hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

العمار من أيطو: نأخذ من رفقا قوة لنتابع حياتنا على طريق القديسين

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 11:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس النائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا المطران مارون العمار قداسا لمناسبة وصول ذخائر القديسة رفقا إلى دير مار سمعان أيطو في قضاء زغرتا في الباحة الخارجية لكنيسة القديسة رفقا، عاونه فيه الخوري يوحنا مخلوف، القيم الابرشي الخوري خليل عرب، ألاب فيكتور كيروز والشدياق يوسف بركات. خدم القداس جوقة رعية اهدن زغرتا وراهبات الدير وحضر القداس حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران العمار عظة جاء فيها:"آبائي الأجلاء، أخواتي الراهبات، أيها الأخوة والأخوات المباركون، بداية نأمل أن يكون الحج الى هذا الدير الذي نحمل فيه أمانينا وطلباتنا لنضعهم أمام الرب بشفاعة القديسة رفقا أن يقبل الرب صلاتنا ونذوراتنا وتضرعاتنا وأمانينا كما قبل طلب رفقا ولو كان طلبها مؤلما فهو وجد فيه طريق خلاص لنا جميعا".
أضاف:"ان الانجيل الذي سمعناه اليوم يطرح أمامنا علامة استفهام ايمانية كبيرة عاشتها القديسة رفقا بصميمها من الداخل وحاولت أن تفتش عليها طوال أيام حياتها. وفي رواية الانجيل أن هناك امرأة كان لديها 10 دراهم أضاعت درهما منهم وفي حينها كان عليه صورة الملك فأحست وكأنها أضاعت الملك في حياتها، أي أنها أضاعت الاطمئنان والحماية وسندا تتكل عليه لتتابع حياتها مطمئنة. وعندما أضاعت هذا الدرهم أضاءت سراجها وذهبت تفتش عليه فكنّست منزلها وقلبته زاوية زاوية حتى وجدته".
وتابع: "يقول شارحو الكتاب المقدس أن هذا السراج يرمز الى نور المسيح، وكأني بهذه المرأة حينما أضاعت على هذه الارض سندها وجدت أنه لم يعد لديها سندا فالتفتت الى السماء وطلبت العون من السماء وحملت السراج أي نور السماء في حياتها لتفتش عليه. كما أن النص الانجيلي يخبرنا أن هذه المرأة حين كان معها 10 دراهم كانت تخبئهم ولم تخبر بهم أحد وعندما أضاعت درهما واحدا ووجدته على نور السراج "نور الرب" دعت جيرانها وكل من تعرف وأخبرتهم بأنها وجدته ولتقول لهم أن سندي الذي كنت أعتقد أنه الملك تأكد لي اليوم بأنه الرب ونور الرب. فتعالوا افرحوا وابتهجوا معي لأنني وجدت طريقي نحو الملكوت".
وأضاف: "أيها الأحباء، أن أكثر من عاش هذا المثل بعمقه هي القديسة رفقا التي كانت تفتش في حياتها على سند ففتشت عليه عند الناس وعند رهبنة المريمات والرهبنة المارونية هنا في ايطو وكأني بها طوال هذه الفترة حملت السراج وذهبت تفتش على السند الحقيقي الذي كانت فرحة به عند المريمات ولكنها وجدت السند الحقيقي عند الرب. لذلك طلبت الالم من ربنا، علامة قاسية وهي أن تشترك مع ربنا بالألم. ولأنها كانت واثقة بأن الرب سيستجيب لها لأنها كانت تحمل السراج فاستجاب لها وعاشت بقية حياتها حاملة هذا الكنز الكبير الذي أعطاها اياه الرب، هذا الكنز الذي نخاف منه أحيانا ونهرب منه لأنه مؤلم ومتعب ويصرف لنا كل قوانا المادية والفكرية والعقلية والانسانية وهذا طبيعي فالمسيح بالذات حاول أن يهرب من الألم".
وتابع: "ان رفقا طلبت الألم وحملته وتحملته ودعت الجميع ليفرحوا معها ويشاركوها في هذه الفرحة الكبيرة التي هي عطية ونعمة من الرب، وعلى قدر ما اشتد وتنوع الالم عليها وكان قاسيا حيث تفكك جسدها بالكامل ولم تعد ترى وبقيت فرحة لأنها كانت حاملة كنز ربنا الذي هو الالم. نعم هكذا تقدست القديسة رفقا ونحن اليوم فرحون لعودة ذخائرها الى هذ الدير في هذه المنطقة التي نالت فيه نعمة ربنا.
أضاف: "ان ذخائر القديسة رفقا يعودون الى هذا الدير ليقولوا لنا لا تطلبوا في حياتكم الا نعمة ربنا لأنه كما يقول لنا مار بولس نعمة ربنا تكفينا ولو كانت بالألم، اذا كنا على نور السراج نطلب نعمة ربنا. نعم ان القديسة رفقا تقول لنا اليوم أنا موجودة معكم نعمة من السماء، أنا موجودة معكم في وادي القديسين التي قدسها آباؤنا بحياتهم المقدسة أنا سأنضم الى آبائكم القديسين وأمهاتكم القديسات الذين عاشوا وقدسوا هذه الأرض وأطلقوا اسم وادي القديسين على هذه الأرض بسبب حياتهم المقدسة. وهي تعود الى هنا لتذكرنا بأن هذه هي وحدها طريق السماء وغير هذه الطريق لا توصلنا الى السماء، نعم ان طريق الثقة بالرب والتفتيش على سراج الرب".
وختم: "نحن فرحون بوجود رفقا بيننا اليوم وستبقى معنا في هذه المنطقة التي سيبقى أبناؤها يزورونها كلما صعبت عليهم الأمور ونأخذ من مثلها قوة وشجاعة لحياتنا لنتابع حياتنا على طريق القديسين.الرب يبارككم ويبارك عيالكم ومشاريعكم التي هي مشاريع نعمة ورحمة من الرب حتى تبقى هذه المنطقة تشع بالقديسين والقديسات الى أبد الآبدين آمين".

  • شارك الخبر