في الوقت الذي يتقدم فيه حزب الله في جرود عرسال بشكل خافت إعلاميا، إنطلق التحضير لحرب الزبداني وأصوات المعركة بدات تسمع بشكل لافت، إذ ان الجيش السوري وحزب الله كثفا من ضرباتهم على "جبهة النصرة" في الزبداني، ووصلت إلى ذروتها ليل الخميس - السبت، بعد شن أكثر من 60 غارة للطيران السوري على البلدة، والقاء نحو 30 برميلا متفجرا عليها، حيث جرى استهداف مراكز قيادية للنصرة ونقاط تجمع كبيرة لها ومخيمات تدريب.

هذه المدينة الكبيرة التي كانت تعتبر في الماضي من ابرز المصايف السورية سيطرت عليها جبهة النصرة وطردت السكان منها كما يتواجد فيها فصائل من الجيش السوري الحر المتحالفة مع النصرة، واصبحت ممرا اساسيا للسلاح والمسلحين الى القلمون الغربي والى الداخل اللبناني، وبما ان السيطرة عليها اصبحت أمرا ملحا بالنسبة إلى النظام السوري، قام منذ فترة بتطويقها بشكل محكم.

واكدت مصدر مطلع لموقع "ليبانون فايلز"، ان حزب الله سيكون رأس حربة في هذه المعركة المقبلة التي إرتسمت غالبية معالمها، مشيرا إلى ان الدخول الى الزبداني ليس بنزهة لأنها مدينة واسعة وتصل مساحتها الى 400 كلم مربع وفيها عدد كبير من المسلحين.

ولفت المصدر إلى أن خطة السيطرة على الزبداني ملحة لانها تقع في بقعة جغرافية قريبة من الحدود اللبنانية وهي تبعد  11 كلم عن لبنان، كما هي قريبة من العاصمة دمشق وتبعد عنها مسافة 45 كلم، وتقع في الوسط بين حمص ودمشق وهي تتصل بالقلمون الغربي التي عزلت عنه في بداية المعركة هناك، مشددا على أن عدد المسلحين إرتفع فيها بعد طردهم من القرى المجاورة لها.

واعتبر المصدر أن خطر الزبداني التي تعتبر خزانا لجبهة النصرة يكمن في قدرة المسلحين فيها شن ضربات موجعة على حزب الله نحو لبنان او نحو القلمون، أو شن ضربة على النظام السوري في ريف دمشق، كما من خلال السيطرة على الطريق الدولية التي تربط لبنان بدمشق وتعزل دمشق عسكريا عن بقية المناطق وتقطع طرق الامداد.

وكشف المصدر عن أن معركة الزبداني تخفف الخطر عن الحدود اللبنانية وخصوصا في منطقة البقاع الاوسط وتخفف الخطر ايضا عن معبر المصنع الحدودي، ورأى انه من خلال السيطرة على المدينة سيكون حزب الله عزل الحدود اللبنانية عن المسلحين بشكل كامل، واكد ان جبهة النصرة إستشعرت اقتراب المعركة وحاولت التوسع نحو نقاط للجيش السوري وحزب الله الامر الذي ادى إلى تكثيف الغارات والضربات عليها في الايام الماضية.

خاص - ليبانون فايلز.