hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة عن "الهوية والإصلاح في المجتمعات الإسلامية" في مركز عصام فارس

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 13:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد كل من الوزير السابق الدكتور إبراهيم شمس الدين والدكتور أحمد موصللي أن غياب منظومة معرفية قادرة على مناقشة التاريخ الديني المقدس والأنظمة السياسية والفاسدة والظالمة في العالم العربي والمنطقة هما ما أدى إلى نشوء المجموعات السلفية الجهادية واحتلالها المشهد العربي اليوم.
وفيما رأى موصللي أن المسلمين الحداثيين لم ينجحوا في إنتاج منظومة معرفية يمكن من خلالها انتاج فكر ديني حديث للقرن الواحد والعشرين، أكد شمس الدين أن الحرب التي نحن في خضمها اليوم ليست دينية، بل هي حرب مصالح سياسية، بعض الفاعلين فيها "جماعات ترفع شعارات دينية".
كلام كل من شمس الدين وموصللي جاء خلال ندوة نظّمها "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" تحت عنوان "مسألة الهوية والإصلاح في المجتمعات الإسلامية".

شمس الدين
معالي الدكتور إبراهيم شمس الدين أكد أن في إطار محاولة فهم مشكلة وقوع الجماعات الإسلامية أسيرة النصوص حتى العنيفة من بينها، أن الاجتهاد، بوصفه "تفسيراً خاصاً جيداً"، يوازي التجديد في الفكر الإسلامي، وقال إنه ليس المطلوب منع الإجتهاد والفكر الخاص الجديد، محذراً في الوقت نفسه من "التفسير الخاطئ الخطر. وفي معرض حديثه عن الجهاد الذي تدعي الحركات الإسلامية المسلحة اليوم الدعوة إليه وممارسته، قال إن هذا الأخير واجب إذا دعت إليه الحاجة ولا يدعو إليه أي كان، مؤكداً أن جهاد أو محاربة فئات آخرى لمجرد أنهم غير مسلمين هو عدوان. وشدد شمس الدين على ان الأساس هو المجتمع الإسلامي وليس الدولة الإسلامية لأن المسلمين يمكن أن يعيشوا في دول غير إسلامية، بما أن الفرد في الإسلام حاضر ويحاسب على أنه فرد.
وأكد شمس الدين أن النظام السياسي هو الإشكالية الكبرى في مسألة الإصلاح في المجتمعات الإسلامية، لافتاً إلى أن الحرب اليوم في المنطقة ليست حرباً دينية إطلاقاً، إنما كون مجموعات تتلطى خلف شعارات ورايات دينية يجعل الحرب تبدو كذلك. وأوضح أنه في الواقع الحرب هي وبوضوح حرب مصالح وأنظمة سياسية، داعياً إلى إصلاح في البنى السياسية يليه إصلاح اجتماعي. وقال إن مشكلة المجتمعات الحالية هي في الظلم والعوز الذي أوقعته بهم الأنطمة السياسية، لافتاً إلى أن الأنظمة العربية فشلت فشلاً ذريعاً في كل شيء، خاصة الأنظمة "الجمهورية" من بينها، واصفاً إياها بشكل عام بالـ "التَعِبة والمتعِبة".

موصللي
الدكتور أحمد موصللي رأى أن مأزق الإصلاح في المجتمعات الإسلامية يعود إلى عدم ظهور منظومة معرفية في الفكر الإسلامي تحاول أن تناقش قدسية المقدس والتاريخ الديني المقدس وتؤسس بالتالي لوعيٍ جديد للدين، خاصة وأن النظام الفقهي لدى السنة والشيعة هو من يتحكم بالوعي الفردي والجماعي للمسلمين. وقال إن النظم المعرفية التي تؤدي إلى الإصلاح ليس لها أسس عميقة، وأشار إلى أن من أبرز الأسباب في عدم الوصول إلى الإصلاح الديني المنشود هو التحالف بين السلطتين الدينية والسياسية وهدفهما ليس التطوير المعرفي بل الحفاظ على القوة السياسية في الداخل وفي مواجهة العالم الغربي، وهما يستعملان النص الديني من خلال قراءة سياسية تؤدي إلى التطرف وظهور الحركات المتشددة.
ولفت إلى أن المفكرين الإصلاحيين في عصر النهضة كجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم حاولوا قولبة الفكر الغربي ومفاهيمه كالديموقراطية ومندرجاتها مع الفكر الإسلامي من أجل الوصول إلى تصالح مع الحداثة والنهوض بالمجتمعات الإسلامية، لكن هؤلاء المصلحين لم يؤسسوا المعرفة الإسلامية الجديدة المطلوبة. كذلك لفت إلى ظهور اتجاهات إصلاحية تعتبر المرجعية الدينية محصورة بالقرآن وليس بأطر أخرى، لكن هذه الدعوات والإتجاهات لم تصل إلى الوعي العام والشعبي وتدخل فيه، كما حصل في مسار الإصلاح الديني في الغرب.
ولفت موصللي إلى أن فشل العلمانية يعود إلى أنَّ النخب العربية حاولت فرضها على المجتمعات من دون تغيير وقولبتها مع واقع هذه المجتمعات، ومشاركة نخب أو أطراف ليبرالية مع السلطات الظالمة والفاسدة فبات مفهوم العلمنة مساوياً للأنظمة السلطوية العربية وبالتالي الفشل في تحقيقها وفي قبولها في المجتمعات الإسلامية. وأضاف أن ارتباط هذه السلطات والنخب بالغرب وابتعاد الشعب عن هذه الانظمة، ساهم أيضاً في تعزيز ظهور الحركات الجهادية التي أرادت مواجهة الغرب والأنظمة المتعاملة معه، انطلاقاً من شعار الحفاظ على هوية المجتمع ومحاربة السلطة السياسية المعتبرة ظالمة وفاسدة.
 

  • شارك الخبر