hit counter script

مقالات مختارة - مازن عبّود

مناجاة بمناسبة حلول ذكرى تغييب مطراني حلب

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 13:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هل انّ الحوت الذي ابتلع يونان النبي قديما لثلاثة ايام، ابتلعهما كي يعود فيقذفهما، كما قذفه قديما في نواحي نينوى، فيدعوان اهلها الى التوبة ؟ ام انّ البحر قد ابتلعتهما؟
علّ زمن عودتهما لم يحن بعد؟ ام انّ " نينوى" ما عادت ما كانت عليه، وقد هجرها اهلها ودمرت حضارتها؟
هل انّ ايام يونان الثلاثة في الحوت قد اضحت في عصر العولمة ثلاث سنوات؟
لقد اختفت اخبارهما كما تختفي اخبار بطل المسرحية عن المشاهدين حين تسدل الستار. الا انّ مسرحية الحياة لا تنتهي. وكلمات بولس ويوحنّا مازالت تفعل فعلها متخطية الزمن.
ايكونا قد غابا كي يقولا انّ الراعي هو دوما مستعد ان يغيب عن الخراف؟
لا اعرف، ولا اعتقد بانّ احدا، يعرف عنهما الشيئ الكثير.
كل ما اعرفه بأنهما قد صارا صليب انطاكية الممتد من فلسطين الجريحة حتى لواء اسكندرون، ومن نينوى حتى تخوم صور وصيدا.
ما هذا الصمت الرهيب الذي يملأ الارض يا رب؟؟ ايكون الصمت خوفا؟ ايكون الصمت موتا؟
كلا ليس الصمت موتا، وليس اذعانا لواقع، انما هو استكانة كي تلتمس من رب الصمت كلمة حق.
انّ الصمت صلاة، انّ الصمت مناجاة.
تستكين كلماتي خفرا في حضرة الالم.
تستكين كلماتي ذهولا امام مشهدية القيامة.
علها تستحيل دندنات تلامس قلب الارض فتحملها انغاما الى رب السماوات.
فتنشدها الملائكة لرب القوات.
ربي يا من تنظر قلبي وخفقاته، الا فتطلع علينا وعليهما.
ثبتنا وثبتهما في محبتك فانّ زمن الغربلة قد اضحى على الابواب.
سيدي، ان رغبت ارجعهما فخرافك تنتظرهما.
ما اطول الطريق ما بين انطاكيا وحلب واصعبها!!
فمعهما صارت الطريق جلجلة!!
جلجلة وطن، لا بل جلجلة مشرق يتألم.
سيدي، يا مشرقيا ذاق الموت لاجلنا، الا فابعد عن مشرقكك هذا الكأس.
ربي اسألك ان تعيد المطرانين وكل المخطوفين الينا معافين.
الا فاجعل الحوت يقذفهما قريبا في نواحي نينوى فأهل كل المشرق ينتظرون من فمهما كلمة حق، كلمتك التي تعيد الى مشرقنا سلامه المسلوب. فتفرح بلاد ما بين النهرين وفينيقيا والعربية وكل سوريا.
ربي يا من ولدت مشرقيا لا تسلم مشرقك الى الموت.
لا تدعه في القبر.
اقمه واقمنا، فنرث جميعا في ملكوتك.
 

  • شارك الخبر