لدى توجهي أمس من بيروت بأتجاه جونيه، واجهتني زحمة سير خانقة، فتوقفت عجلات السيارة عن التحرك لوقت طويل، فما كان مني الا أن توجهت الى الطريق البحري بواسطة محوّل ضبيه، وما ان وصلت الى الخط الساحلي حتى واجهت زحمة سير غير مبررة، وسط بلوكات باطون مركونة على جانبي الطريق، وكأنني في نفق أو خندق أو حتى ملجأ ننوي. لم أستطع أن أعرف سبب الزحمة التي فاقت زحمة الاوتوستراد، وحاولت جاهداً العودة، الا ان السيارات المكدسة خلفي اقفلت الطريق بشكل كامل.

تابعت تقدمي ببطئ "مرغم آخاك لا بطل" حتى انكشفت الطريق من امامي، ما تحت جسر نهر الكلب، ليتبين لي بأن الطريق مقطوع بساتر ترابي، وبأن السيارات تسير متسلقة طرف الساتر، وترتطم بالرصيف مما يحدث أضرار بعدد منها. حاولت العودة فلم استطع، بسبب كثافة السيارات المجمعة خلفي، وبالرغم من أن سيارتي منخفضة وهي سيارة قديمة نسبياُ وترتطم بالارض بسهولة، حاولت العودة من دون جدوى، فما كان مني الا ان اتخذت قرارا بالمتابعة والمغامرة، وهكذا كان، سبقتني سيارة من طراز سبارك، شيفروليه الى جبل الرمل المستحدث فارتطم اسفلها بالرصيف، فاكمل السائق من دون أن يأبه لصوت السيارة وصراخها المرتفع، وما ان حاولت أنا المرور حتى ارتطمت سيارتي ايضاً بالرصيف، فاكملت طريقي وانعطفت باتجاه الهوليداي بيتش لأكمل السير وسط زحمة سير كبيرة...

لا اعرف من اتخذ القرار باقفال الطريق المذكور، ربما هو سلطة مختصة، اكان بلدية ام وزارة اشغال ام مجلس انماء واعمار، او متعهد، ولكن كان من كان، كيف يقفل طريق من دون ان يضع اشارة تخطر السائقين بأن الطريق مقفل قبل وقوعهم في فخ الساتر من دون القدرة على العودة.

هذه المخالفة الفخ، التي اوقعت عشرات السيارات في مطب الاهمال ونتائجه نضعها بتصرف المسؤولين واعدين بمتابعة الموضوع لأن وقت الناس وسياراتهم ليست ملك أحد أو عرضة للضرر بسبب اهمال يمكن اصلاحه باشارة صغيرة لا تزيد كلفتها عن بعضة عشرات من الاف الليرات، وهي اقل كلفة من لحام اشكمان سيارة تضرر بفعل الفخ اللعين.