hit counter script

أخبار محليّة

أحمد الحريري: لن نسلم لوصاية السلاح

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 20:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، أحيت عكار وبلدة البيرة، اليوم، الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد ورفيقه الشهيد محمد مرعب، في احتفال حاشد اقيم في مدرسة النور الاسلامية.

حضر الاحتفال النائب خالد زهرمان ممثلاً رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، محافظ عكار عماد لبكي ممثلاً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، النواب: هادي حبيش، رياض رحال، نضال طعمة وخضر حبيب، منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد، وزراء ونواب سابقون، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، عدد من أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ورجال الدين، أعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل"، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات وروابط مخاتير، وفعاليات سياسية واجتماعية وتربوية واقتصادية واعلامية وحشد.

 

بعد آيات من الذكر الحكيم، وكلمة وجدانية لابنة الشهيد لنور، ثم استهل الاحتفال بكلمة عائلة الشهيد ألقاها شقيقه الشيخ علاء عبد الواحد قال فيها :"ها هي الذكرى الثالثة لاستشهادِ الشيخ أحمد و رفيقه. تحلُّ علينا وفي القلبِ غصّة وبلدنا يمرُّ بأحلكِ الظروفِ ,و عام بعد عام يتكشّفُ لنا سبب هذه الاغتيالات".

أضاف: "ما يُعزينا اليوم أن دربَ الشهداءِ كشفَ مخططَهم وما يخططُ أزلامُهم في لبنان إلا إفلاس واضح بعد دخولهم مستنقع الوحولِ السورية بحجة حماية المقامات أولاً ثم حماية الحدود ثم انتقالهم إلى كلِّ أرجاءِ سوريا بل تعدوا في ذلك إلى التدخل في دولٍ عربيةٍ شقيقةٍ كالعراقِ و البحرين و آخرها اليمن".

وسأل: "هل أن هذا التدخل هو الّذي يُفضي إلى إحداث فتنة بغيضة في المملكة العربية السعودية ؟ إن أسلوب التفجير هو أسلوبهم , و ما يجري في المملكة من أعمال إرهابية هو من صُنعِهم وهو عمل خسيس و مدان و مستنكر . لقد تعمدوا تقويضَ الدولةَ و اتهام جيشها الوطني بعدمِ قدرته على حمايةِ الحدود بل شنوا هجوماً على المملكةِ السعودية التي قدمَت المليارات للمؤسساتِ الشرعية وها هم اليوم يتوعدون وبكلِ وقاحة يرعدون ويزبدون جارِّين معهم لبنان إلى ويلات حروب لا طائلة منها".

وتابع عبد الواحد: "إذا سألْنا ماذا يريدُ حزبُ الله من لبنان واللبنانيين . نجدُ الجوابَ كالتالي: يريدُ أن يكون هو صاحبُ القرار بأخذِ الوطن إلى المجهول بمعزلٍ عن الدولةِ , تاركاً وراءَه مشروع قتل الشباب اللبناني في حروبِه الوهمية حتى وصلَ الأمرُ به أن كلَّ من يخالفه خائنٌ وعميلٌ . عدا عن التزامِه بالشكرِ و الامتنان لقاتل و مرتكب المجازر بحقِ شعبِه إضافة إلى إعلانه التعبئة لجمهورِه بخطرِ الوجودِ مستدرجاً عطفَ الطوائف المسيحية و إيهامهم بخطرِ وجودهم . حتى وصلت به الصلافة إلى اتهام بعض إخواننا الشيعة بأنهم شيعة السفارة ... أليس هذا بإفلاس ؟! نقولُ لهم : هناك نهاية و فيها سيفضحُ مشروعَك العنصري المقيت و البغيض أمامَ الجميع و ستمثلون أمامَ مسؤوليةٍ جنائيةٍ عن جرائمكم و نحن على يقينٍ أن المحاكمةَ آتيةٌ آتيةٌ آتيةٌ ".

ونصح "الشركاء في الوطنِ وخصوصاً الأخوةَ الشيعة أن يضعوا حداً لهذا المشروع الإجرامي لأنكم جزءٌ من هذه السفينة وعلينا أن نأخذَ على يدِ الّذي يريدُ أن يدقُ أسفيناً حتى لا تغرق بالجميع".

واعتبر "أن حزبَ الله عمدَ على تقويضِ مؤسسات الدولة التي نريدُ أن تكون ضمانة لجميع اللبنانيين بكلِ طوائفه و لا بدَّ لي في هذا المقام إلا أن أتوجَه إلى معالي وزير العدل اللواء أشرف ريفي الّذي رفضَ القرارَ الظالمَ للوطنِ برمتِهِ و خصوصاً أرواح الشهداء الّذين سقطوا نتيجة الغدر و الّذي أرادَ تصويب وجهة المحكمة العسكرية لمحاكمةِ المنتسبين للسلكِ العسكري لأن هذا القرارَ أثبتَ عدم شفافية هذه المحكمة و سيطرة حزب الله عليها و هذا ما حصلَ في قضيةِ استشهاد الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه حيث طُمستْ هذه القضية و لم نصلْ إلى نتيجةٍ بعد مرور ثلاثة سنوات على استشهادِه رغم مداها و بعدها الوطني حيث كانت ستؤدي إلى إشعالِ نار الفتنة في لبنان و لولا الحكمةُ التي تحلّيْنا بها وذلك فضلٌ من اللهِ لحصلَ مالا تحمدُ عقباهُ ".

