hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

عن كيمياء "لم تركب" يوما!

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يقول العالمون في زواريب العلاقة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون بأنه إذا ترك للاخير أن يختار، لحظة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب فلن يتردّد لحظة واحدة في اختيار مرشح بديل من نبيه بري!. هذا اذا كان يملك فعلا ترف تحديد ولايته المجلسية السادسة. هذا موقف عون الحقيقي ليس الان فقط، بل من اللحظة التي وطأت فيه طائرته مدرج مطار بيروت عائدا من رحلة المنفى.

بشكل حاسم يمكن القول ان الكيمياء التي لم تجد طريقها يوما بين "الجنرال" ووليد جنبلاط، لم تكن اكثر غزارة بين عون و"ملك التسويات". كان على "حزب الله" ان يبذل جهودا مضاعفة، منذ ولادة "وثيقة التفاهم" وصولا الى تثبيت التركيبة السلطوية على خط الرابية - الضاحية - عين التينة، كي يُبقي خلافات الحليفين "اللدودين" تحت السيطرة.

القلوب مليانة منذ زمن. مشروع "اللقاء الارثوذكسي" الذي لم يجد طريقه الى الهيئة العامة واحد من نقاط الخلاف المزمنة. وتكرّ السبحة: خطاب "التيار الوطني الحر"، إدارة جبران باسيل لوزارة الخارجية، "نَفَس" العونيين الذي يصفه بري أحيانا بالطائفي، التباعد الواضح في المواقف حيال الرئاسة والتشريع والوضع الحكومي، قانون استعادة الجنسية، ملف الكهرباء ومتفرعاته وبشكل خاص ملف بناء معمل دير عمار وإعادة تأهيل معملي الذوق والجية، وملف الغاز والنفط... حتى  في قانون الانتخاب، ومنذ  بدء الورشة لإقرار قانون الانتخابات قبل سنوات كانت رادارات الرابية ترصد حرص عين التينة على مراعاة هواجس الزعيم الدرزي وجرّه الى الملعب الاكثري. يضاف كل ذلك الى قناعة راسخة وثابتة لدى ميشال عون بكون بري نفسه أحد أعمدة منظومة من الفساد معشعشة في كل مؤسسات وإدارات الدولة وفي البيزنس غير المرئي!

 وبالتأكيد، عندما يسترسل ميشال عون في معركته لإقرار التعيينات الامنية لا يمكنه ان يتجاهل موقف بري السابق الداعم  لبقاء اللواء اشرف ريفي في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في حال تعذّر تعيين بديل عنه (وهو الموقف المشابه تماما اليوم لموقفه من تعيين قائد جيش جديد ومدير عام جديد لقوى الامن الداخلي)، ومراعاته لخاطر وليد جنبلاط بالتمديد لرئيس الاركان اللواء وليد سلمان... حتما هو يراه ملك التمديد بامتياز. وما يعجز سعد الحريري عن المجاهرة به سيكون مرتاحا بري كثيرا مع نفسه حين يقوله علنا!

وهكذا، لن يكون ميشال عون متفاجِئا برؤية نبيه بري يتفرّج على ولادة التمديد الثاني لقائد الجيش، ومعه كبار الضباط. فمن يتربّع على عرش الرئاسة الثانية لأكثر من 22 عاما لن يضيره رؤية ضابط يقضي تسع سنوات في قيادة الجيش. هو عون نفسه الذي لن تسكنه الدهشة من ردّة فعل بري غير المبالية بالاستطلاع المسيحي حول الاقوى والاكثر تمثيلا حين يكون الاستحقاق رئاسة الجمهورية. الجفاء بين الطرفين صار أكبر من ان تستره تدخلات "حزب الله"، خصوصا ان هناك في الصفّ العوني من يقول بأن الخيبة الحقيقية، في الرئاسة والتعيينات، أتت من عين التينة وليس من الرياض حيث يقيم الرئيس سعد الحريري!

         

 

  • شارك الخبر