hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - جاد صليبا

أيُّ مصير للتدخُّل الروسيّ في سوريا؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 05:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عجزَت روسيا، خلالَ السنوات الفائتة، عن القضاء على "الجهاديّين" في أفغانستان، ولم تستطِع، رغم كُلّ جُهودها، إطفاءَ نيران الإرهابيّين المُشتعلة في الشيشان وسواها من المناطق القريبة من حدودها والتي تَعجّ بالمُتطرّفين. فهَل سيستطيع سيّدُ الكرملين فلاديمير بوتين دَحرَ "داعش" من سوريا في المدى المنظور ومَنع هذا التنظيم الإرهابيّ من الوصول إلى الحدود الروسيَّة؟ الجواب حتّى الآن هو "لا". فكُلّ المؤشّرات الميدانيَّة تدلّ إلى أنَّ روسيا تتّجه نحوَ "فشل جديد" في حربها ضدَّ الإرهاب. وما سقوط الطائرة الروسيَّة في سيناء سوى أحَد فُصول "الانغماس الروسيّ" في الميدان السوريّ الذي استحالَ مُستنقَعاً لا خُروجَ منه، نظراً إلى الحروب المُعلنة والخَفيّة والمُتشَعّبة التي تخوضها القوى الإقليميَّة والدوليَّة في سوريا.

إنّها حربُ استنزافٍ دَخَلَتها روسيا من الباب العريض. فبعدَ أسابيع على إرساله مُقاتلاتٍ لقصف معاقل "داعش" في سوريا، ها هوَ بوتين يَسير برجلَيه تدريجاً نحوَ أسفَل المُستنقع. فقد أعلنَ قائد القوّات الجَوّية الروسيّة الكولونيل جنرال فيكتور بونداريف، الخميس الفائت، أنَّ "المُقاتلات الروسيَّة يُمكِن أن تتعرَّض للخطف في دوَل مُجاورة لسوريا، على أيدي إرهابيّين، بهدَف استخدامها في مُهاجَمة القوّات الروسيّة". وقالَ بونداريف: "فَكَّرنا في كُلّ المخاطر المُحتمَلة. لذلكَ، أرسَلنا إلى سوريا مُقاتلاتٍ وقاذفات وطائرات هليكوبتر وأنظمة صواريخ لحماية طائراتنا الحربيَّة ومَنع سقوطها في أيدي داعش". وهذا التصريح العسكريّ الروسيّ يُظهر جَليّاً استعدادَ بوتين للسَير في الحرب ضدَّ "داعش" حتّى النهاية، في مُحاولة لاستئصاله من جذوره، ومَنع تمَدُّده وتوَسّعه، خُصوصاً أنَّ هذا التنظيم المُتطرّف أعلنَ قبلَ أيّامٍ سيطرته على مَزيدٍ من المواقع في أفغانستان، وبالتالي إنَّ تقدُّمه على الجبهة الأفغانيَّة أيضاً لا بُدَّ أنّهُ يقضّ مضاجع بوتين القلق من المواجهات بينَ الفصائل الداعشيَّة و"طالبان".

وَسط هذه التطوُّرات، بدأت الصُحف الروسيَّة تتحدّث عن "المكاسب الأميركيَّة من توريط موسكو في الميدان السوريّ وفي مُستنقع الحرب على داعش"، مُشيرةً إلى أنَّ "هذا التوريط لم يَعُد مُقتصراً على سوريا، إذ إنَّ المصالح الروسيَّة في الشرق الأوسط، والسفارات تحديداً، كُلّها في خطَر". وقد دَقَّ الإعلام الروسيّ ناقوسَ الخطر المُحدِق بروسيا ومواطنيها، خُصوصاً بعدَ سقوط الطائرة الروسيَّة في سيناء بمَن فيها مِن رُكّاب، وبعدَ التصريح المفاجئ لمصدرٍ عسكريّ أميركيّ نَقَلَهُ الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، وجاءَ فيه أنَّهُ "في حال تأكَّدت روسيا مِن أنَّ "داعش" هوَ المسؤول عن إسقاط الطائرة في سيناء، فإنَّ بوتين سيبطش بهذا التنظيم المُتطرّف ويُزيله عَن بكرة أبيه". وهذا التصريح الأميركيّ يجزم بأنَّ واشنطن تتوَقّع انزلاقَ روسيا في مواجهاتٍ عسكريَّة دَمويّة ضدَّ "داعش"، ما من شأنه إدخال بوتين ومَن يُسانِدهُ مِنَ القوى الإقليميَّة، في نفق المشروع الداعشيّ المُظلِم المُعَدّ للشرق الأوسط.  

  • شارك الخبر