hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ورشة عمل لفائدة المرشدين السياحيين في الدول العربية عن الثقافة للتراث

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 13:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بالتعاون مع اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلم والثقافة والعلوم (الكسو) ورشة عمل لفائدة المرشدين السياحيين في الدول العربية حول الأبعاد البيئية والثقافة للتراث في فندق كومودور بحضور وزير السياحة ميشال فرعون ممثلا بالمدير العام للسياحة ندى السردوك وممثلون عن وزارات البيئة، السياحة، الثقافة، المرشدين والأدلاء السياحيين في عدد من الدول العربية.

بداية النشيد الوطني، وتحدثت رئيسة اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو البروفسورة زهيدة درويش جبور فقالت: "يسعدني ان ارحب بكم في هذه الورشة التي تنظمها منظمة الايسيسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلم والثقافة في بيروت، ونتناول مسألة في غاية الاهمية الا وهي الابعاد البيئية والثقافية للتراث، ومن المعروف ان السياحة تشكل عنصرا مهما في بناء الاقتصاد وان المنطقة العربية غنية بمواقعها التراثية والطبيعية المتنوعة نظرا لتعاقب الحضارات وتنوعها في هذه البقعة من العالم منذ فجر التاريخ. ولعل هذه الورشة تكتسب معنى خاصا في ظل ما يجري من انتهاكات وتعديات على المواقع الاثرية وعلى التراث في بلدان الربيع العربي الذي انقلب للاسف شتاء تلونت ثلوجه بالاحمر الثاني، وما حدث مؤخرا في تدمر وقبله في نينوى وفي تونس وفي القاهرة وفي غزة وفي فلسطين المحتلة من اعمال عنف طاولت المتاحف والرموز والتماثيل والمواقع انما يعبر عن محاولات لالغاء التاريخ ومحو الذاكرة والقضاء على الهوية العربية التي لطالما كانت سمتها التنوع لا لشيء الا لان هذه الارض هي مهبط الاديان السماوية، ومهد الحضارات البشرية الاولى، لكن لا بد من الاشارة الى ان هذه التعديات لا تختصر بمظاهر العنف المستجد الذي تجب مقاومته عبر ابراز اهمية ودور التنوع والحوار ومن خلال اعلان التراث الثقافي كرابط للجماعة البشرية على اختلاف اعراقها وشعوبها، ذلك ان الاهمال والتوعية غير الكافية، والسياسات السياحية والاقتصادية الخاطئة، والطموحات الاستثمارية تشكل تهديدات جدية للعديد من المواقع التراثية ، ناهيك عن الضرر الذي يمكن ان تلحقه بالمواقع الطبيعية التي يمكنها ان تشكل عاملا مهما من عوامل السياحة البيئية والسياحة الريفية، ولا يخفى على احد ان توسع المدن وتضخم كثافتها السكانية وضعف التخطيط المدني يزيد من مخاطر التلوث وبالتالي من حاجة المواطن الى العودة الى الطبيعة مما ينعكس ايجابا على السياحة الريفية لكنه يستدعي كذلك جهودا خاصة للحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة، ولوضع خراط لمسارات ودروب بيئية، من جهة اخرى. وفي هذا المجال تلعب منظمات المجتمع المدني دورا مهما لجهة التوعية والتنشيط والمبادرات الجيدة".

اضافت: "لذلك لا بد من ان نتعاون هذه المؤسسات مع الجهات الحكومية تتكامل الجهود وصولا الى الاهداف المنشودة. في هذا السياق تجدر الاشارة الى المبادرات والبرامج التي اطلقتها وزارة السياحة اللبنانية مؤخرا بالتعاونت مع المجتمع المدني والبلديات ، والقطاع الخاص تشجيعا للسياحة البيئية والسياحة الثقافية".

واكدت "على ان تشجيع السياحة والتوعية البيئية توأمان لا ينفصلان وان الاستثمار في السياحة البيئية والريفية من شانه الاسهام في ترسيخ الانتماء وفي تثبيت المواطن في ارضه وفي التخفيف من الهجرة من الريف الى المدينة، وهذه ظاهرة تعاني منها معظم البلدان العربية".

