hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّه

الأمن الذاتي في رأس بعلبك والقاع... أين أصبح؟

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 05:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع تطور المعارك في القلمون وتدفق المسلحين من تنظيمي جبهة النصرة والدولة الاسلامية نحو جرود عرسال، إرتفعت المخاوف من اندلاع المعركة على محاور البلدة ورأس بعلبك والقاع، وأصبحت بحسب غالبية المطلعين على سير المعارك في القلمون امرا واقعا مع اقتراب حزب الله والجيش السوري من جرود عرسال حيث ستحصل المعركة الكبرى.
هذه المخاوف دفعت بأهالي بلدتي القاع ورأس بعلبك إلى تعزيز إجراءاتهم الامنية الذاتية لحماية البلدتين من أي خطر ومن دخول المسلحين إليهما. ومنذ 3 سنوات وحتى اليوم قام شبان البلدتين المسيحيتين بحمل السلاح لحراسة المنطقة من أي تسلل قد يحصل وذلك بالتنسيق وبعلم وبمباركة الاجهزة الأمنية.
ففي رأس بعلبك كثف شبان البلدة في الايام الماضية من تواجدهم فيها، وغالبيتهم من العسكريين المتقاعدين من الاجهزة الامنية وخصوصا من الجيش اللبناني، وحملوا السلاح والجعب ولبسوا البزات العسكرية المرقطة. المسلحون المسيحيون مستعدون للدفاع عن أرضهم وعرضهم بحسب قول أحد العناصر، الى آخر قطرة دم.
واشار إبن البلدة إلى أنهم على تنسيق كامل مع الاجهزة الامنية وهم يبلغونها بأي حركة مشبوهة للتدخل، لافتا إلى ان مجموعاتهم لم تشتبك بعد مع المسلحين لأن الجيش اللبناني هو المكلف بحفظ الأمن وهم وجدوا لدعمه في وقت الحاجة، وكشف عن أن الشبان جرى تدريبهم بشكل مكثف على هذا النوع من المعارك، وأعلن انهم لن يتدخلوا إلا بعدما يستطيع عناصر النصرة وداعش من إجتياز مراكز الجيش المنتشرة على الحدود.
وفي هذا الاطار، أكد مصدر عسكري مطلع ان قدرة الجيش النارية أصبحت عالية جدا، مشيرا الى ان الجيش قادر على صد اي هجوم قد يحصل مهما كان حجمه، وشدد على أن نقاط الجيش محصنة وتكشف كل مراكز المسلحين كما تكشف أي تسلل قد يحصل نحو رأس بعلبك عن طريق جردها.
شبان رأس بعلبك ينقسمون إلى مجموعات عدة، مجموعة للحراسة تراقب الحدود ليلا ونهارا، ومجموعة قتالية للتدخل السريع، ومجموعة تقوم بدوريات داخل البلدة وتراقبها عبر كاميرات مراقبة زرعت في كل حيّ، ويصل عدد المسلحين إلى مئات الشباب إرتفع عددهم في الأيام الماضية مع انطلاق فصل الصيف وقدوم الأهالي من الساحل إلى البلدة للإصطياف.
أما من ناحية بلدة القاع المسيحية، فالأهالي يتخوفون من المرحلة المقبلة، لان منطقة مشاريع القاع المحاذية لبلدتهم يسكن فيها نحو 30000 نازح سوري يأتي عدد منهم يوميا الى القاع للعمل في الاراضي الزراعية والمزارع والمعامل، وبعض العمال يقول للاهالي ان في المخيمات اسلحة ومسلحين قدموا الى البلدة منذ سنة بعد معارك عرسال.
حركة الامن الذاتي من قبل شبان البلدة إرتفعت خوفا من المسلحين في المخيمات وخوفا من اندلاع معركة جرود عرسال، وبلدة القاع بلدة مسيحية عدد سكانها في الصيف يصل الى 15000 شخص وفي الشتاء 2000 شخص فقط، فيما عدد النازحين كما ذكرنا هو 30000 سوري فيهم نحو 1000 مسلح كما يقول اهالي البلدة، وبما ان بلدة القاع بغالبيتها تنتمي الى جهة سياسية واحدة، شكل الاهالي مجموعات مسلحة من العسكريين المتقاعدين من الجيش وقوى الامن الداخلي، وهذه البلدة تتميز بان اهلها يتطوعون في الجيش.
وفي الآونة الأخيرة وصل عدد شبان البلدة المسلحين إلى مئات العناصر، وهم منظمون جدا وعتادهم العسكري حديث، اذ تم تجهيزهم من قبل جهات حزبية ببنادق رشاشة من نوع ام 4 وجعب وقنابل يدوية حديثة وكميات كبيرة من الرصاص والذخيرة، كما تم تجهيزهم بقاذفات "ار بي جي" ومدافع هاون صغيرة منصوبة وراء الدشم والتلال الترابية يجيد المتقاعدون استعمالها جيدا بعد خبرتهم الطويلة في الجيش والاجهزة الامنية.
وتنقسم المجموعات الى ثلاثة، مجموعة تحت اسم شرطة البلدية يتقاضون معاشاتهم من بلدية القاع وهم قاموا بتركيب كاميرات مراقبة على مداخل البلدة وصلت بغرفة تحكم حديثة في مركز البلدية يتم من خلالها مراقبة الطرقات ليلا نهارا، ومجموعة تحت مسمى "سرايا المقاومة في القاع"، والمجموعة الثالثة تحت مسمى "الصقور" وهي للتدخل السريع ولتنفيذ العمليات العسكرية.
هذه المجموعات يحرس منها في النهار 50 شخصا وفي الليل العدد المتبقي وهي مترابطة فيما بينها عبر غرفة تنسيق بواسطة اجهزة لاسلكية، ويوزعون دورياتهم في كل البلدة وفي جرودها ويراقبون مخيمات النازحين جيدا عبر مناظير ليلية متطورة .
وفي ايام السبت والاحد ينضم شبان البلدة الذين يعملون في الساحل اليهم ليرتفع عدد المقاتلين المسلحين، وقد جرى تدريبهم من قبل المتقاعدين وجهات حزبية بشكل جيد. وتنسق هذه المجموعات كلها مع الجيش اللبناني في المنطقة وهي تتواصل معه فورا لدى الاشتباه باي شيئ ويتم اجراء المقتضى فورا .
خوف الأهالي على قراهم وعرضهم دفعهم إلى حمل السلاح، لا محبة به بل رغبة منهم بالمحافظة على حياتهم وحياة اهلهم من المسلحين الارهابيين الذين يتربصون بهم شرا إرتفعت نسبته مع انطلاق حرب القلمون واقتراب الجيش السوري وحزب الله من تخوم جرود عرسال حيث أن المعركة المقبلة ستكون واسعة والجميع يعلم انها باتت قريبة زمنياً، ولكن لا احد يعلم كيف قد تنتهي.
 

  • شارك الخبر