hit counter script

أخبار محليّة

طعمة: ان تبيد شعبا يعني الانحدار الى درك الهمجية الفتاكة

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 09:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكد النائب نضال طعمة "إن فعل الإبادة أيا كان، وفي أي مكان مورس، من مؤشرات خلع الإنسانية لهويتها، وتنكرها لجوهرها. أن تبيد فكرا لا يوافقك ضرب من الجنون، يقودك حتما إلى ظلمة الأنا. أن تبيد فردا لا يعجبك فعل إجرام، يودي بك إلى تسلط أعمى، يفقدك لذة الوجود، ويقتل نعم الحضارة بحد صليل التخلف. أن تبيد شعبا فهذا هو الانحدار إلى درك الهمجية الفتاكة".

واضاف خلال رعايته معرض الكتاب الثاني التي نظمته النجدة الشعبية اللبنانية فرع حلبا عكار، بالتعاون مع وزارة الثقافة وبلدية حلبا من ضمن فاعليات اسبوع المطالعة في مبنى حلبا البلدي: "إذ نتذكر اليوم ذكرى الإبادة الأرمنية، نحيي فيهم وفي كل الشعوب الحية الإصرار على البقاء، والتشبث بالحياة، وندعوهم وندعو أنفسنا، وكل ضنين على الخير، ألا نورث الإجرام، وألا نتعامل معه كموروث، بل فلنسع مع الورثة إلى كلمة سواء، كي لا يضرس البنون بحصرم الآباء. تعالوا نجعل مثل هذه القضايا قضية وطنية عامة، لا قضية جماعة بعينها. تعالوا نرفض الظلم معا، حين يكون الظلم حتميا، ونفتح أفق الحياة في اتجاه المستقبل، فالتاريخ ظلم الجميع واستغل الجميع وتمترس باسم قيم هي منه براء. أقول هذا الكلام وفعل الإبادة، والتفريق، خطر التهجير والتقسيم، يهددنا من كل حدب وصوب. الإنسان مهدد اليوم في كل بقاع هذه الأرض، لأن معايير الحق باتت أسيرة مصالح الدول، وكرامة الإنسان باتت أسيرة شبق الأنظمة".

وتابع: "إذا كانت الحرية على قول نيتشيه هي الرغبة في أن نكون مسؤولين عن أنفسنا، فالعبودية أن نمسي وقودا لصراعات الأمم، قطعانا في محاور همها الكسب بأي ثمن على حساب القيم والمبادئ، في صخب ميادين الصراع، حيث يضيع صوت الفرد ونداء العقل، وتمسي إيديولوجيا الجماعة هي الحق وما سواها هو الباطل الباطل. فنسير على وقع الطبول، مهللين لانكسار الآخر دون أن ندري أننا نغرس في أرضنا جذور انكسارنا لا محال. إن تحدي الوجود اليوم يحتاج إلى الكثير من العقل أيها السادة. وإن لم يدرك العالم أن ثقافة البقاء للأقوى لن تجلب له سوى المزيد من الدمار، فعبثا نحاول أن نستشعر بدفء الشمس فوق روابينا التي جللها الخالق بعظمة الجمال. إن لم ندرك ناموس الشراكة، سيطوينا إعصار التطرف والتكفير. ليس أمامنا اليوم الكثير من الخيارات، فإما أن ننتظر المستقبل الأسود، ونقول مع الألماني ألبرت أنشتاين: لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة، لكن سلاح الرابعة سيكون العصي والحجارة. وإما أن ننتصر مع خليل حاوي على يأس الانتحار، ونسأل أجيالنا الآتية أمل التغيير، والتغيير عملية قلب لكل الموازين والمعايير: "أين من يفني ويحيي ويعيد. يتولى خلقه طفلا جديد. غسله بالزيت والكبريت. من نتن الصديد. أين من يفني ويحيي ويعيد. يتولى خلق فرخ النسر من نسل العبيد. وكيف يخلق فرخ النسر ورحم المعرفة عاقر، ورجال الكلمة قلة؟".

اضاف: "إن تدني نسبة القراءة في عالمنا العربي أمر يدعو إلى الخوف والذهول. فالإنسان العربي يقرأ بحسب إحدى الدراسات ما معدله عشر دقائق في السنة، وتذهب أفضل الدراسات إلى أربعين دقيقة، فيما الأروربي يقرأ اثني عشر ألف دقيقة. وتشير الدراسات أيضا أن لبنان في العالم العربي يأتي في المرتبة الخامسة بعد مصر، والمغرب، وتونس، والسعودية. كل ثمانين مواطنا عربيا يقرأون كتابا واحدا في السنة، بينما الأروبي الواحد يقرأ خمسة وثلاثون كتابا، والملفت أن الإسرائيلي يقرأ أربعين. تحدي الوجود اليوم يحتاج إلى صناعة وعي جديد، والوعي نبراسه الكلمة، وفي تنظيم النجدة الشعبية اليوم معرضا للكتاب، تستحق كل الشكر والتقدير فهي بذلك تفتح خيارات الوعي الجديد، وتلعب دورا مهما في أولوية بناء الإنسان القادر على التأثير والتغيير. وأن يكون ذلك في إطار أسبوع تشجيع المطالعة مع وزارة الثقافة فذلك مؤشر وعي رسمي نرجو أن يتابع ويفعل ويترجم في أكثر من إطار. أما استضافة بلدية حلبا للحدث فيأتي في إطار بلورة دور السلطات المحلية في تبني مشاريع النهضة في مناطقها، فكل الشكر والتقدير لأعضاء ورئيس المجلس البلدي الكرام".

وختم طعمة: "ان مسؤولية الذين يعلمون كبيرة، والتسوية بينهم والجهلة لا تجوز، وتحديد الخيارات منهج صوب الغد الأبهى، فلنعط الأولوية لترتيب بيتنا الداخلي، فالغرباء ينزلون ضيوفا في غرف نومنا؟ فإلى متى سيبقى لبنان آخر اهتمامنا".
 

  • شارك الخبر