أعلنت النائبة بهية الحريري ان "المستشفى التركي للحروق في صيدا لن يكون مكانا لأي حجر صحي لأنه لم يبن اساسا لهذا الأمر وهو غير مجهز لذلك". وقالت:"لا احد يستطيع ان يفرض علينا شيئا، وعلينا ان نخرج من الاشاعات ومن الذعر الى الوقاية اكثر، والى القضايا التي يجب ان يقوم بها كل واحد ضمن بيته وعائلته ومحيطه ومجتمعه لنجتاز هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن".

كلام الحريري جاء في خلال اطلاق ورش عمل تنظمها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وبلدية صيدا حول "اجراءات الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا"، وتتوجه بها الى مديري ورؤساء أقسام المدارس والمرشدين الصحيين والممرضين والمساعدين الاجتماعيين في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار ودور الحضانة وموظفي بلدية صيدا، وتتضمن التدريبات اللازمة على الإجراءات الاحتياطية والوقائية، والمواد التعليمية التي تحمل الرسائل الرئيسية والموضوعية في كيفية التعاطي مع الأزمة، علما أن هذه الاجراءات والمواد تمت الموافقة عليها من قبل وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية.

شارك في اطلاق الورش التي تستضيفها بلدية صيدا، محافظ الجنوب منصور ضو ورئيس البلدية بالانابة ابراهيم البساط، رؤساء المصالح والأقسام في البلدية، مدير وحدة ادارة الكوارث في لبنان زاهي شاهين، منسق وحدة الحد من مخاطر الكوراث في الصليب الأحمر في صيدا شوقي عنتر والامين العام للشبكة المدرسية نبيل بواب.

وافتتحت بورشتين لمديري المدارس ورؤساء الأقسام والمرشدين الصحيين والمساعدين الاجتماعيين والممرضين فيها ودور الحضانة، وتحدث فيها مسعفون مدربون من قبل الصليب الأحمر فقدموا شرحا حول "فيروس كورونا" وطرق انتقاله وسبل الوقاية وشروط العزل المنزلي وكيفية التعامل مع اي وافد من بلد ينتشر فيه الفيروس.

بعد ترحيب من ابراهيم البساط بإسم البلدية قالت الحريري:"نشكر وجودكم وتلبية الدعوة لهذا اللقاء، واعرف ان كلا منكم لديه كل الحرص على المعرفة اكثر لتحمل المسؤولية. وكما تتابعون ما يجري في العالم كله لأن فيروس كورونا عابر للحدود وليست محصورة بمكان، والوقاية هي الحل الوحيد لتفادي المخاطر المتآتية عن هذا الفيروس".

واضافت:"تعودنا في هذه المدينة، الا نستسلم لأي شيء وأن نواجه معا كل ما يستجد علينا عبر هذا التشبيك الموجود. والتوعية هي الأساس سواء عبر محاضرات او عبر تعميمات، او عبر مثل هذه الورش التي نقوم بها اليوم مع الصليب الأحمر اللبناني ولديه مدربون يقومون بتقديم المعرفة اللازمة بطريقة أعمق بما يتعلق بسبل الوقاية، حتى يقوم كل من يخضع لهذه الورش بتعميمها في المكان المسؤول عنه ضمن البيئة التعليمية والمحيط القريب".

وتابعت:"نؤمن بدور المؤسسات وعملها في هذا المجال، وهو ما تقوم به وحدة ادارة الكوارث والمحافظة والبلدية بالتعاون مع الجهات الرسمية من ضمن عمل مؤسساتي لإبعاد خطر هذا المرض قدر الامكان".

وتطرقت الى ما تم تداوله من اشاعات حول توجه لإعتماد المستشفى التركي للحروق في صيدا مركز حجر صحي، فقالت:"هناك امر تم تداوله خلال اليومين الماضيين حول المستشفى التركي، ونحن نقول ونؤكد ان المستشفى التركي في صيدا لن يكون مكانا لأي حجر صحي لأنه لم يبن اساسا لهذا الأمر، وهو غير مجهز لذلك ولا احد يستطيع ان يفرض علينا شيئا"، لافتة الى "انه علينا ان نخرج من الشائعات ومن الذعر الى الوقاية اكثر والى القضايا التي يجب ان يقوم بها كل واحد ضمن بيته وعائلته ومحيطه ومجتمعه، لنجتاز هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن. وهذا جزء من مهمتكم ومسؤوليتكم في مؤسساتكم بأن يكون لديكم اعلى نسبة من المعرفة لنقلها الى الفريق العامل معكم".

