hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - انطوان غطاس صعب

صراع نفوذ الكبار والحسابات الفئوية

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 01:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبني البعض حساباته السياسية في لبنان من منطلقات فئوية، فبات يرى في العملية العسكرية الروسية في سوريا فرصةّ ثمينة للوصول الى نتيجة معيّنة في لبنان، لمصلحة فريقه ومحوره وتياره، وبما يؤهله الوصول الى سدة الرئاسة الأولى.
وفي لقاءات تجمع شخصيات لبنانية وديبلوماسيين غربيين، يستهزء هؤلاء من القيادات اللبنانية لتبسيط تطورات المنطقة على نحو يخدم أهدافهم، معتبرين أن ما يحصل اقليمياً يتصل بحسابات دولية جيوستراتيجية تتعلّق بصراع النفوذ بين القوى الكبرى، واعادة تركيبة المنطقة وفق أسس مختلفة.
أما محاولة الأطراف اللبنانية تبسيط كل ذلك، وتثميره في صراعات داخلية تفصيلية وثانوية وفئوية وشخصية، فتنطوي على ضعف نظر ورؤية تجاه المتغيرات الخارجية.
للأسف لم يرتق مسؤولونا يوماً الى مستوى الحدث، أكان استحقاقاً داخلياً، أم اقليمياً أم عربياً، أم دولياً وأممياً. فجلّ ما كانوا يهتمون به هو البحث عن السبل لتقاسم "قالب جبنة السلطة". والكلّ يذكر فضائح الكهرباء والمياه والخليوي، واليوم النفايات تتصدّر مشهدية اهتماماتهم.
وقمّة الخجل أن جلّ ما تستطيع هذه التركيبة السلطوية أن تنجزه هو تدمير ممنهج للديموقراطية اللبنانية، وخير مثال ما شاهده اللبنانيون بالأمس من سجال وعراك معيب بين شركاء في الوطن والحكومة والحوار، هم الذين يفترض أن يكونوا ممثلي الشعب... فاذا بهم ممثلين على الشعب اللبناني.
ما نشهده اليوم هو مخاض طويل قبل ولادة الشرق الأوسط الجديد، والذي سيتحكّم به لاعبون جدد أيضاً، لكل منهم وزنه وحضوره وقوته. والمطلوب أن تجتمع الفئات السياسية اللبنانية تحت هدف واحد، وهو كيفية الحفاظ على لبنان بهويته الحالية، وتجنيبه انعكاسات الاقليم الملتهب.
 

  • شارك الخبر