عقد لقاء في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي جمع مزارعي عكار بالنائبين هادي حبيش وخضر حبيب ورئيس الغرفة توفيق دبوسي وعضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" المحامي محمد المراد.

وعرض المزارعون خلال اللقاء مسألة تصريف الانتاج من الخضار ولا سيما البطاطا، مؤكدين أن "كارثة حقيقية تحل بالمزارعين في المنطقة نتيجة توقف النقل البري مرورا بالأراضي السورية، وحيث تبدو الحاجة ملحة اليوم لتصريف 40 الف طن من البطاطا قبل ان يتلف الموسم".

وأجرى دبوسي اتصالا برئيس المؤسسسة العامة لتشجيع الاستثمارات "ايدال" المهندس نبيل عيتاني، ناقلا له مطلب المزارعين وحجم الخسائر المحتملة في حال كساد الموسم هذا العام، ونقل دبوسي الى الحضور رأي عيتاني "بضرورة إنشاء جسر بحري للتصدير مع استمرار ازمة التصدير برا واستمرار الاوضاع الراهنة في الجانب السوري".
ونوه بحركة نواب عكار لملاقاة أزمة تصريف الانتاج والسعي بالتالي لخدمة مزارعي عكار، وقال: "ارتاينا دائما ان نواكب الازمة السورية بخطوات واقعية تجنب لبنان النتائج السلبية الاقتصادية والأمنية، ونحن على قناعة ان المشكلة الآن ليست لبنانية بل هي عربية ودولية فلبنان محاصر برا من الشمال كما انه محاصر من الجنوب وهذه معضلة وطنية وقومية تعني الجميع في لبنان وخارجه، وفي معرض متابعتنا لمشكلة التصدير كنا سباقين بطرح حلول لمثل معضلة المزارعين اليوم في أوقات سابقة، وناقشنا ذلك مع مسؤولين عراقيين ولبنانيين وحتى مع مسؤولي وزارة الزراعة ابان ولاية الوزير حسين الحج حسن، وربما كنا بحاجة اليوم الى خطة طوارىء وطنية تواكب استمرار الازمة السورية بكل تشعباتها".

أضاف: "اننا ومع بروز الازمة راهنا قمنا باتصالاتنا فوجهنا كتبا الى الحكومة وايدال كما الى السفارة العربية السعودية لاجراء اللازم بما بتناسب مع تطلعات المصدرين اللبنانيين او لتوفير الدعم المادي والمعنوي لتسهيل مهمة نقل البضائع من خلال الخط البحري مرورا بقناة السويس. واننا بالفعل بصدد موسم يحتاج الى تصريف في عكار التي يعاني فيها القطاع الزراعي من خطر كساد المواسم على الرغم من حاجة دول عدة لنتاجنا من البطاطا، ونحن اليوم بحاجة لكي تقتنع الحكومة بتوفير الدعم المالي المطلوب بما يعود بالنفع على المزارعين من جهة وعلى الدولة في الوقت عينه من خلال مردود الرسوم والضريبة على القيمة المضافة كما على الدورة المالية بكل تفاصيلها".

ثم لفت حبيب في كلمة الى ان "حجم التصدير بلغ العام الماضي 40 الف طن من البطاطا، واليوم يجرى البحث في الوسائل المفترضة لتسهيل تصدير الانتاج الحالي من خلال مطالبة الحكومة بتغطية نفقات الفرق لنقل الموسم عن طريق الجسر البحري مع العلم ان هناك احتمالا بأن تعترض قوى سياسية من مناطق عدة وان تطلب هي الاخرى معاملة بالمثل، الا ان المتابعة منا ستبقى حتى تأمين تصريف هذا الانتاج".

أما حبيش فشكر لدبوسي "جهده الدائم لخدمة المزراعين في عكار"، وشدد على ان "القضية تحتاج الى توازن مناطقي ولكننا كنواب سنرفض اي مواجهة لنا، وردنا الواضح ان المشكلة في عكار لا مثيل لها"، ولفت الى انه نقل الى السفير السعودي علي عواض العسيري المشكلة "على ان المطلب اليوم هو ان تكون المسألة برسم الحكومة اللبنانية لمساعدة عكار".

واتصل حبيش خلال اللقاء برئيس مجلس الوزراء تمام سلام وشرح له "واقع المعضلة الزراعية في عكار وحجم التدخل المالي المطلوب من الحكومة"، واوضح ان "الرئيس سلام ذكر بأن الحكومة سبق ان بدأت بمناقشة الحلول المفترضة لأزمة التصدير وان وزيري الزراعة والمال يتوليان كل من جانبه البحث بالحلول المفترضة لهذه المشكلة".

ونوه المراد ب "دور دبوسي وحماسته واستباقه الامور باتصالات شملت الحكومة وايدال والسفير السعودي"، وقال: "إننا بصدد مشكلة طارئة تستوجب ايجاد الحلول السريعة في مواكبة احتمال كساد الموسم وتضرره".

وأيد "المقترح القائل بإقامة جسر نقل بحري للتصدير لان لبنان مضطر لاتخاذ مثل هذا القرار بتوجه حكومي حاسم وفاعل".

وختم: "سنضغط في اتجاه الحكومة والوزراء المعنيين حتى إيجاد الحلول المناسبة والنافعة ورفع الضرر عن أهلنا المزارعين".