بعدما تأكد ان وزير الخارجية المصرية سامح شكري لم يحمل خلال زيارته إلى لبنان اي مبادرة، فقد وقع الوزير الضيف باخطاء بروتوكولية وتخللت زيارته ثغرات سياسية.
فقد قالت مصادر متابعة للزيارة لـ "ليبانون فايلز": ان أول خطأ بروتوكولي كان عدم زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزير الخارجية شربل وهبه، ولو زيارة خاطفة للبحث في العلاقات الثنائية بين بلدين تربطهما علاقات متينة جداً، ولإستطلاع وجهة نظر محايدة في الموضوع الحكومي، طالما ان دياب ووهبه غير معنيين بتشكيل الحكومة ولا هما في خانة المتهمين بالعرقلة ولا بالمشاركة في الاشتباك السياسي الحاصل.
ومع ذلك اوضحت مصادر السرايا الحكومية، انها لم تتوقف عند هذا الخطأ البروتوكولي ولم تسأل عن اسبابه، وللوزير المصري ان يشرحه.
اما في الثغرات، فقد استثنى الوزير شكري مكوِّنَيْنِ أساسيين في السياسة اللبنانية ومعنيين مباشرة بتشكيل الحكومة، والبعض يتهمهما بعرقلة التشكيل، هما حزب الله والتيار الوطني الحر. وهنا سألت مصادر متابعة للزيارة كيف يلتقي شكري رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ويتصل هاتفياً برئيس القوات اللبنانية، وهما المقاطعان للعمل الرسمي والحكومي ويقفان في صف المعارضة، فما سرّ هذين اللقاءين وما النتيجة المتوخاة منهما؟
برأيي المصادر المتابعة، أن زيارة شكري هي لملء الفراغ السياسي الحاصل جراء توقف الاتصالات المحلية لحلحلة العقد امام تشكيل الحكومة، وجراء الاشتباك الاقليمي القائم ايضاً والذي ينعكس على لبنان تاخيراً في تشكيلها، وتجلّى في موقف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قبل ايام، والذي هاجم فيه بشدة حزب الله ولم يتبنَ دعم شخص الرئيس سعد الحريري. كما تجلّى في التصعيد العسكري المستمر في اليمن، والموقف السعودي من مفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني. وعلى هذا سيتأخر تشكيل الحكومة ما لم يحصل خرق جدي من قبل الاطراف الخارجية المعنية بالشان اللبناني.