hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

لتنفض الجمهورية عنها غبار "الدولة الفاشلة"

السبت ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تستمرّ حالة المراوحة السياسية ومعها تعطّل عمل المؤسسات الدستورية، ولا شيء يلوح في الأفق حول امكان تصحيح الوضع السياسي المهترىء في البلد، سوى بعض التحرّكات والوساطات الخارجية العاملة في الخفاء.

وبحسب آخر المعلومات السياسية والديبلوماسية التي حصل عليها موقع "ليبانون فايلز"، فان الدول الغربية بدأت تتأقلم جدياً مع خيار "الستاتيكو الحالي"، وهي تنصح عبر سفرائها في لبنان، بضبط الوضع قدر المستطاع، والخروج من حالة "التخندق" القائمة اليوم والتي تعطّل ما تبقّى من مؤسسات عاملة.

وتكشف مصادر مواكبة لهذه الأجواء فان الملف الرئاسي جمّد راهناً في أروقة القرار الاقليمي والدولي، وأنه حتى لو وقّع اتفاق وتفاهم أميركي-ايراني حول النووي وغيره من القضايا المتنازع عليها بين الغرب وطهران، فان الانعكاسات لن تطال شؤون وشجون المنطقة مباشرةً، وذلك لأن السعودية وبعض الدول العربية ما زالت تنتظر بدورها ضمانات من حليفها الأميركي حول الاتفاق المزمع مع ايران، وهل أنه سيتم اطلاق يدها نووياً وفي الاقليم؟

ووفق هذه النظرة، لا رئاسة حالياً التي ستبقى مؤجلة لفترة طويلة، والمجلس النيابي سيظلّل عمله مجمدا باستثناء اقرار بعض مشاريع القوانين الحيوية، أما الحكومة فليس مطلوب منها أكثر من تسيير شؤون الناس، وترك القضايا الكبرى الخلافية، كسلاح حزب الله وتدخله في سوريا والاسراتيجيات الدفاعية، جانباً مع هامش من مناقشتها والتجاذب حولها، انطلاقاً من التزام سقف الخطاب السياسي ليس الا.

والمخزي في كل هذه الضوضاء، أن الكلّ يتّهم الكل، فيما الجميع متواطىء في عملية نحر الوطن على مذبح المصالح الشخصية والفئوية. ولا تنفع في هذا المجال بعض المطالبات بتحسين وضع فئة معينة والمجاهرة بتحصيل حقوقها، على غرار ما يقوم به العماد عون تحت حجّة استرجاع حقوق المسيحيين، لأنه بالنتيجة الجميع خاسرين، مسيحيين ومسلمين، وعلى أهل السلطة أن يبحثوا في السبل التي تعيد القوى السياسية الى جادة الصواب.

الجمهورية اليوم في "موت سريري"، ونحن نتلهّى باعطائها المسكّنات علّها تنجو من الموت، فيما المطلوب جرعة دواء ناجز تحيي خلاياها لتصبح قادرة على الوقوف مجدداً وتعيد انتاج ذاتها بذاتها، فتنفض عنها غبار "الدولة الفاشلة".

  • شارك الخبر