hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

ما قبل توقيف الأسير ليس كما بعده... واللواء ابراهيم تحت المجهر

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 05:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا شك أن الشق الانساني والحقوقي ونقطتي العقاب وعدم ذهاب الدماء هدراً أهداف رئيسية ومفصلية في توقيف أي مرتكب أو مخل في الأمن، الا أن في موضوع توقيف أحمد الاسير نقطة رئيسية لا بد من التوقف عندها.
جاء توقيف الأسير بعد جملة من النجاحات الأمنية المتتالية في تفكيك عدد من الشبكات الارهابية، وتوقيف عدد من المطلوبين الخطيرين، ما انعكس حداً معقولاً جداً من الهدوء على الساحة اللبنانية الداخلية على الرغم من زنار النار الذي يلف المنطقة العربية بأسرها، طبعاً بالتوازي مع القرار الاقليمي-الدولي بالحفاظ على استقرار الساحة اللبنانية أقله في المرحلة الراهنة.
التوقيف في شقه الاساس جاء ليشكل منطلقاً رئيسياً لاعادة ثقة الناس ولو جزئياً بهيبة الدولة اللبنانية المنهارة والاجهزة الامنية في ظل التفلت الامني الذي نشهده، لا سيما انه وفي مرات سابقة كان يرد الخبر عن توقيف مطلوبين ما لبثوا أن فارقوا الحياة. هذه الصورة بأن المطلوبين الخطيرين يموتون واسرارهم معهم، زرعت نمطياً في عقول اللبنانيين الذين وعلى فرحتهم الكبيرة بتوقيف الاسير عبّروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل واسع عن تخوفهم من صفقة او تسوية سياسية ما تهدر حقوق جنود الجيش الذين سقطوا برصاص الاسير وعناصره المسلحة.
نقطة ثانية يمكن أن يعوّل عليها في عملية التوقيف، فمن شأن المتابعة الأمنية وصولاً الى مرحلة التوقيف أن تشكل رادعاً جدياً ومحطة تبصّر لدى من تتفتح أريحته للعبث بأمن لبنان، لا سيما أن هذا التوقيف جاء بجهد محلي داخلي وبعملية نظيفة جداً كما اسماها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي أعاد التأكيد ان الامن لا يتحقق بالبطش والقوة المفرطة فقط بل بالتكتيك والجهد الاستخباراتي السري بعيداً عن الاعلام، حتى تحقيق الهدف المنشود وتثبيت الامن، حتى لو استغرق الامر وقتاً أطول، الا انه في النهاية تم تحقيق الهدف المنشود بأقل خسائر، لا بل انعكس هذه المرة نجاحاً متكاملاً ومميزاً.
وهنا لا بد من التوقف أيضاً عند ما نشرته محللة الشؤون الشرق أوسطية في تلفزيون العدو الإسرائيلي i24، اللبنانية الاسرائيلية جولي ابو عراج على صفحتها ما مفاده بأن "رئيس الاركان في جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية " الموساد " رفعا التحية لمدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم على العمل الأمني بتوقيف الارهابي احمد الاسير، واعتباره من رجال الامن الأوائل في لبنان، وهو بات يتحكم بكل التفاصيل الامنية داخل المخيمات الفلسطينية لاسيما عين الحلوة، وهو المخيم الذي يُعتبر من أخطر المخيمات الفلسطينية لما يضم من جماعات تكفيرية وارهابية".
 ظاهر الكلام قد يبدو استثناء على القاعدة في اعتراف العدو بقدرات اللواء ابراهيم، انما التجربة اللبنانية مع العدو الاسرائيلي تؤشر الى ان اللواء بات اكثر فأكثر تحت المجهر الامني الداخلي والخارجي، والعدو الاسرائيلي متابع وبدقة لقدرة الرجل الامنية، الامر الذي يمكن وضعه في خانة تعويم الرجل امنياً وتسليط الضوء عليه لوضعه في دائرة العقبات الامنية للمشاريع التخريبية وكشفه أمنياً، ما يزيد عدد المستفيدين من عدم وجوده ويوسع دائرة الخطر الأمني حوله، الأمر الذي وبطبيعة الحال هو في حسابات اللواء وفي دائرة معلوماته.
 

  • شارك الخبر