hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

فرعون: لانتخاب رئيس والاتفاق على قانون انتخاب وتحريك المؤسسات

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 10:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تم اطلاق مشروع "السياحة الريفية المستدامة في منطقة الباروك - الفريديس" في باحة مركز رشيد نخله الثقافي - الباروك، بدعوة من برنامج "بلدي" لبناء التحالفات للتقدم، التنمية والاستثمار المحلي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID والمنفذ من مؤسسة رينه معوض، بالشراكة مع بلدية الباروك - الفريديس ومحمية الشوف المحيط الحيوي.

قدم "بلدي" 171 ألف دولار أميركي لمساعدة البلدية والمجتمع المحلي على إنشاء 19 كيلومترا من مسارات المشي لمسافات طويلة تمر ب 13 موقعا تاريخيا بالإضافة الى إعادة تأهيل وتجهيز مركز رشيد نخله الثقافي ومركز للاستعلامات السياحية والثقافية، وتنظيم أول مهرجان سنوي لمنطقة الباروك - الفريديس.

وقد تم حفل التدشين في الباروك في حضور وزير السياحة ميشال فرعون، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان كارولين بريان، المدير التنفيذي ل"مؤسسة رينيه معوض" ميشال معوض، سفير غانا ميشال حداد، رئيس بلدية الباروك - الفريديس ايلي نخله وفاعليات.

بعد النشيد الوطني والنشيد الأميركي تحدثت مديرة التواصل في مؤسسة رينيه معوض - برنامج "بلدي" ليندا خليفة تلاها رئيس البلدية ايلي نخله مؤكدا أنه "ليس بغريب على الفريديس تكريم ابنها الشاعر رشيد نخله مع الشركاء في هذا المشروع بترميم هذا الصرح الكبير الذي أصبح واحة ثقافية وطنية".، وقال:"ليتنا نعود الى جوهر النشيد الوطني نستوحيه وننخطف في أبعاده ونتخيل هذا الوطن العظيم الذي وقع تحت قبضة جلاديه ولا يعرف خلاصا من الالم الذي وقع فيه".

وختم:"لن نيأس ولن ندع أحدا يخطف منا الأمل ولا أن ينتزع من نفوسنا الفرح، وسنظل نمزج ثقافة الحياة وننتصر للحياة ولن نرفع الأعلام البيضاء أو ننكس الرؤوس".

ثم كانت كلمة رئيس جمعية تخليد ذكرى أمين ورشيد نخله ألقاها القاضي غسان أبو علوان وتحدث فيها عن الباروك وطبيعتها الجميلة وطيبة أهلها ومحبتهم لبعضهم وقال:"ان الباروك تفرح اليوم بتكريم ابنها رشيد نخله ونحن نشكر كل الأفرقاء الذين عملوا على نجاح هذا المشروع".

اما ميشال معوض فقال:"نحن هنا اليوم في الباروك التي ترمز أولا الى الأرز والى رشيد نخله والى النشيد الوطني اللبناني، أي أنها ترمز الى لبنان كل لبنان. من الطبيعي أن نربط في مؤسسة رينه معوض، مع شركائنا، بين هذين الرمزين الوطنيين الكبيرين لنخلق نموذجا سياحيا يشجع جميع اللبنانيين وجميع السواح أن يقصدوا الباروك ليتعرفوا على لبنان انطلاقا من الباروك".

وتابع:"المشروع الذي نفتتحه اليوم، والذي تأتي مهرجانات الباروك من ضمنه، هو باختصار نموذج للتفاعل بين السياحة والبيئة والتراث والتاريخ. هذا التفاعل الذي يميز الباروك وكثيرا من بلداتنا وضيعنا وقرانا، ويهدف الى تحويل هذه القرى مراكز جذب سياحية لخلق دورة اقتصادية مستدامة للقرى والمناطق البعيدة عن العاصمة. كما أنه يشكل نموذجا للتعاون المثمر بين السلطات المحلية من بلديات وقطاع خاص محلي التي تدرك حاجاتها، وبين مؤسسات المجتمع المدني التي تعرف كيف تدير وتنظم، وبين الجهات الدولية المانحة."

أضاف:"ان هذا المشروع هو اطار من أطر التعاون بين الشعوب (العامة أو الناس) بعيدا عن السياسة لتحقيق التنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق اتوجه باسمي وباسم مؤسسة رينه معوض وباسمكم بالشكر الى الوكالة الاميركية للتنمية USAID والى الشعب الأميركي الذي مول مشروع "بلدي" الذي سمح لنا القيام بهذا المشروع، لمساندتهم الشعب اللبناني خصوصا في هذه الظروف الصعبة".

وقال:"كما أود أن أشكر بلدية الفريديس برئيسها وأعضائها وجمعية رشيد نخلة وجمعية محمية الشوف الطبيعية على تعاونكم في ما بينكم، وهذا أمر غير معتاد في لبنان أن نتعاون مع بعضنا ومع مؤسسة رينه معوض.ان هذا التعاون سمح بفوز هذا المشروع بالتمويل، بعد منافسة قوية مع عدد كبير من المشاريع فيبلديات عديدة على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك بجدارتكم مجتمعين، وأخص بالشكر فريق مؤسسة رينه معوض وفريق بلدي على جهودهم."