وتابعت: "في هذا السياق يبدو دور كليات السياحة والادلة السياحيين محوريا فلا يكفي ان تكون لديهم المعرفة الواسعة بتاريخ موقع ما وسماته المميزة، بل يجب ان يتمتعوا ايضا بثقافة بيئية ومهارات تمكنهم من تلاقي التأثيرات السلبية للسياحة على البيئة. ان خير دليل على العلاقة الوثيقة بين السياحة والبيئة والثقافة هو رعاية وزير السياحة لهذه الورشة ومشاركة ممثلين عن وزارة البيئة ووزارة الثقافة ووزارة السياحة، وانتهزها مناسبة لاوجه الشكر لمعالي وزير السياحة على رعايته، ولكل من الاستاذ نزار الهاني، وغازي صعب وربيع الشداد على المشاركة بأوراق عمل ولعميدة كلية السياحة في جامعة المنار الاخصائية في السياحة البيئية الدكتورة ايمان بابا التي ستقدم المحاضرة الاساسية في هذه الورشة وللسادة الادلاء السياحيين المشاركين، ضيوفا اعزاء من الامارات وفلسطين والاردن والمغرب وتونس ومصر".

وختمت شاكرة "منظمة الايسيسكو على اختيارها بيروت مكانا لهذا النشاط، وعلى الثقة الممنوحة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، كما لا بد من ان أثمن جهود فريق العمل في اللجنة الوطنية الذي اشرف على التحضير لهذه الورشة واخص بالذكر السيدة كاتيا ابراهيم مسؤولة المكتبة ومنسقة النشاط".

بدورها تحدثت ممثلة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) سعدى ماء العينين فأعربت عن "ارتياح المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو - للتعاون القائم بينها وبين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكسو، في تنفيذ العديد من الأنشطة المشتركة وفق اتفاق التعاون الموقع بين المنظمتين".

وقالت: "ان السياحة تعد من أكثر الصناعات نموا في العالم، فقد اصبحت اليوم من أهم القطاعات في التجارة الدولية، فهي من منظور اقتصادي قطاع انتاجي يقوم بدور مهم في زيادة الدخل القومي، وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدرا للعملة الصعبة، وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدفا لتحقيق برامج التنمية، ومن منظور اجتماعي وحضاري، فإن السياحة حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للانسان، بمعنى انها رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب".

أضافت: "وعلى الصعيد البيئي، تعد السياحة عاملا جذابا للسياح واشباع رغباتهم من خلال زيارة الأماكن والمحميات الطبيعية، والتعرف على تضاريسها ونباتاتها، والحياة الفطرية لها، بالإضافة الى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليديها، كما غدت السياحة المستدامة اليوم منهجا وأسلوبا، تعتمده المؤسسات والهيئات السياحية العالمية، حيث ان تبني مفهوم الإستدامة السياحية يعتمد على ثلاثة جوانب هامة: جانب اقتصادي بما يمثله من عائد مادي لأصحاب المشاريع السياحية، وجانب اجتماعي: على اعتبار ان المؤسسات السياحية جزءا من المجتمع المحلي تستفيد من الخبرات والكفاءات المحلية، وجانب بيئي: حيث تعامل هذه المؤسسات على انها جزء من البيئة، وبالتالي يجب المحافظة على الموارد الطبيعية، ودرء الأخطار عنها كالتلوث والتدهور".

وتابعت: "وفي هذا السياق، ووعيا من المنظة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكسو، بأن المرشدين والأدلاء السياحيين هم عمود في العملية السياحية وعنوانها الحضاري، وباستجابة كريمة من اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، نعقد اليوم هذه الورشة لفائدة عدد من الأدلاء والمرشدين السياحيين في الدول العربية، بهدف الوقوف على واقع السياحة بعامة، والسياحة الثقافية والبيئية بخاصة، في الدول العربية، والبحث في سبل النهوض بهذا القطاع والإرتقاء بقدرات القائمين عليه والعاملين فيه ومؤهلاتهم، وتبادل الخبرات، وتقاسم التجارب فيما بين المشاركين".

وأملت ان "يتوصل المشاركون الى اقتراحات وتوصيات، تساهم في تطوير قطاع السياحة الثقافية والبيئية في العالم العربي والإسلامي".

وختمت بتوجيه الشكر والتقدير للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو لتنظيمها هذه الورشة.

