hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

من نيويورك: متحف بيروت للفن "بيما" منارة أمل

الخميس ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 12:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فيما يرزح لبنان تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية، ينكبّ عدد من اللبنانيين على تحدي الانهيار عبر مشاريع جريئة تعد بمستقبل أفضل. وليس أكثر من متحف "بيما" (متحف بيروت للفن) دلالة على أن لبنان بإمكانه العودة الى دوره السابق مركزا ثقافيا للشرق الأوسط.

أهمية متحف "بيما" تحدّث عنها مدير متحف الفن الحديث "موما" غلين لوري الذي اعتبر أن المتاحف هي من أهم المساحات المدنية في المجتمع "وفي مكان مثل لبنان ومدينة مثل بيروت هي تعني أكثر من وجودها في أماكن مثل نيويورك أو باريس، فهي الصمغ الذي يجعل المجتمع يتماسك، هي المكان الذي يجلب الناس من آراء مختلفة وقناعات مختلفة ومن خلفيات مختلفة لمكان مشترك".

جاء ذلك خلال جلسة مناقشات في متحف "موما" في نيويورك حضرها المئات من الفنّانين ومحبّي الفن، وتابعها المشاهدون من أنحاء العالم عبر البث المباشر. وأضاف لوري:" انا متأكد أن المتحف سيكون له نجاحا كبيرا لأن ريتا نمّور الصديقة العزيزة دائما تنجح في جعل المستحيل يتحقق".

يشار الى أن مشروع المتحف نشأ بمبادرة من ريتا نمّور وساندرا أبو ناضر من خلال جمعية خيرية لا تتوخّى الربح، بهدف حماية مجموعة وزارة الثقافة وترميمها وعرضها أمام الجمهور. وقد وضعت جامعة القديس يوسف بتصرف الجمعية أرضا تملكها على طريق الشام مقابل المتحف الوطني. وما كان يوما خط تماس سيتحول مع "بيما" الى مركز تلاقي وانفتاح.

ومتحف" بيما" المتوقع افتتاحه عام 2026 يضم 1275 قطعة فنية ل210 فنان يشكلون الإرث الفنّي للبنان. ويمتد تاريخ اللوحات والمنحوتات من العام 1880 الى العام 2001 تم اختيارها من مجموعة وزارة الثقافة. وكان عدد كبير منها متضررا بسبب الحرب أو الإهمال أو التخزين غير المناسب. وقد قام متحف "بيما" بترميمها وحفظها وإعادة أرشفتها. وهي تروي قصة لبنان في مختلف مراحل تاريخه.

وقال رئيس مجلس إدارة "بيما" جو صدّي:" لبنان يمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية واجهتها أي دولة في وقت السلم ودائما ما يتم سؤالنا لماذا الان؟" لافتا الى أن "الجواب هو الأمل والوحدة والهوية".

وأوضح صدّي أن "ما نأمل أن نحقّقه في "بيما" هو هذه المنارة للأمل وأن نقول للجميع في لبنان أن ثمة ضوء في آخر النفق ويوما ما ستتحسّن الأمور". وأضاف: "الفن هو عامل توحيدي والمجتمع اللبناني منقسم ومسيّس للغاية وفي "بيما" نتشارك الرأي بأنه من خلال الفن يمكننا أن نجمع الناس حول شيء مشترك هو الفن والأشياء الجميلة عوض النظر الى سلبية الوضع في البلد".

ولفت صدّي الى أن الهدف هو أيضا "المحافظة على هويتنا"، مشيرا الى أن المجموعة الرائعة من الأعمال للفنانين اللبنانيين التي استحوذت عليها وزارة الثقافة "كانت مهملة ومبعثرة في أنحاء العاصمة في عدة أماكن وفي أوضاع غير لائقة بها". وقال: "بدأ "بيما" بترميم الأعمال الفنية والقيام بالأبحاث الضرورية حول الفنّانين وأعمالهم على أن يتم عرضها يوما ما في مكان يليق بها".

