hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

المطران عون: سنبقى نضيء الشموع بدل ان نلعن الظلمة

الجمعة ٤ حزيران ٢٠٢١ - 14:58

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أطلقت "جمعية هدفنا" بالتنسيق مع مطرانية جبيل المارونية وبلدية بلاط قرطبون ومستيتا، مبادرة "نذكر ونشكر" في احتفال في منطقة وطى البان بين بلدتي بلاط وبشللي في قضاء جبيل، لتعزيز قدرة العائلات على مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية، انطلاقا من رؤية المطرانية الانسانية والاخلاقية للاقتصاد ومساعدة ضحايا الازمات على التغلب على مصاعب الحياة.

وأقيم الاحتفال برعاية راعي الابرشية المطران ميشال عون وحضوره والنائبين سيمون ابي رميا وزياد الحواط، الوزير السابق سليم الصايغ، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية المنصف خالد صدقة، القيم الابرشي الخوري فادي الخوري، رئيسة دائرة التنظيم المدني في قضاء جبيل المهندسة جوزيت عواد، رئيس المركز الاقليمي للدفاع المدني شكيب غانم، رئيس "جمعية آنج الاجتماعية" المحامي اسكندر جبران، رئيس البلدية ورئيس الجمعية عبدو العتيق، واعضاء المجلس البلدي ومختاري البلدة وعدد من رؤساء البلديات الحاليين والسابقين، وعدد من الاباء والكهنة واهالي البلدة ومدعويين.

بعد النشيد الوطني وكلمة لعريف الاحتفال عضو المجلس البلدي لويس ضاهر، تحدث فيها عن "اهمية المشروع في ظل الازمات التي يعيشها الشعب اللبناني على مختلف الصعد، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية منها"، مؤكدا انها "ليست المبادرة الاولى لجمعية هدفنا وللبلدية ولن تكون الاخيرة".

وتحدث العتيق، فشدد على أن "هذه الارض التي نقف عليها اليوم كانت مكبا تاريخيا للنفايات، ومع الايام اصبحت ايضا مكبا للردميات التي اختلطت مع النفايات والاوساخ وزادت الاساءة للطبيعة وللبيئة"، لافتا الى "تجاوب مطرانية جبيل المارونية مع الجمعية والبلدية، حيث وضعت كل امكاناتها لدعم صمود العائلات، فأعطى راعي الابرشية الضوء الاخضر لازالة المكب من العقار ونجحنا بإنجاز المرحلة الاولى في تخصيص مساحات زراعية للعائلات التي تنطبق عليها المعايير المحددة مع تزويدها بمياه الري التي قدمتها المطرانية".

واكد ان "هذا الانجاز الذي يتم اطلاقه اليوم، هو خطوة ليس فقط كونه يشكل مساندة للعائلات في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي نعيشه، انما ايضا يستجيب لأحد الأهداف ال- 17 للتنمية المستدامة للامم المتحدة التي تدعونا لحماية البيئة من تدمير الأرض وحرمان الأجيال المقبلة من خيراتها".

بدوره، أكد القيم الابرشي في كلمته "اهمية التضامن والتعاون لتحقيق التماسك الاجتماعي عبر الزراعة والانتاج، وتحفيز العائلات على العمل اليدوي المباشر الذي ينتج كل الخير"، مذكرا بما "دأب عليه اجدادنا واباؤنا في هذا الجبل الصامد بأن واجهوا المحن والصعوبات بالعمل اليدوي والمبادرة الفردية، لا سيما في الزراعة المنتجة التي حمت اللبنانيين على مدى العصور من الجوع والعوز والحاجة".

وأكد "مهما عصفت المصاعب بلبنان الحبيب، يبقى الامل والرجاء بالله وبقديسي هذا الوطن، لان عبرهم وحدهم يكون الخلاص الحقيقي ونبقى نحن كلنا أمناء، كما في السابق واليوم وفي المستقبل، على رسالتنا الكنسية والوطنية والكهنوتية لخدمة الانسان"، وقال: "لا ولن نلين او نستكين في سبيل خير كل انسان مهما عصفت رياح معاكسة ومهما تمادت الامواج تلطم البناء الصخر، سنبقى اوفياء برسالتنا وخدمتنا لجميع ابناء المنطقة لا بل لجميع ابناء الابرشية".

وختم: "عملنا ودورنا هو ان نصلي من اجل كل عائلة وفرد في هذا المجتمع، ان يحفظ ربي عائلاتنا لتكون على مثال عائلة الناصرة، وأن يثمر هذا الزرع هنا أضعاف البذار والشتول، لاننا واياكم اهل الخير والايمان والسلام وابناء الرجاء، الباقي زوادة ايامنا ومواسم فرح وخير، وعلى امل ان تكون هناك مبادرات مماثلة تبعث في كل منا رجاء البقاء والامل بوطننا لبنان وبكنيستنا وبكل مبادرات الخير والعطاء".