و ختمت:"طبيعي ان تكون بلدية صيدا حاضنة لهذا اللقاء وهذه الورش ونفتخر بالصليب الأحمر اللبناني ودوره في هذا المجال، ووجودكم هنا اليوم هو دليل على تحملكم المسؤولية التي يجب ان تكون مشتركة بيننا جميعا".

بدوره، عرض ضو ما تقوم به محافظة الجنوب على صعيد الاجراءات والتدابير المتخذة لمواجهة الفيروس والوقاية منه وقال:"اكبر دول العالم تقف عاجزة امام تفشي هذا المرض، ولكن واجبنا الأساسي والأهم هو الوقاية وان نغير ببعض عاداتنا وتقاليدنا مثل موضوع المصافحة والاحتكاك المباشر وغيرها".

اضاف:"بالنسبة لمشكلة الحجر الصحي في المنازل التي لا نعرف مدى تجهيزها ليكون فيها حجر، فهذا الأمر سيكون موضوع اجتماع في المحافظة اليوم لنرى كيف نتعاطى مع هذا الأمر، والمطلوب الالتزام بما يصدر من ارشادات والتي هي نتيجة تجارب الدول وما يجري معها جراء انتقال هذا الفيروس".

وتابع:"ندرس في المحافظة حاليا كيفية الحد من انتقال الفيروس عبر المعاملات الرسمية، خصوصا واننا نتعامل بالورق كثيرا وهذا سيكون ايضا موضوع نقاشنا اليوم في المحافظ كيف نتفادى هذه المشكلة، لذلك، نحن قادمون على اجراءات ستتخذ تباعا ربما ستكون قاسية، الا اذا استطعنا احتواء هذا المرض. علينا ان نأخذ الأمور بجدية في تعاطينا مع اولادنا واصدقائنا ومحيطنا، وأن نخفف من تواجدنا في الأماكن العامة قدر الإمكان الا في حال الضرورة وان تبقى وسائل التعقيم في متناول ايدينا، فبالوقاية نحد من هذه المخاطر".

واعلن "ان المحافظة ستصدر نشرة بالارشادات الضرورية سيتم تعميمها على البلديات وعبرها على المجتمع لحث الناس على اجراءات وقائية تكون لخيرهم ومصلحتهم. وقال:"اي شخص يشعر انه يحتاج مساعدة بهذا الخصوص تقنية او مرضية، هناك غرفة عمليات في المحافظة على اتم الاستعداد لتلبيته وهناك تنسيق دائم مع بلدية صيدا ومع الجهات الرسمية المعنية ومع كل الفاعليات والمسؤولين في لبنان. واتمنى لكم التوفيق وان شاء الله يكون مجتمعنا محصنا بالوقاية".

وتحدث زاهي شاهين عن دور وحدة ادارة الكوارث في لبنان وما تقوم به من اجراءات بالتنسيق مع وزارتي التربية والصحة والمنظمات الدولية وقال:"الاجراءات الوقائية المتخذة في لبنان مشابهة لتلك التي تتخذ في كبرى الدول المتقدمة، ومحاربة الفيروس هي بنسبة 10% منها اجراءات و85% هي وعي ومسؤولية اجتماعية، وانتم كمدارس لديكم مسؤولية اضافية لتعميم الوعي بالتنسيق والتعاون الدائم مع البلدية والمحافظة والوزارات المعنية، وهناك اهتمام كبير من المنظمات الدولية التي سنرى توجها اضافيا منها للمساعدة"، مؤكدا ان "الصليب الأحمر يقوم بحملات توعية الى جانب نقل حالات".

اما منسق وحدة الحد من مخاطر الكوراث في الصليب الأحمر شوقي عنتر فقال:"سيكون لدينا خلال اسبوع ورش عمل لنقوم بالتوعية اللازمة للحد من مخاطر الكورونا وهذا الشيء يتطلب مجهودا كبيرا من الجميع"، معلنا ان "لدى الصليب الأحمر اللبناني الجهوزية الكاملة في مجال التعاطي مع هذه المشكلة سواء بفرق الاسعاف المدربة الموزعة على 10 مراكز، تتألف هذه الفرق من 144 مسعفا مدربين على نقل الحالات ".

وقال:" نغطي ايضا كل لبنان في مجال التوعية، والاجراءات الوقائية اساسية وهي التي تحد من انتشار هذا المرض، ونحن نتعاون مع وزارتي التربية والصحة واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية في هذا المجال"، لافتا "الى انه سيتم في ختام هذه الورش توزيع منشورات توعية".