من جهتها، قالت رئيسة مجلس إدارة "بيما" في الولايات المتحدة" ليلي شوبرا: "كان لنا الشرف أن نشاهد في السنوات الست الماضية العمل العظيم الذي قام به "بيما" ويا له من مثال على الرعاية والرؤية والمرونة!".

وأضافت شوبرا أن متحف "بيما" رمّم اللوحات "غرزة تلو الأخرى كمن يخيّط بلده". وأضافت:" لقد كان امتيازا حقيقيا لنا ان ندعم هذا العمل. "بيما" هو حقا منارة للأمل بالنسبة للبنان وكما نعلم جميعا فإن الفجر يأتي بعد أكثر ساعات الليل ظلمة".

وقالت المديرة المشتركة للمتحف جوليانا خلف أنه " فيما يحارب لبنان لبقائه الثقافي، فإن الحاجة للمحافظة على تراثه الثقافي والحاجة لمساحات مجتمعية عامة هو أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وأضافت خلف: "في العام 2016 طلب متحف "بيما" منّي ومن تالين بولاديان زيارة مجموعة وزارة الثقافة وتقييمها وأول ما لاحظناه عندما دخلنا الباب المعدني هو الرائحة المستفحلة للعفن والغبار وكان تخزين اللوحات على نحو ضيّق وعشوائي وفي أوضاع صادمة". وتابعت: "قمنا بإعادة أرشفة المجموعة بحسب الحقبة التاريخية والفنان وتقديم نصائح للتخزين واختيار مجموعة ل"بيما". وقالت:" ماذا يوجد في هذه المجموعة المخفية لسبعة عقود؟ ما تبيّن هو عرض رائع لإرث هذا الوطن الصغير بما في ذلك أصعب محنه وأيام مجده".

من ناحيتها، قالت المديرة المشتركة تالين بولاديان: " لا يوجد في أي مكان آخر عرض كامل للفن اللبناني يتحدث عن تاريخ الأرض والشعب كما يوجد في هذه المجموعة". وأضافت: "وضع المجموعة كان فظيعا، حتى أننا كنا نجد لوحات في الحمامات ونجد لوحات في أوضاع رهيبة وفي بعض الأحيان كانت الغرف واللوحات وسخة الى درجة أنه كان علينا الدخول بكمّامات". ولفتت الى أن المجموعة كانت بحاجة ماسّة لإيجاد مكان لها والمحافظة عليها".

واعتبرت بولاديان أن "الفن يوفّر ملاذا ومنارة أمل ويثبت أنه ضروري وليس رفاهية". وأضافت: "علينا أن نحافظ على هويتنا الوطنية الآن وبالتحديد في هذه الفترة الزمنية قبل أن تتبخّر هذه الهوية".

المحافظة على الهوية والمجموعة الفنية كان أيضا هاجسا لدى المهندسة المعمارية آمال أندراوس التي حرصت مع شريكها دان وود على صورة "الانفتاح والشفافية والشمولية" في تصميمها لمبنى "بيما". وقالت أنهما أرادا لتوجه المبنى وواجهته أن "يتواصلا مع المعالم المجاورة" مثل المتحف الوطني. وأضافت:" كنا شغوفين للغاية بحركة الآرت ديكو وهي عصريّة للغاية وتلتقط اللحظة المحدّدة لبداية المجموعة".

وقالت اندراوس: "أنا مهووسة ببيروت منذ تركتها بعمر الثلاث سنوات وكنت دائما أريد العودة وأطروحتي كانت عن بيروت". واعتبرت أن "مكان المتحف له أهمية كبيرة على طريق الشام التي قسّمت البلد شرقا وغربا خلال الحرب الأهلية والسؤال كان كيف يمكن لهذا المبنى أن يجمع الناس مع بعضها البعض".

وأضافت: "لم نكن نعلم الكثير عن الفنّانين اللبنانيين إذ كانت العروض منفردة من دون نسيج جامع، كانت الرواية مجزّئة كأننا غير أكيدين من هويتنا أو عالقين بين الغرب والشرق وأظن أنه حان الوقت لإلغاء هذه الرواية وتمكين الجيل الجديد من إيجاد في هذه الأعمال سرد جديد وأسس جديدة للتقدم نحو الأمام".

  • شارك الخبر