hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

عابد فهد مع جيسيكا عازار... التشبُّع بالحب

الخميس ٩ كانون الأول ٢٠٢١ - 06:35

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يطلّ عابد فهد بعد «شتي يا بيروت» حاسباً خطواته. زلت قدمه في السابق ثم استعاد الوقوف الواثق ورد الاعتبار. يتعثر ثم يعوض. وهو اسم كبير يتورط أحياناً بنصوص خجولة. تستضيفه جيسيكا عازار، ورأسه مرفوع بعد مسلسله اللافت المعروض حالياً على «شاهد». يأتيها محملاً بالأصداء الطيبة ومباهج النجاح. نشتاق لعابد فهد في الأدوار التي تليق، لا الأدوار التي تُسلَق. تتزامن المقابلة في برنامج «40» (إم تي في اللبنانية) مع ذكرى زواجه، فيحضر مشبعاً بالحب. هذا الخجل فيه وتلك النظرات الناطقة، تجمل اللقاء مع الفنان والإنسان والسوري المُغرب عن أرضه.

لكل سؤال دقيقتان للإجابة، وأحياناً تمر الثواني بالصمت والشرود. يتروى في الكلام ويختار عباراته. يُحلّي النجاحُ الحوارات، كما يُحلّي الموسم الوفير سلال الحصاد. يعلم الضيف أن مُحاوِرته لن تخضه أو تُتعب رأسه. أقصى علاقتها مع الإحراج تكون بالإلحاح عليه لدندنة أغنية. تقدر الاسم الجالس على كرسي أمامها في استوديو بالأسود والأحمر، لضرورة الإحساس بالخطر. وهو «محتال» في التسلل والتهرب، بلياقة ولباقة والصمت الأبلغ من النطق.

أربعون سؤالاً سجل خلالها مواقف واستعاد ذكريات. استفاقت في باله الصور، منذ البدايات في إذاعة دمشق التي طُرد منها، ثم أول سيناريو وقع بين يديه وهو عاطل عن العمل، فاتخذ قراره الساعة الثانية والنصف ما بعد منتصف الليل بأن يقدم نفسه للناس كممثل. ابن اللاذقية، عاش سنوات في الشام، واليوم يستقر في دبي. يحب الفلافل ويطيبُ طعمها مع ابن بلده بلال شحادات. «هل ترتاح مع كاتب سوري؟»، تسأل جيسيكا عازار وتنال الجواب الصريح: «يشبهني نصه أكثر. يحاكي علاقتي بذاكرتي ومكاني وما أراكمه من تفاصيل».

حزين «شتي يا بيروت»، برغم المرح في الكواليس. المرح عينه ينقله عابد فهد إلى الجلسة مع جيسيكا عازار بالدندنة وتذكر الحكايات القديمة. أطرفها يوم شاء تقليد دريد لحام بشخصية «غوار الطوشي». الطربوش موجود والشروال موجود، فمن أين لابن الأربعة عشر عاماً أن يحضر «القبقاب»؟ إلى الجامع دُر، فتناول «قبقاباً» من أول مُصلٍّ! هذا الجامع الذي ظنه ملجأ الرجاء، إلى أن أدرك لاحقاً أن الكنائس وجهة المسيحيين.

جانب من عابد فهد الإنسان يمنح الحلقة الدفء. عاشق لكرة القدم، والأول في المباريات بين فريق الفنانين. تُنوع عازار أسئلتها، فلا يغلب الملل الجو. يكون حيث يكون ميسي، في فرصه صانعة مجده، ولو عاد الأمر له لشاركه الاحتفال بالكرة الذهبية، بسعادة الاعتراف بنجاح تيم حسن في «الهيبة 5» وقصي خولي في «عشرين عشرين». دوران كان «ليسرقهما»، هو الذي انطلق في رحلته بدور «الحرامي».

يحمل هوية بلده مهما تعددت الأماكن وتنقل بين الأوطان. سيُقال دائماً: «الفنان السوري عابد فهد»، أكان الموطن دبي أم بيروت. ماذا عن تهمة أنه وممثلين سوريين يضربون الدراما السورية؟ «اتهام جيد. في النهاية، نحن سفراء وطننا في كل مكان نكون فيه».

يعطي شركة «الصباح» حقها لدى سؤاله عن العراقة الإنتاجية، مُنصفاً مجهودها الهائل. ويذكر مزايا الراحلَيْن حاتم علي وشوقي الماجري بوفاء. مر الحديث على نقابة الفنانين السوريين، وما لا مفر منه: النجمة اللبنانية والنجم السوري. وعلى سبيل «الحركشة»، تسأله مُحاوِرته عن تطور أداء نادين نجيم منذ عملهما المشترك في «لو» إلى آخر عزها الرمضاني «عشرين عشرين»، فيرد بأمانة: «تطور كبير لنجمة لم أعرفها في شخصيتها الأخيرة. كانت غيرها الشخصية».

جريء في مقاربة الوطن والغربة، والعتب على المصير: «لماذا يُكرم المبدع اللبناني أو السوري في الخارج ولا يدري أي الأقدار تتربص له في أرضه؟». يتساءل عنا جميعاً. ويكمل الاستفهامات المؤلمة: «هل تريدنا أماكننا أم ترفضنا؟ نحب الوطن، فلِمَ يمسح ذاكرتنا؟ نحن شعب مُنهك، يخجل من ضعفه».

يحب في الإمارات اصطحاب العائلة بنزهة إلى الفجيرة، وفي لبنان الصعود إلى هواء فاريا وبردها العذب في الليالي. تتمهل الحلقة عند علاقة ولديه بسوريا، فيجيب بأنهما مثله يحبان اللاذقية حيث الشارع والدكان والقهوة على المفرق: «هنا تربيت». تصعب العودة إلى الأوطان المقتولة، فيجد المرء في الأوطان الآمنة حياة لا تخيف أبناءه وفسحة للبدء من جديد. «ليتها تعود كما سابق، فنعود إليها». ومع ذلك، «في لبنان وسوريا أنام بعمق. النوم العميق أفتقده في مكان آخر».

وروى كيف تعرف إلى زوجته زينة يازجي والحب من النظرة الأولى. احمر خجلاً حين عُرضت صورهما في يوم الزفاف. بعد 19 سنة، يجدد الحب: «شكراً لأن الحياة معكِ فيها تجربة ومغامرة». لا يجيد الأقوال بل يفضل الأفعال، فيود لو يُسعدها مدى العمر.

ويود أيضاً لو أن والدته إلى جانبه، لكن ما حال الحنين إلى الأرض؟ زارته فترة في دبي وعادت. لفحه الشوق إلى فنجان قهوتها الصباحي وإلى سريرها ومنزلها. كل «ألو» من سوريا تخيفه: «خير يا رب». الخوف من مفاجآت الحياة يطارد المرء وإن فر إلى الصين.

فاطمة عبد الله - الشرق الاوسط

  • شارك الخبر