hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي: السياسيون يخيبون أمل الشباب بمخالفة الدستور والفساد

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 14:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إحتفلت المدرسة الانطونية الدولية - عجلتون بتخريج طلابها برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضور الرئيس العام للرهبانية الانطونية الأباتي داود رعيدي، رؤساء بلديات وشخصيات تربوية وثقافية وأهالي الطلاب الخريجين.

بعد النشيد الوطني، ألقى الأباتي رعيدي كلمة شدد فيها على "دور الكنيسة الريادي في العمل الوطني الحقيقي والفاعل"، وقال: "رغم الانتقادات الموجهة الى عملها التربوي والاجتماعي ومحاولات التخفيف من وهجها ودورها اتحدى ان تقدم لنا الدولة مثالا واحدا مشرفا عن التربية او الاستشفاء او الاهتمام بوضع انساني خاص على مستوى المعوقين او المدمنين".

وتابع: "أتحدى ان تكون مؤسسات الدولة التي تنشئها بأموال المواطنين والهبات المقدمة لها على هذا المستوى من الرقي، ولكن الحقيقة انها تعول على المؤسسات الخاصة للقيام بواجبها وتتباطأ بالمقابل في دفع المستحقات لهم".

وتطرق رعيدي الى تاريخ انشاء هذا الصرح التعليمي ومسيرته التربوية والثقافية، متمنيا للخريجين "النجاح والتوفيق في حياتهم". وخاطبهم قائلا: "ستتركون المدرسة التأسيسية اليوم، ولكن لا تنسوا غدا ان ترفعوا البناء على الاساس الصلب عينه، فلا تتنكروا بسهولة للقيم السامية التي نشأتم عليها، وليفتح الرب طرق الحياة الواسعة امامكم لتسهموا في بناء عالم يليق بطموحاتكم".

وختم شاكرا البطريرك الراعي "الذي بحضوره اعطى دعما قويا للمدرسة ومستقبلها كي تمضي قدما في صقل الانسان وتطور التعليم".

بعدها كانت كلمة البطريرك الراعي من البطريركية، الذي قال: "يسعدنا أن ندشن معا المبنى الجديد الذي أضيف على هذا الصرح التربوي، المدرسة الأنطونية الدولية، في عجلتون، وأن نحتفل في المناسبة بالتخرج السادس، الذي يعطى اسم "دورة القادة الإيجابيين"، للعام 2015.
فيطيب لي الإعراب عن التهنئة لخريجي هذه السنة، ولإدارة المدرسة وهيئة الأساتذة والأهل وفي مقدمهم مدير المدرسة الأب اندره ضاهر مع الآباء المعاونين. وأعرب عن شكر جميع أبناء المنطقة للرهبانية الأنطونية الجليلة، بشخص رئيسها العام، قدس الأباتي داود رعيدي، على إنشاء هذه المدرسة في عجلتون التي تضاف إلى العديد من أمثالها، في مختلف المناطق اللبنانية، من أجل تربية أجيالنا الطالعة علميا وروحيا، اجتماعيا ووطنيا. فمبروك لهم ايضا المبنى الجديد. وأعرب عن امتناني لقدس الأب العام للكلمة اللطيفة التي خصني بها".