وسأل: "أين أصبحت قضية الشيخ أحمد عبد الواحد؟ أين هم القتلةُ المجرمون ؟ أين هي العدالة ؟ أين قرارات المحكمة العسكرية التي تسترتْ عن هذه القضايا أم أنها تعملُ لحسابِ طرف ضد الآخر ؟ لماذا لم تحالْ هذه القضيةُ إلى المجلس العدلي ؟ وهناك قضايا أقل شأناً أُحيلت للمجلس العدلي".
ورأى أن "براءة ميشال سماحة بهذه الطريقة تمسُّ كلَّ لبناني مسلم و مسيحي لأنه كانَ يستهدفُ رموزَ الطائفتين و يجب عليهما الوقوف بحزمٍ تجاهَ هذا القرار وعدم تمريره مهما كان الثمن لأنه سيُشرعُ القتلَ في هذا البلد".

وختم بتوجيه الشكر باسم عائلة الشيهيدين إلى "الرئيس سعد الحريري ممثلاً بأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الّذي لم يتركنا لحظةً منذ استشهاد الشيخ أحمد عبد الواحد وهو أهلٌ للوفاء و لأنه تربى في مدرسةِ الشهيد الكبير رفيق الحريري و حامل راية الدفاع عن المظلومين و رهاننا على دولتِه وعلى كلِّ شريفٍ بصون هذا الوطن والدفاع عنه وحمله إلى برِ الأمان".

أحمد الحريري

أما أحمد الحريري فقال في كلمة الرئيس سعد الحريري: "جئنا اليوم نتذكر الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد ورفيقه الشهيد محمد مرعب .. حاملين مشاعر الحزن والأسى .. بل جئنا .. وفي القلب .. وعلى العلم .. تحية الفخر والاعتزاز بهما .. وبكل تضحيات أهل عكار والشمال".
أضاف: "كنا جميعاً بالمرصاد للفتنة كما أرادنا الرئيس سعد الحريري .. في طليعة المدافعين عن الحق والعدالة والوحدة الوطنية .. وفي مقدمة الغيارى على الجيش اللبناني من المندسين الذي حاولوا الايقاع بينه وبين أهله في عكار".

وتوجه إلى الحضور بالقول: " لكم من الرئيس الحريري .. كل التقدير والثناء .. لأنكم خير من يحمل أي قضية .. وقفتم مع الحق كما كان الشيخ أحمد يقف معه في كل مكان .. وتحديداً في سوريا .. طالبتم بالعدالة للشيخ أحمد كما كان يطالب معكم ومعنا بالعدالة لرفيق الحريري ولكل الشهداء .. حميتم الوحدة الوطنية كما كان الشيخ أحمد يحميها باعتداله وانفتاحه .. دافعتم عن عكار كما كان الشيخ أحمد يدافع عنها منطقةً للعيش الواحد وللدولة ومؤسساتها".

وحيا أحمد الحريري "روح اللواء الشهيد وسام الحسن .. الذي نجح مع أبطال شعبة المعلومات في كشف خيوط المؤامرة بحق عكار والشمال قبل تنفيذها على يد المجرمين من وكلاء النظام السوري"، لافتاً إلى أن "وسام الحسن أنقذ البلد وحقه لن يضيع .. وكذلك حق الشيخ أحمد لن يضيع .. نحن أهل حق نطالب بالحق ونرفع راية العدالة .. والحق لا يُهزم .. لن نسكت أبداً عن قضاء يكيل بمكيالين .. ويصدر أحكاماً باطلة .. كـ "الحكم المهزلة" الذي أصدر القضاء العسكري بحق المجرم ميشال سماحة".
وسأل: "أين أصبح التحقيق في قضية الشيخين عبد الواحد ومرعب؟ .. ولمَ التسويف والمماطلة في الاعلان عن نتائجه؟".

وشدد على "أننا لسنا ممن يقفزون فوق القانون .. تمسكنا الحاسم بسلطة الدولة والقانون ليس ضعفاً .. بل هو القوة بعينها .. ونحن نشهد على أزمة من تطاول على القانون في لبنان .. وحَسِبَ نفسه أكبر من بلده .. وأكبر من دولته .. وحتى أكبر من عروبته".

