منذ خروج القوات اللبنانية من حكومة الرئيس سعد الحريري الاخيرة قبل ايام على استقالتها تحت ضغط الشارع وثورة 17 تشرين، وما أعقبها من مواقف لحزب القوات الذي رفض تأمين الغطاء المسيحي للرئيس سعد الحريري لتكليفه مجددا رئاسة الحكومة، و"كوب" تيار المستقبل امتلأ من "تصرفات" حزب القوات الذي رفض الوقوف ك"صديق وقت الضيق" مع من "استشرس" كما يقول المستقبل لتمثيل القوات في حكومته الاخيرة رغم معارضة التيار الوطني الحر لتمثيل معراب الوزاري.
بعد الاستقالة خرج الرئيس سعد الحريري في مداخلة هاتفية عبر الشاشة يؤكد أن في فمه ماء، ملمحا الى تخلي القوات اللبنانية عنه وهذا ما ترك لديه نوعا من التحفظ كي لا نقول الامتعاض من قبل الحليف "سمير".
بعد الاستقالة لم يجتمع المستقبل والقوات على برنامج لقيادة معارضة واحدة بوجه الخصوم. نقطة، ربما استفاد منها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يواجه معارضة ب "المفرق" ما أراحه بعض الشيء، كما أن مقاربة القوات للحكومة تختلف في بعض العناوين عن المستقبل، فالاخير يشن هجوما شاملا على حكومة العهد وعلى " الرويبضة" الرئيس حسان دياب كما اسماه القيادي في المستقبل مصطفى علوش، في حين أن القوات تراقب وتنتقد على "القطعة" تاركة "شعرة معاوية" مع هذه الحكومة لاعطائها وقتا للعمل قبل الانتقاد الذي ظهر جليا في الاسابيع الاخيرة بعد فشلها في حل مسائل عدة.
اليوم وبعد تظاهرة 6-6 شيء ما تغير، تكفل موقع المستقبل الالكتروني بشن هجوم عنيف على القوات، من بوابة "مواقع التواصل الاجتماعي" حيث استند الى منشور لصفحة (نحنا قدا) على الفايسبوك والتي قال انها قريبة من القوات والتي لامت الرئيس سعد الحريري على التهدئة إثر التوترات التي شهدتها أحياء عدة من بيروت عقب التظاهرات بدلاً من "مضاعفة الضغط على حزب الله"، واتهم موقع المستقبل عبر هذا المنشور رئيس القوات سمير جعجع بالسعي الى مهاجمة حزب الله عبر الطائفة السنية وسعد الحريري، فيما ينأى هو بنفسه عن هذه المواجهة بذرائع "ما بيوقف عليها حكيم".
ويختم مقال المستقبل بالقول "القوات" مش قدّا... وترمي ما فيها على الرئيس الحريري.
هذا الاتهام تلقفته مصادر القوات اللبنانية التي أكدت عبر موقع ليبانون فايلز أن الحزب غير معني بهذه الصفحة والتي بنى اعلام المستقبل هجومه على القوات من خلال ما نشرته، مشيرة الى أن القوات لو أراد شن حملة عبر مواقع التواصل على المستقبل لنشر هجومه عبر أكثر من موقع الكتروني وعبر ناشطيه المعروفين بجيوشهم الالكترونية، وبالتالي لو كان هناك حملة منظمة لوجدنا منصات كثيرة لهذا الهجوم، وعليه فان القوات لا علاقة لها بهذه الصفحة لا من قريب أو بعيد.
واذ تؤكد المصادر وجود تباينات مع تيار المستقبل في المرحلة الاخيرة الا أنه لم يصادف وجود هجوم في هذا الشكل بل ان التنسيق قائم، لافتة الى أن أي ملاحظة من هذا القبيل يفترض أن يتم طرحها عبر قنوات التواصل بين الحزبين لايضاحها.
واستغربت المصادر كيف ان اعلاماً رسمياً لتيار سياسي يشن حملة من خلال مجموعة مقالات يستند فيها الى صفحة ينظر اليها حزب القوات على أنها مزورة، في حين تفرض المهنية الرد على اخبار وبيانات رسمية صادرة عن حزب القوات.
وبرأي المصادر فان أفضل رد من القوات على هذه الحملة هو ما حصل يوم السبت "حين استمعنا الى اناشيد القوات اللبنانية وهي تصدح في عين الرمانة وطريق الجديدة وما هي الا دليل على وحدة الحال والموقف بين المنطقتين".
والى المآخذ المستقبلية على دور القوات "حكوميا" ثمة امتعاض بين قيادات التيار الازرق التي تتهم القوات بالسعي الى مد جسور التواصل مع رجل الاعمال بهاء الحريري على حساب المستقبل وتأمين أرضية له في بعض المناطق المسيحية، هنا تؤكد مصادر القوات أن لا علاقة تربطها مع الشيخ بهاء والتواصل الوحيد القائم هو مع تكتل المستقبل الاكثر تمثيلا داخل البيئة السنية.

المستقبل ليس على ما يرام بين معراب وبيت الوسط، ثمة فجوة تكبر مع تراكم ايام القطيعة بين الشيخ والحكيم، يستفيد منها أكثر من طرف وربما يمرر الرئيس سعد الحريري المزيد من الكرات الى النائب جبران باسيل ليسددها أكثر باتجاه خصومه، فهل سيبق الرئيس الحريري "بحصة الحلفاء" في اطلالاته التلفزيونية التي قيل انها قريبة؟.