hit counter script

مقالات مختارة - جورج ابو معشر

من قطعة سما الى أرض جهنميّة

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 08:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الديار)

اسمع تفرح: جرّب تحزن.
هذا ما ينطبق على موّال: لبنان يا قطعة سما، عالارض تاني ما الك.
وانت تقرأ في «الكتاب المقدس» ان الله عزّ وجل، خلق الانسان على مثاله، ولا بدّ وان نشكره على عدم تمسّكه «بالصورة» والاكتفاء بالمثل العليا حفاظاً على ماء الوجه، كما يقال بالعامية.
قد نجد تربة صخرية شبيهة بلبنان، ولكن الجزم بوجود سياسيين وحاكمين على صورة اللبنانيين ومثالهم... فأمر يحتاج الى صوم وصلاة وتكبير للعقل البشري.
قد يخلق من «الشبه اربعين» كما تقول الآية الكريمة، لكن شبه الخَلق قد يختلف عن شبه الخُلق وفقاً للفرادة اللبنانية...
لم ولن تجد في اقاصي المعمورة حياة تقوم ولا تتطور، وتغني آلام التطيف والتمذهب، وتكتوي بنارها، وتنفجع على الضحايا، ولا تتعظ من الماضي البغيض، وكأن الله بعد «خلقهم» كسر القالب رحمة بالعالمين.
فأي بلد في العالم، يمكنه ان يستمر دون رئيس الى ما يقارب السنتين.
ومجلس نيابي يمدد لذاته مرتين...
وحكومة سلامية تحاول عبثاً الابقاء على لبنان الواحد لا لبنانان.
وشهر «آذار» يُعرف بكتلتين سياسيتين «تحرقان البخور» لهذا نكاية بذاك، حتى بات لبنان «قاب قوسين وادنى» من الافلاس الخلقي والمادي.
التكفيريون الرافعون «لعلم الله» في المشرق العربي ومغربه - دون استثناء - ينفذون، بعضاً من المؤامرة الصهيونية الهادفة الى مسح عملي للمعالم المسيحية وحضارتها، في وقت تعمل على هدم المسجد الاقصى، والسيطرة الكاملة على المعالم الاسلامية والمسيحية المتبقية في العالم العربي.
ويبقى الخطر الداهم، اضافة الى صراع الحروب، في سوريا، والعراق، دور لبنان في مرحلة طرح الحلول السلمية... حيث يعتبر الخزان الاكبر للنازحين السوريين وللاجئين الفلسطينيين، ناهيك بالاقليات الطائفية الهاربة اليه.
وكما النافذة المفتوحة على الظلمات لا تسمع، الا صدى فراغ الليل. هكذا، حال اهل السياسة في الحكم، وفي خارجه وبخاصة في الاوساط الحزبية المسيحية، وهل ستكون طاولة المصالح مستديرة ام مستطيلة او ثلاثية او ثنائية.
في ارشيف المخابرات الاميركية الممسوك حتى الآن بيد الرئيس باراك حسين اوباما، والمعروف بالشرق الاوسط الكبير، ومشروع صراع الحضارات، والاثنان يُصبان في الخانة الصهيونية، ويستهدفان سوريا ولبنان اكثر من غيرهما، ويمر البلدان بمرحلتين احلاهما مرّ.
فسوريا في آتون جنيف، ولبنان في محرقة لندن، والجائعون الى الخبز، لا يجدون دولا تمالحهم، على حد قول الرئيس تمام سلام، الحامل للهموم، الانتخابية، والمالية والطائفية، والسجالات الوزارية.
ولان للضعيف اكثر من ثلثي القتلة وقوة لبنان كما كان يقال في ضعفه. فالمخاطر تحيط به من كل حدب وصوب بحراً، وبراً، وجواً، ولا من افق فيه حلاً او تسوية وفاقية.
فاسرائيل الملاصقة، والطيران اليهودي يسبح في الفضاء اللبناني. والتكفيريون يشغلون البال في عرسال والشمال، والمخيمات بين وعود وعهود بتوطين لاستحالة العودة للوطن وجنبلاط يُغرّد على ليلاه... ووزير المال حسن خليل الى واشنطن لتبييض صورة حزب الله ورفع العقوبات المالية عن الحزب، والحراك المدني يزيل السواتر الحديدية بينه وبين قوى الامن في ساحة رياض الصلح، وملف النفايات اللبنانية، يدرس في مناهج «المافيات» العالمية، وتراجع التحويلات من الخارج الى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار، والبطالة عند عتبة الاربعين بالمئة، والوعود بالمساعدات الكمونية ب/11 مليار دولار حتى عام 2020 تتغلّف بضبابية سوداء. او بالاجرام المتنقل بين بقاع وشمال وفضائح وفظائع تكشف خلال المحاكمات العسكرية الامر الذي يدّل على مخاطر خطيرة جداً تستوجب اعلان حالة طوارئ اقتصادية تسهم على الاقل في الحد من ردة الفعل المتنامية في قطاع الايجارات الظالم. وفي تلبية مطالب المياومين لحين الانتهاء من عوائق شباط اللبّاط، بدءا من الثامن منه، مروراً بالرابع عشر ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري حيث يلقي الرئيس سعد الحريري خطاباً يتوقعه العارفون انه سيكون اشبه بكرة «الكارانبول» التي تضربها باتجاه لتصيب عدة كرات في طريقها يختلط الحابل بالنابل.
رحم الله الشهيد الحريري في ذكراه والهم نجله سعداً «ليبق البحصة» الرئاسية ولو بعد حين، فيبقى لبنان قطعة لجوء ولا يتحول الى قطعة من جهنم على الارض.
 

  • شارك الخبر