ثم كانت كلمة لممثل وزير السياحة ندى السردوك قالت فيها: "يشرفني أن أمثل وزير السياحة ميشال فرعون في افتتاح هذه الورشة الاقليمية تحت عنوان: المرشدين السياحيين في الدول العربية حول الأبعاد البيئية والثقافية للتراث، وتأتي هذه الورشة بمشاركة كريمة من مسؤولين في المنظمات ذات الصلة والوزارات المعنية من وزارات ثقافة وسياحة ومعظم الدول العربية تعيش مراحل صعبة من تاريخها لجهة تعرض بعضها لهجمات ارهابية تقتل الأبرياء وتدمر الحضارات واخرى لحروب عبثية بشعة مدمرة للانسان والبنيان".

اضافت: "السياحة لها دورها المعترف به في التنمية الاقتصادية من اصحاب الاختصاص في القطاعات المالية، اذ ان قطاع السياحة هو من القطاعات الحيوية التي تؤدي دورا رياديا في عملية التنمية المناطقية لجهة فرص العمل والاستثمارات العقارية وتطوير البنى التحتية".

وتابعت: "من المؤلم أن أنقل بعض ما قرأته في وسائل اعلامية، أن بعض العرب والغرب أضحى يتعرف على معالم تراثية وأثرية وثقافية في محيطنا عند تعرض هذه المواقع لأحداث تدميرية أو ارهابية، مثل ما جرى ويجري في سوريا، وما حصل عند متحف باردو في تونس، وما يحصل في عدن وغيرها من المدن في اليمن، الأمر الذي يعطي قائمة للدول العربية يترجم بتحذيرات من السفر اليها"ز

وقالت: "حيث اننا لسنا هنا في وارد التحسر ولا التأثر بما يجري في وطننا العربي اذ أن حكوماتنا تسعى جاهدة للحفاظ على حضارتنا ومؤسساتنا كما تسعى الى تعزيز العمل على الانارة أكثر على موروثنا الثقافي والبيئي والحضاري، الى جانب القطاعات التشغيلية كافة ولا سيما منها القطاع السياحي".

واوضحت "نلتقي اليوم لتبادل خبرات واغناء تجارب في مجالات السياحة والثقافة والبيئة من خلال أهمية مهنة ودور الدليل السياحي في هذا الزمن، مهنة وطنية بامتياز ودور يسهم في اعطاء الصورة الأنقى للوجهة السياحية، اذ ان المرشد يمثل بلده من تراث وتقاليد، فهو الضليع بالتاريخ والجغرافيا والماضي وتطورات الحاضر، ولا يصلح مكانه ولا يقوم بدوره أي نوع من أنواع النشر من منشورات ورقية أو الكترونية أو غيرها من سائر أنواع الاعلان والدعاية عبر الوسائل التقليدية أو أنظمة التواصل الاجتماعي".

وقالت: "ان دور الدليل السياحي في نقل المعرفة وابراز المعلومات وايصال هذه المعلومات تفوق أهمية المكتوب والمنشور، فان العلاقة الانسانية والمبنية على احترافية المهنة ترسخ المعلومات والصور ونبذات التاريخ في أذهان الزوار والذين يتلقون المعلومات، ومن الضروري ان اذكر في هذا السياق أهمية الدورات التأهيلية للادلاء السياحيين التي تقع على عاتق وزارات السياحة والثقافة لجهة تحديث المعلومات وتبادل الخبرات واتقان اللغات، وادراج المسارات القديمة المتجددة ضمن المسارات السياحية والثقافية مثل الدروب الريفية أو الجبلية، أو دروب الايمان أي المسارات الدينية، دروب الكروم وصناعة النبيذ اضافة الى ذلك أود أن نذكر بأهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية في هذا الاطار وان ورشة العمل هذه اذ تقع في موقع التعاون المشترك ضمن اتفاقيات تعاون موقعة بين المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فانني على ثقة بأن توصيات ورشة العمل هذه من شأنها أن تخلق دينامية متجددة بين المنظمات والحكومات والمهن السياحية، دينامية تتجه من خلال العلم والمعرفة والممارسة الى اعطاء صورة ناصعة عن عالمنا العربي بمخزونه التاريخي والحضاري والفكري".
 

  • شارك الخبر