hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

عدد من أهالي دير بللا البترون تسلموا أراضيهم بعد تنظيفها من الالغام

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 15:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تسلم عدد من أهالي بلدة دير بللا في قضاء البترون أراضيهم بعد تنظيفها من الالغام والذخائر غير المنفجرة من منظمة handicap international، بالتعاون مع "المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام"، وبتمويل من وزارة الخارجية الاميركية.

وللمناسبة أقيم احتفال قرب العقارات التي جرى العمل فيها، في حضور السفير الاميركي ديفيد هيل، رئيس "مركز الاعمال المتعلقة بالالغام" العميد ايلي ناصيف، ممثل محافظ الشمال رمزي نهرا قائمقام البترون روجيه طوبيا، مدير بعثة منظمة handicap international كريست شونافييه، رئيس بلدية دير دير بللا جورج مراد، العميد حسن فقيه والعقيد روني فرح من "المركز الوطني للاعمال المتعلقة بنزع الالغام"، رئيس مكتب مخابرات الجيش في قضاء بشري المقدم ايلي الركوة، مختار دير بللا الياس صعب، ورؤساء بلديات ومخاتير القرى المجاورة.

بعد النشيدين اللبناني والاميركي ألقى شونافييه كلمة قال فيها:
"يسعدني أن أعلن لكم اليوم عن الإنتهاء رسميا من إزالة الألغام وتنظيف جميع الحقول المشتبه بها في منطقة دير بيلا، بعد عام ونصف عام على الجهود من منظمة هانديكاب إنترناشيونال، تم خلالها تنظيف مساحة 465,05 مترا مربعا لخمسة حقول مختلفة كانت ملغمة. إن هذا العمل الجبار لن يمنح أهل القرية أو سكانها أو زوارها الأمان فقط بل سيتيح الفرص لمالكي جميع حقول الألغام المنظفة، وأسرهم، للتنمية الإقتصادية والإجتماعية الهادفة، ما يصب في مصلحتهم ومصلحة المجتمع المحيط بهم".

وأضاف: "أود نيابة عن منظمة هانديكاب إنترناشيونال أن أشكر جميع الأفراد الذين ساهموا في إنجاز هذا التحقيق: المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام لدعمهم اليومي، أهالي دير بللا لتزويدنا المعلمومات والتسهيلات، ومكتب إزالة وحسر الأسلحة في الوزارة الخارجية لحكومة الولايات المتحدة، جنبا الى جنب مع المساهمين الآخرين. وقد عملت منظمة هانديكاب إنتراناشيونال في لبنان لأكثر من 5 سنوات، في أزالة الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، والتي هي سبب بالغ للعجز في جميع انحاء العالم، هذه الأسلحة غالبا ما تغرص الخوف والرعب في المجتمعات بأكملها، وتزيد من الفقر وتشكل عائقا كبيرا بوجه التنمية".

وتابع: "إسمحوا لي أيضا أن أتشارك هذه اللحظة مع منظمات إزالة الألغام الأخرى العاملة في لبنان والتي بدورها تبذل قصارى جهدها كل يوم للحفاظ على حياة المواطنين. هذا الإنجاز الرائع ليس النهاية إذ لا يزال يتعين القيام بالكثير من الأعمال، وستواصل منظمة هانديكاب إنترناشيونال دعم لبنان نحو تحقيق هدفه المتمثل في تنظيف البلاد بكاملها من أثر الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة".

وختم شاكرا "جميع موظفي هانديكاب إنترناشيونال"، وخص بالذكر "جميع العاملين في إزالة الألغام، الذين يقومون بعمل خطير كل يوم يهدف السماح للبنان أن يكون مكانا أكثر أمنا وإزدهارا في وقتنا الحاضر لهذا الجبل وللأجيال المقبلة. إن عملكم رائع للغاية وإننا جميعا نفخر بكم، إعتنوا بأنفسكم جيدا".

ثم كانت كلمة العميد ناصيف الذي قال: "ليس بالأمر السهل على وطن كلبنان، صغير المساحة ومحدود الإمكانات، ان يعاني من وجود كم هائل من الألغام والقنابل العنقودية على أراضيه، نتيجة للأحداث الداخلية والإعتداءات الإسرائيلية عليه طوال عقود من الزمن، لكنه ليس من المستحيل على الإطلاق التخلص من هذه المشكلة إذا ما توفرت الإرادات الصادقة وتضافرت الجهود التي تتطلب من الجميع التضامن والتكافل لمواجهة الأخطار ودرئها في سبيل خدمة الإنسانية. كما تعلمون، ما يزال لبنان من أكثر الدول المتضررة من وجود الألغام والقنابل العنقودية والتي أعاقت وما تزال تعيق إستثمار الكثير من المساحات الزراعية السياحية والبنى التحتية وأدت الى تراجع كبير في الإقتصاد والتنمية الوطنية، لكن بفضل الدعم الذي قدمته بعض الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية منذ إنشاء المركز وحتى تاريخه، تم تحرير الكثير من الأراضي لإعادة إستغلالها في الإنماء الإقتصادي-الإجتماعي الوطني".

