hit counter script

الحدث - جاد صليبا

السعوديّة أعطت بركَتها لحلّ ملفّ الرئاسة

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

آخِر معطيات بورصة أسماء المرشّحين إلى الرئاسة تُشير، بما لا يقبل التشكيك، إلى صعود جدّي لأسهُم النائب سليمان فرنجيّة، وإلى وُجود مباركةٍ سعوديّةٍ لتسوية إقليميّة قد تأتي به إلى قصر بعبدا رئيساً. والأكيد أن لا رفضَ إقليمياً أو دولياً لفرنجية، فيما التطورات والحسابات والتكتيكات الداخلية خلالَ الأيام المقبلة ستكون حاسمة، خصوصاً أنّ فرنجية لم يتسرّع بالموافقة على طلب الحريري إعلانَ ترشّحه رسمياً للرئاسة، لأنه يعلم أنّ تجربة عون قبله كانت مريرة حينما وُعِد الجنرال بأن يؤتى به رئيساً.

صحيحٌ أنَّ أيّاً من الأسماء المطروحة لملء الفراغ الرئاسيّ غير محسومة، لكنَّ مصادر محلّية لصيقة الصلة بالملفّ الرئاسي ومحسوبة على قوى "14 آذار" جزمت "وجودَ مباركةٍ سعوديّةٍ ونوعٍ من القبول لدى الرياض لترشيح فرنجية"، لكنّها استدركت بالقول "إنّ كلّ شيء رهن الساعات الأخيرة، ذلكَ أنّ الحديث عن ترشيح فرنجيّة قد يكون مجرَّد مناورةٍ لحرقِه، خصوصاً أنّ المبادرة الإقليميّة التي يُحكى عنها لا تزال معالمها ضبابيَّة".

لقاء فرنجية – الحريري الأخير في باريس لم يأتِ من فراغ، فالمباركة السعوديّة لهذا اللقاء تمّت بضوء أخضر من دوائر القرار الدوليّة التي تُدرك جيّداً أنّ فرنجية نسَجَ علاقاتٍ جيّدة مع واشنطن والأوروبّيين. لذا فإنَّ تلكَ الدوائر ترى في فرنجية رئيساً مرحليّاً للبنان، وهي تعلم جيّداً أيضاً أنّ البلاد بلغت مرحلةً من "الاهتراء المؤسّساتي" الذي يُهدّد بتحوّلها دولةً فاشلة على كُلّ الصُّعد، وأنّهُ إذا لم تنجح المبادرة الإقليميَّة التي يُحكى عنها، فإنَّ لبنان قد يوضَع "في الثلاجة" سنتين أو ثلاث سنوات إضافيّة، وهذا حُكماً سيؤدّي إلى مخاطر لا تُحمَد عقباها، اقتصاديّاً وسياسيّاً.

إلى ذلكَ، تقول مصادر قريبة من أوساط فرنجيّة إنّهُ "مرتاح كثيراً للقبول الحريري – الجنبلاطي الواسع له، وإنّه يعلم في قرارة نفسه أنّ حظوظ عون وجعجع الرئاسيّة باتت شبه معدومة في هذه المرحلة، وأنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي مرتاح إليه، وأنّ المبادرة التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أخيراً، هي مباركة مسبقة لفرنجية". وتُشير المصادر نفسها إلى أنّ "الكلام عن عدم حضور نواب عون جلسةَ انتخاب فرنجية رئيساً، هو كلامٌ سابق لأوانه، لأنْ لا شيءَ محسوماً حتّى الآن، أمّا جعجع فكانَ أكّد مراراً أنه لن يُقاطِع أيّاً من الجلسات النيابيّة المخصّصة لانتخاب رئيس".

في المحصّلة، هناك كسرٌ دوليّ وداخليّ للجمود في الملفّ الرئاسيّ، والأشهر الثلاث المقبلة حاسمة وستُحدّد مصير لبنان، علماً أنّ أيّ رئيسٍ سيؤتى به إلى بعبدا لن يكون في استطاعته اجتراح معجزات، لكنّ المطلوب منه على الأقلّ إعادة هيبة المؤسّسات الدستوريّة. 

  • شارك الخبر