hit counter script

أخبار محليّة

لا مبرر لخلاف لبناني ـ لبناني على بلاد بعيدة من لبنان

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 06:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يستخلص متصلون بسفراء عواصم غربية بارزة بضع ملاحظات عن تقويمهم لحوار تيار “المستقبل” و”حزب الله” لصحيفة “الاخبار”:
اولها، اطراء التواصل بين الفريقين ما دام يبقي لبنان خارج احتدام النزاع الاقليمي، ويحيد به عنه. ورغم ارتفاع نبرة التصعيد بينهما في الاسابيع الاخيرة، الا ان المهم في ما يفعلان ويثابران عليه: لا يزالان يتحدثان، ويجلسان وجهاً لوجه، ويحترمان مواعيد الجولات ومستوى التمثيل فيها وجدول الاعمال. لم يتسبّبا بعد، تحت وطأة اتساع انقسام موقفيهما من النزاع اليمني والعداء السعودي ــــ الايراني، بتعطيل اي من جولات الحوار او عرقلتها، او توقفهما عنها، او الخروج بعدها بموقف معلن يهدد دوام هذا الحوار.

ثانيها، ان من غير المتوقع انبثاق عناصر تسوية بين المتحاورين، او الذهاب الى ابعد من التواصل الآني في مواكبة الغليان الاقليمي. لا يتعدى جدول اعمالهما الخوض في الشق الامني حصراً، والتركيز على الاستقرار الداخلي والحؤول دون اي عامل لتفلته، ومحاولة اقتراب احدهما من الآخر من تعريف مشترك للارهاب الذي يجبهه لبنان بغية التوصل الى تصوّر مشترك لمواجهته. وقد لا يكون المطلوب منهما سوى ذلك في المرحلة الحاضرة.

ويلاحظ السفراء ايضا ان “الطموحات التي يبديها الطرفان من حوارهما متواضعة، وربما اكثر مما يجب. منذ الجولة الاولى في كانون الاول الماضي، لم يخرج تيار المستقبل وحزب الله سوى بتفاهمهما على تنفيس الاحتقان ومناقشة خطط امنية في البقاع الشمالي وبيروت، ورفع الغطاء عن اي مخل او مرتكب، وسبل تسهيل عمل حكومة الرئيس تمام سلام.

ثالثها، من المبالغ به الاعتقاد بأن الفريقين سيخوضان في انتخابات رئاسة الجمهورية كما يوحيان. بل يبدو الاستحقاق هو سقف ما يتداولانه، وكل منهما يعرف انه لا يسعه التفرّد بقرار الرئاسة، ولا الاثنان معا كذلك، من دون وجود الشريك المسيحي اولا، والظرف الاقليمي الملائم للبحث جديا في انتخاب الرئيس ثانيا.
يكشف السفراء ايضا عن ان الاستحقاق لم يعد في رأس سلم احاديثهم مع الزعماء والافرقاء اللبنانيين، ويكتفون في معظم الاحيان بالتركيز على الاستقرار الداخلي وتضامن حكومة سلام واستمرارها كممثل للشرعية اللبنانية في غياب رئيس الدولة.

رابعها، ان حوار تيار “المستقبل” و”حزب الله” يرسل اشارات متناقضة في وقت واحد: يحاور قادة الطرفين برؤوس حامية، وكل منهما يتصرّف على انه ليس محايدا حيال ما يجري في المنطقة بازاء الصراع الايراني ــــ السعودي، بل منخرط في حملة حليفه الاقليمي، فيما الارض تحت اقدامه هادئة وقادرة من خلال طاولة الحوار على منع اي زعزعة للاستقرار، او اضطراب ينجم عن الاشتباك الاقليمي.

بات الاستقرار يطبع حكومة سلام اكثر من اي وقت مضى، ويضعها في منأى عن انقسام الطرفين الرئيسيين فيها حيال احداث اليمن. ما ان يصبح الوزراء خارج مجلس الوزراء حتى يعود كل منهم الى سربه في الخيار الاقليمي، ويطلق العنان له في مواجهة الفريق الآخر. على نحو مماثل، تمكنت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من امرار السنتين الاوليين من الحرب السورية عامي 2011 و2012 بحد ادنى من الاضرار، بالتزام وزرائها سياسة النأي بالنفس الى طاولة مجلس الوزراء، والتفلت منها خارجه.

خامسها، بين السفراء الغربيين مَن يعتقد بأن “الإشتباك السياسي الداخلي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” لا يتعدّى كونه تضامناً مع الحليف الاقليمي لكل منهما حيال حرب اليمن منذ اطلاق “عاصفة الحزم”. بل يلاحظ هؤلاء ان “لا مبرر لخلاف لبناني ــــ لبناني على بلاد بعيدة من لبنان، ولا قواسم في التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة تجمعه بها. ليست اليمن مصر الخمسينات والستينات في حساب اللبنانيين، ولا فلسطينيي الستينات والسبعينات، ولا السوريين والاسرائيليين في العقود التالية حتى الامس القريب، كي يختلفوا عليها في الداخل ويتسببوا ــــ كما من قبل ــــ بانفجار البلد وذهابه الى حروب اهلية”.

  • شارك الخبر