أضاف: "إننا ندرك كم أن الرهبانية الأنطونية الجليلة تحمل هم شبابنا. فأنشأت لهم مدارس في مختلف المناطق اللبنانية، مع جامعة مركزية في بعبدا لها فروعها في البقاع والشمال. ولحقت بهم في بلدان الانتشار. إن التعليم والتربية هما من صميم رسالة الكنيسة والرهبانية، بأمر من الرب يسوع: "إذهبوا تلمذوا جميع الأمم، وعلموهم..." (راجع متى 28: 19 و20). وجاء المجمع اللبناني الشهير، الذي عقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزه يلزم بالتعليم والتربية. وتعرب إدارة هذه المدرسة والرهبانية عن شعورها مع الأهل في معاناتهم على المستوى الاقتصادي والمعيشي، فتساند وتساعد بسخاء، جاعلة الأولوية في توفير العلم لجميع أولادهم جميعا بكرامة وتطلع نحو مستقبلهم. ذلك أن مستقبل الكنيسة والوطن مرتبط بهم إلى حد كبير.
إننا نكبر عمل الأسرة التربوية في المدرسة الأنطونية الدولية هذه، المعتمدة المنهج الأنغلوفوني. إنها توفر لطلابها الأسس العلمية والروحية والخلقية التي تمكنهم من أن يرسموا خطهم في الحياة، ويكونوا مسيحيين ملتزمين، وشهودا لإنجيل الحقيقة والمحبة والسلام، ومواطنين فاعلين في المجتمع، ومسؤولين في الوطن. ونكبر عملكم، أيها الآباء والأساتذة المربون، وأنتم تنشلون الشباب اللبناني من خيبة الأمل التي يتسبب بها المسؤولون السياسيون عندنا، بمخالفة الدستور المتكررة، والازدراء بالشعب، وإهمال الشباب ومسقبلهم، وانتشار الفساد والرشوة في المؤسسات العامة، وهدر المال العام إلى حد سرقته، وصولا إلى المخالفة الدستورية الكبرى بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وثلاثة اشهر، من دون اي لاذع ضمير أو رادع".

وتابع: "إننا نشكركم، أيها المربون، على أنكم تستمعون إلى مطالب الشباب وتطلعاتهم بل وإلى انتقاداتهم؛ وعلى أنكم تسمعونهم ما عند الكنيسة من قول تقوله لهم، وانتظارات ومشاريع وتطلعات تختص بهم. نشكركم على أنكم تولون عناية خاصة بأن يحتل الشباب مكانا مرموقا يمكنهم من أن يكونوا قوة تجددية في الكنيسة والمجتمع والوطن (راجع رجاء جديد للبنان، 51).
وهكذا تعتز المدرسة بأنها تسهم في بناء المجتمع من خلال التعليم وفن تربية الأجيال الجديدة بلغتهم ووفق انتظاراتهم وآمالهم، مع الحرص على تعميق الثقافة اللبنانية، المعروفة بثقافة الانفتاح والحوار ومد الجسور، وبعيش حوار الأديان والثقافة في بوتقة الوحدة الوطنية، وبنظام ديموقراطي قائم على الفصل بين الدين والدولة، وعلى تعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية".

وتوجه الراعي الى الخريجين بالقول: "أيها الخريجون والخريجات الأحباء، دورتكم "دورة القادة الإيجابيين". هذا ليس مجرد اسم، بل هو التزام من المدرسة ومنكم بأن تكونوا حقا في الغد القريب قادة إيجابيين، يعملون بفن على تعزيز الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن ومواطنة، وكل واحد وواحدة. الكنيسة تعول عليكم لإعطاء الحياة الاجتماعية والوطنية إنطلاقة جديدة".

وختم: "بعد خمس سنوات سيحتفل لبنان بالمئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة (أيلول 1920- أيلول 2020). لقد أصدرنا للمناسبة وثيقتين لإعداد هذا الاحتفال التاريخي الكبير: المذكرة الوطنية (9 شباط 2014)، والمذكرة الاقتصادية (25 آذار 2015)، بالإضافة إلى وثيقة سبقتهما، وهي بعنوان: شرعة العمل السياسي حسب تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان.
نأمل أن تكون هذه الوثائق بين أيديكم، فأنتم ستكونون الناشطين الأساسيين في إحياء هذا الاحتفال، والنهوض بلبنان على أسسه التاريخية والدستورية والميثاق.
إنطلقوا في رحاب الوطن الذي يحتضنكم والكنيسة التي تحبكم".
 

  • شارك الخبر