أضاف: "لقد إنطلقت قيادة الجيش في معالجتها للمشكلة منذ مطلع التسعينات وبالتعاون مع المنظمات غير الحكومية وبعض الجيوش الصديقة والجمعيات الأهلية عبر ثلاثة نشاطات أساسية، العمل الميداني لإزالة الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب، حملات التوعية والإرشاد، مساعدة ضحايا الألغام. ونتيجة الجهود المتواصلة تم لغاية تاريخه تنظيف نحو 60% من المساحات المشبوهة أو الملوثة بالألغام وبقايا الحروب وبالقنابل العنقودية، وهذا ما يعتبر إنجازا باهرا يسجل لجميع الذين شاركوا في تنفيذ المهمة أو ساهموا بتمويلها، قياسا على الحجم الكبير للمشكلة والإمكانات المتواضعة المتوافرة، لكننا على ثقة تامة بأنه بالمتابعة الجادة".

وتابع: "بمزيد من العزم والصبر والتضحية والمبادرات الصديقة، المحلية والدولة، نأمل الوصول بعد بضع سنوات الى نهاية هذه الطريق الشاقة وبهذه المناسبة نعاهدكم على مواصلة الجهود والإستمرار في تلبية نداء الواجب رغم محدودية الإمكانات وجسامة الصعوبات المنتظرة بغية الوصول الى وطن ينعم فيه كل مواطن بالطمأنينة والسلام والإزدهار. واليوم إذ نعيد هذه الأرض في دير بيلا الى أصحابها، هذه الأرض التي إنتظرها طويلا جدا أو أبا مزارعا أو أحفادا سيعتزون بقيمتها وسيفتخرون بإنتمائهم لها، أود أن أنتهز هذه المناسبة لتقديم الشكر لجميع الذين ساهموا في تحقيق هذا النجاح، وأخص أولا دولة الولايات المتحدة الأميركية ومنظمة هانديكاب العالمية (HI) وفريق المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام الذين عملوا جنبا الى جنب وكفريق واحد لتحقيق هذا الهدف النبيل وإعادة الحق الى أصحابه، كما نشكر جميع القيمين على هذا الإحتفال والحاضرين جميعا. والى أصحاب الأراضي المنظفة أقول: هنيئا لكم الأراضي التي تستلمونها منظفة وتعودون إليها لإستثمارها، آملين أن يكون هذا العمل أنموذجا يحتذى به لحل المشكلة في لبنان وبمساعدة الدول الصديقة".

وختم: "إننا نتطلع بإستمرار نحو المستقبل لمتابعة هذا العمل لتحقيق الهدف السامي المتمثل بخدمة الإنسانية وجعل لبنان وطن خال من أصر الألغام وبقايا الحروب المتفجرة".

ثم كانت كلمة المحافظ نهرا ألقاها طوبيا الذي نقل تحيات نهرا، وقال: "نلتقي في هذا الحفل كي نشهد بإنجاز تقني بمفهومه الإنساني والوطني وبكل أهدافه وأبعاده، لأن نزع الألغام وكما تعلمون مهمة شاقة ومعقدة تعرض القائمين بها لمخاطر كثيرة وليس فيها للخطأ أية فرصة للتصحيح. فالخطأ هنا نتيجته إما الموت أو الضرر الجسدي الجسيم لا سمح الله، الأمر الذي يؤكد مدى التضحيات والمخاطرة بأرواح العاملين في هذا الحقل".

وأضاف: "إن البعد الإنساني لنزع الألغام وتطهير الأرض منها يجسد بعدا إنسانيا عظيما للعاملين فيه كما يتجلى في إستعادة المواطن لأرضه. كمن يسترد فلذة كبده من خاطف إرهابي خطير، فعودة الأرض الى أهلها هي كعودة الروح والصحة الى الجسد بعد علة ومرض ومعاناة. إن هذه الأجسام النائمة الحاقدة التي فصلت بين المناطق وأهلها هي رمز من رموز الحرب اللبنانية ونزعها اليوم هو محو ونزع لهذا الرمز الأسود. فالوقت هنا لا يتسع للغوص في مخاطر الألغام ومدى أثرها السلبي على الواقع المحلي والوطني والإنساني بشكل عام".