وتابع:"نرى مليارات الدولارات التي تذهب هدرا في النظام المركزي اللبناني، على صعيد إنفاق الدولة،ان كان نتيجة الفساد القائم أو سوء الادارة. وفي المقابل نرى أن مبلغا متواضعا نسبيا، أي حوالى 170 ألف دولار أميركي، قادر أن ينمي منطقة ويحقق فرقا حقيقيا في معيشة أهلها وسكانها نتيجة هذا المشروع الذي من المتوقع أن يجلب سنويا أكثر من 3000 سائح، كما يمكن من خلق وظائف دائمة ووظائف موسمية اضافة الى انعاش الحركة الاقتصادية في المحال التجارية والفنادق والمطاعم. الخلاصة أننا نتأكد أن ثمة خللا في النظام المركزي اللبناني."

وأضاف معوض:"نفتتح هذا المشروع الذي هو بجزء منه مشروع بيئي، فيما شهدنا في بيروت تظاهرة شارك فيها عشرات الالاف من الناس. وهذه التظاهرة، بغض النظر عن بعض الأجندات السياسية التي تحاول أخذها الى اماكن لا نرغب بها، انما هي تظاهرة محقة، لأنه من غير المقبول ونحن في ال2015 ألا نتمكن من جمع نفاياتنا من الشوارع. والتظاهرة عبرت عن وجع الناس الذي سببه فساد جزء من الطبقة السياسية من الطرفين، وسببه أيضا فشل بنيوي في نظامنا المركزي المترهل".

وتابع:"من هذا المنطلق، نحن في مؤسسة رينه معوض نعتبر أن الحل هو بتطبيق اللامركزية الادارية والانمائية الموسعة. وبانتظار تطبيق الدستور وقوننة هذا المبدأ، المصان في الدستور، قررنا العمل ميدانيا مع البلديات والسلطات المحلية في كل لبنان من دون تفرقة سياسية أو مناطقية أو طائفية. وقررنا أن نفعل قدراتنا وشبكاتنا لنمكن البلديات والسلطات المحلية، فنحن اليوم في الباروك وبالأمس كنا في بنتاعل واهمج في جبيل وفي أرده في قضاء زغرتا وبزبينا في عكار، وغدا سنكون في دير عمار وجونية وفي كل المناطق اللبنانية من دون استثناء".

واكد "ان التجربة في لبنان والعالم أثبتت ان مشاركة الناس تكون أفعل والمحاسبة تكون أكبر وأسهل في الاطار المحلي. ففي هذا الاطار الكل يعرف الكل والرقابة تكون أسهل، فيما في الدولة اللبنانية لا يمكننا معرفة زواريب المحاسبة وكيفية صرف الأموال. ولو كانت أمورنا واقتصادنا وسياحتنا وانماؤنا بيد السلطات المحلية ضمن لامركزية موسعة، لما كان لدينا اليوم مشاكل نفايات ولما كان لدينا طن النفايات الأغلى في العالم، ولكانت الأقضية انتقلت إليها عدوى زياد حواط في جبيل حيث لا مشكلة نفايات هناك وبكلفة أرخص بكثير."

وقال:"لو كانت أمورنا واقتصادنا وانماؤنا وسياحتنا بيد السلطات المحلية ضمن اطار لامركزية موسعة لما كان لدينا مشكلة كهرباء في لبنان، ولكانت كل الأقضية انتقلت اليها عدوى تجربة أسعد نكد في زحله وكنا جميعا نحصل على الكهرباء 24 على 24. أعود وأكرر، نحن لسنا بحاجة لنخترع البارود لحل مشاكلنا فالحلول موجودة، ولسنا بحاجة لأخذ بلدنا الى الفوضى وتطيير نظامنا، لأن الفوضى لا تحل أي مشكلة انما هي تسقط الهيكل على رؤوسنا جميعا".

وختم معوض:"نحن لن نقبل بأن يسقط لبنان وبأن تسقط التجربة اللبنانية، نحن في أرض الباروك المباركة أرض رشيد نخله التي تشعرنا بالعنفوان والكرامة، هذه الأرض تستحق منا الكثير، وهذا الجبل يستحق منا الكثير لأنه رمز للعيش المشترك في لبنان، ولأنه يختصر تاريخ لبنان."

بدورهانوهت براين "بهذا المشروع المميز في هذه المنطقة الجميلة من لبنان"، وقالت:"منذ سنة تقريبا بدأنا العمل بهذا المشروع مع كافة الشركاء، وها نحن اليوم نحتفل بثمار هذا التعاون والجهود التي بذلت من قبل الجميع ليرى هذا المشروع النور."

