعميم، منعاً للتمييع، في المرحلة الأدقّ.

البطريرك صفير

ما يحتاجه لبنان، هو شخصيّة بوزن مثلّث الرّحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي قاد معركة إخراج الإحتلال السوري، بثبات مُطلَق.

وبالتالي، نحتاج اليوم الى "حالة داخليّة" تقول بوضوح إنّنا لا نريد أسر كلّ اللّبنانيّين بعقائد غير مُلزِمَة إلا لبعضهم، وإنّنا لسنا مُجبَرين على تحمُّل حصار وجوع بسبب مشاريع عقائدية لا تمتّ بِصِلَة الى عدد كبير من اللّبنانيّين، وإن من يريد أن يُمارس عقائده ويعيشها فهو حرّ، ولكنّه ليس حرّاً بفرضها مع مفاعيلها ونتائجها على غيره.

والأساس أيضاً أنّنا نحتاج الى "حالة داخليّة" تفرض هذا الكلام على المجتمع الدولي، حتى ولو اختارت الولايات المتحدة الأميركية والغرب والعرب، الجلوس الى طاولة مفاوضات مع الإيرانيّين، غداً ربّما. "حالة داخليّة" تُلزِم المجتمع الدولي بتحرير لبنان، عبر فكّ أسره عن إيران المُعاديَة للعالم اليوم، وعندما تُساوِم معه (العالم) مستقبلاً.

ثبات

فهذا هو السّقف الثّابت الذي اعتمده البطريرك صفير، منذ أن كان المجتمع الدولي لا يزال يُراهِن على أن الرئيس السوري بشار الأسد سيُدخِل سوريا ضمن المنظومة الدولية، في مرحلة ما بين عامَي 2000 و2003 تحديداً، وهو ما كان سيسمح له (الأسد) بالاحتفاظ بلبنان الى اليوم، لو حصل. وهذا هو السّقف نفسه الذي سهّل تحرير لبنان بين عامَي 2004 و2005، عندما اكتشف العالم أكاذيب الوعود السوريّة.

لن يتغيّر

كشف مصدر مُطَّلِع أن "موقف البطريرك الراعي حول الحياد لا يُمكن أن يتغيّر مضمونه، حتى ولو كان التعبير عنه بالكلام المباشر يحصل بطريقة منمّقة أحياناً".

وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "جوهر مضمون ملف الحياد حُضِّرَ في بكركي بالاشتراك مع الفاتيكان، وهو يبقى ثابتاً. أما الجبهة التي تمّ إطلاقها بالأمس، فهي وإن كانت غير سيّئة، إلا أنها لا توفّر الثّقة بأنها ستقدّم النتائج اللّازمة، لا من حيث الشكل ولا في المضمون، لا سيّما أن العناوين التي طرحتها ليست جديدة بحدّ ذاتها".

ورأى أن "ضعف هذه الجبهة يكمُن في أنها تقوم على تقديم نفسها ضمن إطار سيادي يُقصي الآخرين، وهذه مشكلة تمنع النجاح. وبالتالي، لا وجود لجبهة معارضة مؤثّرة بالفعل في المشهد الداخلي حالياً".

مجتمع مدني؟

وشدّد المصدر على أن "اللّعبة لم تَعُد بأيدينا، ولا في أيدي الأحزاب والرؤساء الثلاثة، ولا في يد الحكومة ومجلس النواب. فنحن دخلنا في "أَقْلَمَة" الأزمة اللّبنانية، وفي تدويلها بشكل أكبر، فيما يحاول البعض التعمية وتصوير أن مشكلتنا مالية وإقتصادية فقط، وهذا غير صحيح".

وأضاف:"نحتاج الى هيئة سياسية تجتمع وتشبه حالة لقاء "قرنة شهوان"، تتحدّث عن قرار وموقف واحد، وتبقى ثابتة عليه، في انتظار نتائج الأزمة الإقليمية والدولية الحاصلة".

وختم:"حتى إن المجتمع المدني وحده لا يُمكنه أن يشكّل الحلّ. فالدّول الكبرى لا تثق بشعب لا يثق بأحزابه، لأن الحياة السياسية تقوم على الأحزاب في الأساس، دون تبعية للزعيم، وبموازاة الإحتفاظ بحريّة الرأي الشخصي. وهكذا تُبنى الأوطان".

"أخبار اليوم"

 

  • شارك الخبر