وتحدث مكاوي، فأمل أن "تحمل الايام المقبلة نهاية للايام الاليمة التي مرت على لبنان"، مذكرا ب"المبادرات التي قامت بها جمعية هدفنا منذ العام 2019 حتى اليوم من اجل الحفاظ على الارض"، وقال: "لم تبخل الارض يوما علينا انما نحن كنا بخلاء معها وللاسف لا نتذكرها الا في وقت الالم"، شاكرا لمطرانية جبيل المارونية على تقديمها الارض "لكي تكون من خلال جمعية هدفنا في خدمة المواطنين".

ولفت الى أنه "خلال أزمة النفايات المريرة التي مر بها لبنان والتي نأمل الا نراها مجددا، استطاعت جمعية هدفنا ان تحول مكب لجمع النفايات الذي كان على هذه الارض الى مكان للحياة والزرع والحصاد، لكي تعود الارض مصدرا للخير لاهالي بلدة بلاط".

واعرب مكاوي عن اسفه وألمه وحزنه لما شاهده على الطريق "من ارتال للسيارات المتوقفة امام محطات الوقود لتعبئة خزانات سياراتها"، معنبرا أن "هذا المشهد لا يليق بكرامة الانسان في لبنان"، وسأل: "كيف يمكننا ان ننسى مشهد المواطن امام الافران والسوبرماركات والصيدليات للحصول على الخبر والدواء والمأكولات لعائلته؟ كيف يمكننا ان ننسى ان حليب الاطفال اصبح سلعة نادرة؟ فهذا لا يجوز وغير مقبول".

ودعا مكاوي اللبناني المقيم والمنتشر "لئلا ينسى ان لبنان الوطن يعاني كما يعاني ابناؤه"، وقال: "ليس لبنان الذي يسأل لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه، ولا ان يلام على الظروف التي نعيشها، فهذا الوطن له علينا الكثير وهو مثلنا يعاني من الفساد وعدم احترام القانون وقلة الاخلاق التي نراها في هذه الايام. لبنان سيسألنا: من ارتكب كل هذا؟ ماذا فعلنا من اجله ومن ارتكب الجرائم البيئية؟ من يزرع الاحقاد بين الناس في هذه الظروف الصعبة في ظل الالم الكبير الذي نعيشه جميعا؟ فالشكر يجب ان يكون اولا واخيرا للبنان من دون منة من احد".

وتوجه الى اللبنانيين المنتشرين، قائلا: "انتم شريان الاوكسيجين الاقتصادي في هذا البلد، ولم تقصروا يوما، فأتمنى عليكم الا تتعاطوا مع لبنان إلا من منطق انكم لبنانيون، لا من منطق انكم اصبحتم غرباء واجانب عن هذا البلد، فتذكروا كل ما اخذتموه معكم من وطنكم من علم وشخصية مميزة، والمؤهلات التي اكتسبتموها وجعلتكم من الناجحين في كل بقاع الارض، لذا يجب ان يكون الشكر اولا واخيرا للبنان، وعليكم الا تبخلوا على هذه الارض وان تتذكروا دائما هذا الوطن".

وختم: "ما صرنا على الارض ثروتنا الارض. نأمل ان يتبع هذه الخطوة خطوات اخرى ومراحل متقدمة من منطقة الى اخرى ومن قضاء الى آخر لنعيد ثقافة التمسك بالارض وتذكر خيراتها والتعلم من كرمها".

واستهل المطران عون كلمته بالمثل المأثور "بدل ان تلعن الظلمة أضئ شمعة"، وقال: "هذا المشروع الذي لن يكون الوحيد، هو شمعة في ظلمة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها والتي يوما بعد يوم تزداد وتضغط وتوثر سلبا على ابنائنا".

أضاف: "إنطلاقا من ان رجل الدين يهتم بالانسان، ليس فقط في الجانب الروحي من حياته، بل ايضا الجانب الاجتماعي والاقتصادي والعائلي، لذلك لن نوفر كمطرانية اي جهد ومساعدة لكي نقف مع اخوتنا ومساعدتهم بشتى الوسائل لكي يعيشوا حياة كريمة".

وثمن المطران عون "الدور الذي قامت به جمعية هدفنا لانجاز هذا المشروع الذي راودنا منذ سنوات"، معلنا عن "انشاء لجنة زراعية في مطرانية جبيل المارونية، تضم مهندسين زراعيين اكفاء وطوبوغراف لاحصاء كل اراضي الابرشية المتعلقة بالمطرانية والاوقاف العامة والخاصة ومكننتها، لمعرفة اي منها صالح للزراعة او للسكن وغيرها من المجالات، لمعرفة كيفية الاستفادة من هذه الثروة خدمة لابناء الابرشية من اجل مواجهة الازمة الصعبة التي نمر بها بثبات وايمان".

وختم: "سنبقى نضيء الشموع بدل ان نلعن الظلمة لكي نستطيع بتضامننا وتعاوننا وتعاضدنا مساعدة اخوتنا لتخطي المرحلة القاسية التي نعيشها".

وفي الختام تم عرض فيلم وثائقي، وقدم المهندس يوسف كرم شرحا عن مراحل انجاز المشروع واهميته.

  • شارك الخبر