hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

عاصفة اليمن وما يلي

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

إلى أين من هنا، ومن هذه التطوّرات المفاجئة في اليمن، والتي لا تختلف بأحداثها الخاطفة والمتسارعة عن حكايات شهرزاد في ألف ليلة وليلة.

وخصوصاً بعدما أُعلن رسمياً أن "عاصفة الحزم" تمكّنت من إخماد كل دفاعات الحوثيين في كل أرجاء اليمن خلال ربع ساعة من بداية الجولة الجويّة الحاسمة التي استيقظت على أثرها المنطقة العربية، ومعظم العواصم الدولية، وحيث كان الجميع على موعد غير مضروب لمفاجأة لم تكن في الحسبان.
من المبكر، طبعاً، الدخول في حسابات إيران، وتقديراتها، بالنسبة إلى قرار العاصفة التي هزّت معالم ومواقع كثيرة في المنطقة. وليس من المستحيل أو غير الوارد أن تكون طهران قد استيقظت أو صحَت من حلم الطموح الامبراطوري على واقع جديد، بعدما وسّعت مساحة تطلّعاتها، وانتشار نفوذها.
ليست هي المرّة الأولى "يُستعمل" اليمن وسيلة، أو محطة، أو معبراً يؤدّي بأصحاب الأحلام التوسّعية إلى خراج أو حدود المملكة العربيّة السعوديّة.
لقد سبق الفضل. وسبق للرئيس جمال عبد الناصر أن حاول أن يخترق المستحيلات الثلاثة بمستحيل رابع. إلا أن جيشه تمزّقت قدراته، وتفرّق جنوده أيدي سبأ. أما الرئيس صدام حسين فقد فضّل الكويت طريقاً ومدخلاً يؤدّيان إلى الغاية ذاتها. فكانت النهاية المعروفة.
الآن، هناك طموحات إيرانية في الاتجاه ذاته، ولا بدّ أن يتذكّر البعض زمن الامبراطورية.
على الاقلّ، هذا ما يذهب إليه بعض المحلّلين، مع الاستعانة بتذكير الجميع أن إيران موجودة عسكريّاً وسياسيّاً في كل من سوريا والعراق ولبنان وليبيا، وربّما في دول وأمكنة أخرى.
إلا أن ذلك كلّه على أهميّته لا يعطي أصحاب الأسئلة المستعجلة أية إشارات صالحة لتشكيل جواب، أو مشروع جواب مقنع. فالعاصفة اليمنيّة في بداياتها. والمواجهات في العراق انضمّ إليها الائتلاف الدولي "جواً".
اللافت أيضاً في المستجدات السعوديّة اليمنيّة أن التفافاً عربيّاً ودوليّاً، وخصوصاً أوروبيّاً، غير مسبوق في ماضي أزمنة الحروب مع إسرائيل، أو مع الداخل العربي، أحاط السعوديّة، وقائدها الحكيم الشجاع الملك سلمان بن عبد العزيز بالتأييد والدعم، والشدّ على الأيدي، وإعلان الاستعداد للمشاركة والمساهمة في هذه "العاصفة المصيريّة".
حتى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح سارع إلى غسل يديه من الحوثيين... الذين كان يراهن عليهم وعلى "مرجعيّتهم" ليستعيد مُلكاً تنعّم به وبخيراته ثلث قرن.
لا بدّ من الانتظار بعض الوقت لجلاء مهمة "عاصفة الحزم" والنتائج والتداعيات.

  • شارك الخبر