وأكدت "أهمية السياحة الريفية التي تشجع وتفعل القطاع السياحي، وعلى روح التعاون لانجاح هذا المشروع"، لافتة الى أن "الولايات المتحدة فخورة بهذا التعاون الذي يترجم في ميادين عدة من مياه وسياحة وانماء واقتصاد."

وختمت منوهة بهذا المشروع ولفتت الى "سلسلة من المشاريع القادمة التي ستحدث فرقا نوعيا ايجابيا في نمط الحياة في لبنان وبالتعاون والجهود التي تبذل من الجميع".

ثم تحدث فرعون وقال:"يسعدني أن أكون في هذه المنطقة التي هي من أجمل المناطق في لبنان ومن أجمل بلدات لبنان. هذا الجمال، جمال الطبيعة وجمال الإنسان، الذي من خلاله تمتلك هذه المنطقة طاقة كبيرة وفرصا كثيرة على صعيد السياحة الريفية، البيئية، الدينية والثقافية. والسياحة الريفية نعمل على تطويرها وانهاضها في كل لبنان بنوع من اللامركزية، وذلك عبر تقسيم كل الأقضية الى مناطق سياحية من خلال برامج وأنشطة متعددة، من خلال اتفاق بين البلديات لتسويق هذه المناطق وربط دور الضيافة والفنادق ليس فقط في السياحة الداخلية وإنما أيضا في السياحة الاغترابية والخارجية."

وتابع:"يسعدني أيضا أن أكون موجودا في منطقة الشوف، هذه المنطقة التي نحيي قياداتها من النائب وليد جنبلاط الى جميع النواب وأعضاء البلديات الذين حافظوا على البيئة، في وقت كانت فيه كل المناطق في لبنان تدمر. حان الوقت لأن نحول الحفاظ على البيئة الى طاقة اقتصادية وسياحية، والى سياحة ريفية لأن البيئة هي من المعالم الواجب علينا أن نتمسك فيها في لبنان. والمناطق اللبنانية من أرز الباروك اليوم الى عكار حيث يوجد مناطق جميلة جدا، مرورا بمناطق غير معروفة في لبنان حتى من اللبنانيين. حان الوقت للاضاءة عليها وتفعيل الحركة الاقتصادية فيها لتأمين فرص العمل لأهلها."

وأضاف:"أعتقد انه من خلال هذه الخطة للسياحة الريفية، هناك أمل في تطوير هذه السياحة بنسبة تتراوح بين 5% و 6% اليوم في لبنان الى أكثر من 20%. وهنا اريد أن أحيي كل البلديات في لبنان والمؤسسات الخاصة التي تعاونا معها لنخلق كلنا هذه الحركة الاستثنائية في المهرجانات على صعيد كل لبنان. لقد تابعنا نجاح أكثر من 100 مهرجان و150 حدثا في كل لبنان في هذا الصيف، وتجاوزنا الهواجس الإقليمية والمشاكل السياسية وتعطيل انتخابات الرئاسة".

وقال:"أعتقد أن آخر طعنة واجهناها كانت مشكلة النفايات التي صدمت وزارة السياحة والمجتمع المدني وجميع اللبنانيين، لقد كانت طعنة كبيرة، لهذا السبب أتفهم اليوم انتفاضة المجتمع المدني للدفاع عن المؤسسات، لرفض الفساد ورفض ما حصل في ملف النفايات. ونحن نتمنى أن يبقى هذا التظاهر في إطار رفض الفساد والمحاسبة وطلب انتخاب رئيس للجمهورية لحل المشاكل السياسية في لبنان".

وتابع:"نطالب بأن نتوجه جميعا كنواب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وأن نتفق على قانون انتخاب وأن نحرك المؤسسات. وأنا هنا أتفق مع ميشال معوض على ضرورة تطوير قانون اللامركزية الإدارية في كل لبنان كي تكون بابا لمحاسبة أفضل، فإما أن نطور دولة تكون فيها حقيقة إمكانية للمحاسبة في مجلس النواب وغيرها من المؤسسات الرقابة، وإما أن نذهب الى لامركزية إدارية تسمح ليس بإلغاء الفساد نهائيا وإنما بمحاسبة أفضل".

وفي الختام كان عرض تقني حول مشروع "تعزيز السياحة المستدامة في منطقة الباروك - الفريديس" قدمه كل من مديرة برنامج بلدي ناتاشا مرشيليان سعاده ومدير محمية أرز الشوف نزار هاني. بعدها قص المشاركون شريط الافتتاح لمهرجان "شوف لبنان بالباروك" وزيارة لمركز رشيد نخله الثقافي، أحد المواقع التي تم اعادة تأهيلها ضمن المشروع.

يذكر أن برنامج "بلدي" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يمتد حتى سنة 2017، ويدعم حاليا 17 بلدية تنفذ مشاريع تنموية، وسيدعم 58 بلدية في مشاريع تحسن سبل العيش لأكثر من 100 شخص في جميع أنحاء لبنان.
 

  • شارك الخبر