hit counter script

مقالات مختارة - كبريال مراد

التيار يقولها اليوم: وحدها الانتخابات تنظّف النفايات

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 07:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البلد

يعود التيار الوطني الحر الى الشارع مجدداً اليوم في تحرّكه الأول ما بعد انتقال السلطة القيادية فيه في خطوة يريدها صرخة واستفتاء ودعوة تنتقل من خلالها الانتخابات النيابية من فكرة الى واقع.
متأكد هو التيار من أن التحركات التي اطلقها قبل فترة تحت شعار الشراكة واستعادة الحقوق، آخذة في التفاعل ايجاباً والازدياد ككرة الثلج. لم ينشغل في الأيام الأخرة في لعبة الأعداد والمقارنات بين شارع وشارع، بل انكب على التحضير لليوم الذي حدده العماد ميشال عون للمطالبة بالتغيير من خلال الانتخابات النيابية.
لا يختلف اثنان على ان الازمات وصلت الى حدّ غير مسبوق، وان الاناء فاض بالمشكلات على أنواعها، وان الناس كفروا بالمسؤولين. لكن ذلك، يجب الاّ يدفع بالناقمين الى الاستسلام لليأس، انما يستوجب من وجهة نظر التيار، الدفع في اتجاه وضع حد لهذا المسار الانحداري، والاّ تصدع الهيكل، ولم يسلم أحد من الذين توافقوا على الالتقاء تحت سقف الدولة والمؤسسات.
فصحيح أن النفايات تملأ الطرقات، والحكومة او بعض من فيها، اظهروا عجزهم امام إيجاد الحلول لها. وصحيح ايضاً أن الكهرباء والماء والبنى التحتية وغيرها، ملفات يحمل المواطن وزر اعبائها، فيدفع الفاتورتين، لكن المعالجة لا تكون بالفوضى ام بمجرد تنفيس الاحتقان، فإما تزداد الأمور سوءاً او تبقى على حالها.
لذلك، يضع التيار لتحركهم اليوم شعار " وحدها الانتخابات بتنضف كل شيء". فالمسار التمديدي الذي بدأ في العام 2013، منع تداول السلطة، واقفل الباب امام اللبنانيين للتعبير عن آرائهم بممثليهم، ما افقد البرلمان شرعيته الشعبية، وجمّد الساحة الداخلية وابقى فتيل الاشتعال. والحل يكون، بإعادة الكرة الى ملعب صندوق الاقتراع، فيختار المواطنون ممثليهم من جديد، مانحين الثقة لمن يستحق، وحاجبين الصوت عمن لا يستحق.
هو المسار الذي يراه التيار طبيعياً للخروج من المأزق. ليس طرحاً سوريالياً، ولا مجرد أفكار للبازار، او خطاب تجييشي، بل خريطة طريق للحل الذي لا يلغي احداً، بل يتيح الفرصة امام الجميع للتنافس الديموقراطي على أساس قانون الانتخاب الذي يعتمد النظام النسبي، فتتمثّل مختلف شرائح المجتمع وفق احجامها في الندوة البرلمانية، وتجد لها الدور الذي يليق بحجمها على طاولة الحكم. من هناك تتشكّل حكومة وينتخب رئيس للجمهورية، فتعود سبحة المؤسسات لتكتمل بكل حبّاتها على أساس التوازن.
كيف جرت التحضيرات لليوم؟
منذ أيام، والاجتماعات متواصلة، حتى امكن وصف حركة الجسم الحزبي في التيار بخلية النحل التي لا تهدأ. فانقسم العمل بين ما قبل المغيب وما بعده، بحيث خصصت ساعات النهار لاجراء الاتصالات مع المحازبين والمناصرين في مختلف المناطق من مقر امانة السر المركزية في ميرنا الشالوحي، لمعرفة الأعداد وتأمين اللوازم اللوجيستية من وسائل نقل ونقاط تجمّع فضلاً عن تحديد ساعة الانطلاق بالتنسيق مع منسقي هيئات المناطق والاقضية. وفي المساء، اجتماع تقييمي لمسار اليوم والاحتياجات، ومنها الاعلام في شّقه المرئي والمسموع والمكتوب، والاعلان بواسطة اللوحات الاعلانية او الكليبات والتي انتشرت في اكثر من منطقة وتفاعل معها كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وما بين التحضيرات والتحرك اليوم، مسيرات سيارة في مختلف المناطق تزييت الماكينة الشعبية. خلال هذا المشهد، خلع الوزراء والنواب ربطات العنق، وشمّروا عن سواعدهم، وانضموا الى غرفة العمليات لاجراء اتصال، او مساعدة اللجنة اللوجيستية في تحضير الاعلام اللبنانية والحزبية، بينما كان الوزير جبران باسيل حاضراً في الشاردة والواردة، يدقق ويتابع، ويترأس الاجتماعات التي عقدت في دارته ام في مقر الحزب.
مساء امس، وضعت اللمسات الأخيرة على برنامج الاحتفال المركزي في ساحة الشهداء، من دون استبعاد الخطة باء اذا ما استجد ما يفرض تغيير مكان اللقاء. وعلم أن النشاط المركزي سيتضمّن، بالإضافة الى الكلمة السياسية الأساسية، محطة فنية وطنية بمشاركة مجموعة من الفنانين والشعراء الذين ابدوا استعدادهم للمشاركة في التحرك، انطلاقاً من ايمانهم بالانتخابات النيابية ممراً آمناً للحل. من بينهم من شارك في الإعلانات الترويجية لهذا الحدث، من خلال كليبات مصورة تدعو للمشاركة في التحرك وتؤكد الاقتناع بصندوق الاقتراع.
ماذا بعد؟ كرة الثلج ستكبر أكثر فأكثر. هكذا يرى التيار مسار الرفض الشعبي للرضوخ للامر الواقع. سيوازي هذه الأيام بين ما يصفها ب"المقاومتين"، الأولى من داخل المؤسسات، إن في المجلس النيابي او الحكومة، والثانية في الشارع في ما بات متعارفاً عليه بين مناصري التيار ب"التصويت بالأقدام". يعود التيار الى المكان الذي يحب، الاحياء الشعبية والشوارع والساحات. هي المساحات التي لطالما ملأها قبل العام 2005 في شكل متواصل خلال معركة التحرير، ولن يتركها اليوم في اطار معركة التحرر التي يريد. هل ينجح؟ العبرة في الترجمة العملية أكيد. علماً أن جرس الانذار الذي يقرع، يحمل دعوة الى الجميع للالتقاء على أرضية إعادة القرار لكل لبناني، ليمنع الثقة لمن استحق، ويحجبها عمن اساء الأمانة.
حتى الساعة، لن يحوّل التيار تحرّكه الى اعتصام دائم. لن ينزل الى الساحة ولن يخرج منها. هو احتمال متروك للمرحلة المقبلة. اما الآن، فالرسائل الشعبية ستبقى وسيلة معتمدة، متى صمت الآذان عن سماع الرسائل الأخرى.


 

  • شارك الخبر