hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

مَن هو الرئيس الأقدر والأكفأ؟

السبت ٢٧ أيار ٢٠٢٣ - 00:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مشهد من مسرحية للأخوان رحباني يضم نخبة من الفنانين اللبنانيين وهو عبارة عن ساعي بريد (المطرب جوزاف ناصيف) يقصد المعلم محجوب (الممثل وليم حسواني) ليسلمه مكتوب مرسل له من خارج البلاد من أحد مغتربي الضيعة، وليتبين لاحقاً أن المكتوب مُرسل الى ابنة المعلم محجوب، وبسبب أمية هذا الأخير ورغبته الشديدة في معرفة مضمون هذه الرسالة قام بطلب من ثلاث أشخاص في القرية بقراءتها له وهم: ساعي البريد ومعلمة المدرسة (المطربة هدى حداد) ووالد مرسل الرسالة (المطرب مروان محفوظ) والمفاجأة كانت ان كل واحد منهم قرأ الرسالة وفقاً لمصلحته وغايته، فساعي البريد تناولها من ناحية الغرام المتبادل بين المغترب وابنة المعلم محجوب، ومعلمة المدرسة ركّزت على أهمية الدرس والتعليم، ووالد المغترب أعاد تذكير المعلم محجوب بدين قديم بذمّته وعليه دفعهن وبذلك لم يتمكن المعلم محجوب من معرفة مضمون الرسالة الحقيقي.

هذا المشهد يجسّد تماماً الصورة السياسية اللبنانية منذ نشأتها، وهو في الوقت الحالي يتطابق مع موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، فكلما صدر بيان عن مسؤول خارجي أو عن سفير دولة في لبنان بشأن الانتخابات الرئاسية تختلف تفسيرات الأطراف اللبنانية لهذا البيان كلاً وفقاً لأمنياته ورغباته، ولا تقف هذه التفسيرات المغلوطة عند هذا الحد إنما يقوم كل طرف بتسويقها إعلامياً وشعبياً معتقداً بأن هذا العمل يرسّخ سلطته ويقويها ويزيد مؤيديه من الشعب اللبناني (المعلم محجوب في المسرحية) الغافل الوحيد عن الحقيقة لذلك، وبما ان الصورة الإقليمية والدولية غامضة ورمادية للأطراف اللبنانية، وهذا ما يجعلهم عاجزين عن تحديد خياراتهم فيما خصّ انتخاب رئيس للجمهورية يلجأون الى وسيلتهم الوحيدة المتبقية، ألا وهي التعطيل وهكذا فإن الأسماء المطروحة إعلامياً من قبل الأطراف السياسية وتلك المتداول بها في الكواليس والمجالس الخاصة غير قادرة على تأمين النصاب أو حتى على تأمين ٦٥ صوتاً وبالإضافة الى حاجز الأرقام، فجميع الأسماء المتداولة تقتصر خبرتها في مجال الحكم والقيادة على مركز نيابي، وزاري، إداري أو مالي وبالتالي فهذه الشخصيات تفتقر الى التجربة والخبرة في إدارة بلاد تنهار اقتصادياً، مالياً وعلى حافة الإنهيار الأمني باستثناء وحيد وهو العماد جوزاف عون قائد الجيش والذي خبرته البلاد منذ العام ٢٠١٧ وحتى الوقت الحاضر، وهو طوال هذه السنوات كانت قيادته للمؤسسة العسكرية نموذجاً للحوكمة الرشيدة الخالية من الفساد وسؤ الإدارة والموسومة بالفعالية والنجاح إضافةً لذلك لم تقتصر مهمته  طوال فترة قيادته على الشأن العسكري (ضبط الامن الداخلي،مكافحة الإرهاب، مواجهة العدو الإسرائيلي…) إنما تخطتها للعمل السياسي والاجتماعي، فمنذ ثورة ١٧تشرين٢٠١٩ حاول تحييد المؤسسة العسكرية عن الصراع السياسي القائم بين الشعب الثائر والطبقة الحاكمة بإستعمال المرونة والتفاوض السياسي حيناً والحزم والشدة أحياناً وخاصة عند الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وإقفال الطرقات، أما في الشأن الاجتماعي فهو توأم مهمته الأساسية كقائد للجيش (تحضير القوات العسكرية من خلال التدريب والتجهيز بالأسلحة والعتاد العسكري لخوض المعارك على الحدود وتثبيت الامن في الداخل) مع مهمته الاجتماعية خلال الإنهيار الإقتصادي والمالي الذي أصاب لبنان والمؤسسة العسكرية وعمل على تأمين المستلزمات الأساسية للجيش من تغذية وطبابة (تؤمن الطبابة العسكرية الرعاية الصحية شبه المجانية لحوالي نصف مليون مواطن لبناني) وتحسين رواتب العسكريين من خلال هبات من دول صديقة دون أن يؤثر ذلك على إستقلاليته وقراره في قيادته للمؤسسة العسكرية .

جميع الكتل النيابية والنواب المستقلين يدعون الى التوافق على إسم مرشح ويستبعدون ما يسمونه مرشح تحد وأيضاً أبدت هذه الكتل (على الأقل اعلامياً) باستثناء تكتل لبنان القوي على إستعدادها لانتخاب قائد الجيش رئيساً ضمن الأصول الدستورية أو في الحد الأدنى عدم معارضتها له فلماذا لا تتكرر تجربة الرئيس اميل لحود وتعمل هذه الكتل على تعديل المادة ٤٩ من الدستور بحيث تتيح إنتخاب موظفي الفئة الأولى لرئاسة الجمهورية وتكون ولو لمرة وحيدة صادقة مع تصريحاتها العلنية ومع مواطنيها.

 

  • شارك الخبر