وختم: "إن الجهود التي بذلتموها بنزع الألغام والدعم المادي واللوجستي في تنفيذ هذه المهمة ستبقى في ذاكرة وضمير كل لبناني ولا يسعنا سوى التقدم منكم بأسمى آيات الشكر والتقدير".

واستهل السفير هيل كلمته شاكرا "إستضافتكم لي في هذا النهار الجميل في دير بللا، يشرفني أن أكون هنا معكم جميعا. اليوم نحتفل بتسليم 46,500 متر مربع من الأراضي الخالية من الألغام لسكان دير بيلا، على مدى عقود، كانت هذه المساحة المحيطة بنا مغطاة بالألغام التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية المؤلمة. الألغام كانت تشكل خطرا على القرية وجعلت الأرض غير صالحة للإستعمال لأغراض الزراعة المحلية. غير أنه وبفضل جهود LMAC والمنظمات التي تعنى بشؤون الألغام مثل المنظمة الدولية للمعوقين (Handicap International) أصبحت دير بلا خالية تماما من الألغام ويمكن أن تستخدم هذهالمساحة لأغراض الزراعة أو للسكن مجددا. أميركا فخورة لأنها لعبت دورا في إزالة الألغام من دير بلا ومن مجتمعات مماثلة في جميع أنحاء لبنان. منذ عام 1993، ونحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في LMAC والمنظمات غير الحكومية لإزالة الألغام والذخائر العنقودية من أكثر من 90 مليون متر مربع من الأراضي اللبنانية. وفي العقدين الأخيرين، إستثمرنا أكثر من 54 مليون دولار أميركي لدعم جهود إزالة الألغام في لبنان، ومرتاحون لمعرفة أن إزالة الألغام لا تحسن حياة الأفراد الذين يعيشون في المنطقة المحيطة مباشرة فحسب، ولكن تسهم أيضا بأمن لبنان وبالتنمية الإجتماعية والإقتصادية عموما".

وأضاف: "برامج إزالة الألغام ليست سوى طريقة واحدة من الطرق التي تلتزم الولايات المتحدة بها أمن لبنان المديد وإزدهاره. للحفاظ على لبنان آمنا، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من مليار دولار أميركي للجيش اللبناني على مدى العقد الماضي. نواصل تقديم أحدث السلحة والمعدات اللازمة لبناء قدرات الجيش على مواجهة كل التحديات الأمنية وضمان سلامة جميع الأراضي اللبنانية. نحن نركز أيضا على تعزيز التنمية الإقتصادية في لبنان، وخاصة في المجتمعات الريفية مثل دير بيلا. على مدى السنوات العشرة الماضية، عملت الولايات المتحدة مع شركاء محليين لتعزيز الفرص الإقتصادية في المناطق الريفية والزراعية، حتى يتسنى لجميع اللبنانيين أن يزدهروا. فبرامج USAID توفر تقنيات وتدريبات جديدة تساعد على تحفيز الإبتكار في القطاع الزراعي اللبناني وعلى تعزيز النمو الإقتصادي وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية في لبنان".

وأكد "أن شراكة أميركا مع لبنان والشعب اللبناني هي شراكة دائمة، وهناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. وبفضل العمل الممتاز والمتفاني الذي توفره LMAC، لبنان هو على الطريق الصحيح ليصبح خاليا تماما من الألغام بحلول العام 2021، وهذا إنجاز كبير نظرا الى إرث الألغام الرهيب هنا. هذا العمل الهائل لم يكن ليتم بنجاح لولا تفاني المجتمعات التي تعنى بشؤون الألغام. الى جميع شركائنا المنفذين: المنظمة الدولية للمعوقين (Handicap International)، المجموعة الإستشارية للألغام (Mines Advisory Group-MAG)، جمعية الكنيسة الدنماركية للمساعدة (Danish Church Aid)، جمعية المساعدات الشعبية النروجية (Norwegian People's Aid)، منظمة ITF لتعزيز الأمن الإنساني، ومعهد مارشال للتراث (Marshall Legacy Institute)، كل واحد منكم يلعب دورا مميزا في هذه الجهود ونحن نشكركم على مثابرتكم المستمرة." وختم بالقول: "حقا يشرفنا أن ندعم قضية عظيمة كهذه ونريد أن نشكر كل الذين إشتركوا معنا للمساعدة في تحرير الآلاف من المجتمعات اللبنانية، بما في ذلك دير بيلا، من هذه التهديدات الخطيرة".

بعد ذلك سلم العميد ناصيف شهادة تنظيف الاراضي وتسليمها الى اصحابها لرئيس البلدية جورج مراد.

ثم استمع هيل والحضور الى شرح مفصل لآلية العمل من أعضاء فريق عمل handicap international وكيفية دخول الاراضي وتنظيفها. وأقيم كوكتيل في المناسبة.
 

  • شارك الخبر