وقال أحمد الحريري: "رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي قال :"ما حدا أكبر من بلده" .. نحن اليوم بأمس الحاجة إلى الاقتداء بتجربته في تحصين السلم الاهلي .. على نحو ما يفعل الرئيس سعد الحريري .. فكلما ارتفعت النبرة في خطاب التهديد والتخوين .. نرد عليها بالتشديد على معادلتنا الذهبية .. معادلة الإجماع الوطني التي من شأنها فقط أن تحمي وجود لبنان .. وأن تفتح الأبواب امام المصالحات الحقيقية وانهاء الشغور في موقع الرئاسة".

وأشار إلى انه "في الماضي، لم يُسلم رفيق الحريري بربط مصير لبنان بمصير "الوصاية السورية" .. واليوم لن نُسلم لـ"وصاية السلاح" بأن تربط مصير اللبنانيين .. ومصير أخوتنا الشيعة بالتحديد .. بمصير "نظام الأسد" الساقط لا محالة ".

وتابع: "قال لهم الرئيس سعد الحريري إن الرهان على انتصار بشار الأسد هو "رهان على احلام ابليس في الجنة" .. ونقول لهم اليوم .. إن الرهان على انتصار لبنان هو الرهان الرابح .. وأن حماية لبنان من كل الأخطار .. هي مسؤولية وطنية مشتركة .. وليست على الاطلاق مسؤولية حزبٌ معين ..أو مذهب معين".

وشدد أحمد الحريري على "أننا لا نحتاج إلى القتال في سوريا من أجل إبعاد خطر "داعش" .. ولا ننتظر ضمانات من أحد لحمايتنا من الارهاب التكفيري .. لا نريد التضحية بنصف أخواننا الشيعة أو بثلاثة أرباعهم في حروب خاسرة .. نريد أن نضحي جميعاً كي نحمي لبنان .. بالوحدة الوطنية والسلم الاهلي والاعتدال .. لا بالمزيد من وضع البلد على حافة الهاوية .. والقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا .. ورفع شعارات التخوين ضد كل من يخالفه الرأي".

وأكد "أننا لسنا ومن يخالفه الرأي من "شيعة لبنان" في موقع من ينتظر الاستثمار في هزيمة أحد .. نحن في موقع الانتصار لوجهة النظر التي تمد اليد لإنقاذ البعض من حمام الدم .. وإخراجه من نفق الهزيمة .. والعودة به إلى لبنان".

وقال: "في "صوت العقل" نعمة .. سنبقى نستمع إلى "صوت العقل" .. لن نكون إلا كما أرادنا رفيق الحريري أن نكون .. كل الظلم الذي تعرض له رفيق الحريري في حياته لم يدفعه يوماً إلى أن يكون ظالماً .. ونحن كأصحاب حق على خطاه سائرون .. أن نصبر على الظلم مرات أفضل مليون مرة من أن نكون ظالمين لمرة واحدة .. في النهاية الحق سينتصر .. والظالم سيزول".

ورد أحمد الحريري: "على من أطل في الأيام الماضية يهددنا بأنه "حسابنا بعدين" .. يكفي أن نستشهد بما قاله الله (عز وجل) في قرأننا الكريم :"وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ" .. لنقول له .. كلُ شيءٍ دونَ اللهِ لا يستحقُّ الخوف .. ونقطة على أول السطر".

وتابع: "أما من أطل يهدد باقتحام عرسال لزوم "معركته الوجودية" .. فنقول له .. وجود عرسال سابقٌ على وجودك .. من عرسال الصابرة والصامدة لن تنالوا .. عرسال الحبيبة لن تكون مكسراً لعصيانكم على الاجماع الوطني .. بل ستكون.. كما كانت دائماً .. في قلب الوطن .. وكما كانت بالأمس .. تستقبل جيشنا الوطني بالورود .. والآن بعدما انتشر الجيش داخل عرسال .. وهو مطلب أهلها الدائم .. هل ما زلتم تريدون اقتحامها لتحريرها من الجيش اللبناني؟".

وتوقف عند الارهاب الذي يضرب المملكة العربية السعودية، وقال :"ما تتعرض له المملكة ليس وليد صدفة، إنما هو وليد "عاصفة الحزم" التي بدأت تفجر عواصف ارهابهم الخبيثة، بعدما فجرت عواصف كراهيتهم ضد العرب جميعاً".

وأكد "أن كل المخططات الخبيثة لن تنجح في إثارة الفتنة بين أبناء المملكة، وأن الارهاب الذي يحاول النيل منها سيرتد على أصحابه. مملكة الخير ستبقى بخير، وستبقى قبلة العرب ومنارتهم بإذن الله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".

وختم بالقول: "حمى الله المملكة العربية السعودية من كل الشرور التي تحاول النيل منها، لأنها تسعى إلى حماية العرب من كل أنواع التطرف، ولأنها تنتصر لعزتهم وكرامتهم في كل ارض عربية يحاول التطرف الايراني أو الداعشي أن يخربها".

وكان أحمد الحريري زار ضريح الشهيد عبد الواحد ومرعب، ووضع إكليلاً من الزهر باسم الرئيس سعد الحريري، وقرأ الفاتحة لروحهما الطاهرة.

  • شارك الخبر