hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بيان للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في "يوم المرأة"

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 19:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بيانا مشتركا لمناسبة "اليوم العالمي للمرأة" جاء فيه: "سيحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة يوم الأحد المقبل، وتغتنم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هذه الفرصة للدعوة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل مساعدة وحماية النساء والفتيات اللواتي أصبحن عرضة لأشكال متعددة من العنف من جراء النزاع الدائر في سوريا، وأصبحن في حاجة ماسة إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

وتضطلع النساء بدور حاسم في مساعدة أُسرهن ومجتمعاتهن على مواصلة الحياة على الرغم من الأهوال والشدائد المتواصلة الناجمة عن النزاع الذي دخل عامه الخامس. وتستحق أولئك النساء بالتالي، من المساعدة والدعم والتشجيع، قدرا أكبر بكثير مما يُقدم لهن في الوقت الحاضر.

ويسعنا رؤية أمثلة كثيرة على قدرة النساء على الصمود أثناء الأزمات في جميع الأماكن التي لجأ إليها أو لاذ بها الناس الفارون من المناطق التي يعصف بها القتال. فنرى في مركز إيواء مؤقت للاجئين في كترمايا بلبنان، على سبيل المثال، فتاة اسمها نجمة تبلغ من العمر 14 عاما وتعلم مجموعة من الأطفال المفعمين بالنشاط والحيوية القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم. وتقوم هذه الشابة الصامدة، التي جاءت من ضواحي دمشق، بإعطاء تلك الدروس في الهواء الطلق باعتبارها وسيلة بسيطة بيد أنها مفيدة لتسلية أولئك الأطفال الذين أمضى بعضهم حتى الآن نصف عمرهم وهم يفرون من أهوال الحرب. وبينت نجمة السبب الذي جعلها تبادر إلى إعطاء تلك الدروس قائلة: "أرجو أن يساعدهم التعليم على نسيان الهموم والأحزان التي تنتابهم بسبب فقدانهم لأحبائهم".

ونرى في مكان آخر يبعد عن لبنان عدة مئات من الكيلومترات اما لأربعة أطفال اسمها خديجة تبلغ من العمر 44 عاما، نراها تكافح من أجل إعالة أفراد أُسرتها بعدما لجأوا جميعا إلى أربيل بالعراق حيث يعيش ما يزيد على 80000 لاجئ سوري كيفما استطاعوا، وأينما وجدوا مكانا يؤويهم، إذ يتخذون من مواقف للسيارات ومباني لم يكتمل بناؤها ومساكن عشوائية وشققا صغيرة بيوتا ومساكن لهم. وقالت خديجة، وهي أرملة تعمل من حين لآخر في وظائف مؤقتة من أجل إعالة أفراد أُسرتها، عندما سُئلت عن ظروفهم المعيشية: "نستطيع البقاء على قيد الحياة بفضل جيراننا العراقيين الذين يقدمون لنا ما نقتات به مرتين أو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. ولكن هذا لا يكفي. ولا بد لي أن أجد في كل يوم طريقة لتمكين أطفالي من البقاء على قيد الحياة".

ويبين هذان المثالان كيف تتغلب النساء على المصاعب الشديدة للغاية الناجمة عن النزاع الذي يعصف بسورية منذ أربع سنوات، وقد أسفر حتى الآن عن نزوح زهاء 8 ملايين نسمة من السكان من مناطقهم إلى مناطق أخرى في البلاد وعن لجوء زهاء 4 ملايين نسمة من السكان إلى البلدان المجاورة بحثا عن ملاذ آمن (لجأ معظمهم إلى العراق والأردن ولبنان وتركيا). ويضم أولئك النازحون واللاجئون زهاء 4 ملايين امرأة وفتاة بات الكثير منهن في الوقت الحاضر ربات الأُسر أو المعيلات لأُسرهن بعد فقدان الأزواج أو الآباء الأبناء أو فقدان كل هؤلاء في آن معا.

ولا تُتاح لأولئك النساء والفتيات في الوقت ذاته سوى فرص محدودة للغاية للحصول على الرعاية الصحية الملائمة على الرغم من المخاطر الصحية المحدقة بهن وبأفراد أُسرهن من جراء الظروف المعيشية الناجمة عن النزوح واللجوء. وتكون النساء في الكثير من الأحيان مع ذلك عِماد وركيزة صمود الأُسرة والمجتمع، إذ يعملن على المحافظة على صحة أفراد أسرهن وعلى إطعامهم وصون سلامتهم.

ويبين رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تاداتيرو كونوي أهمية دور النساء قائلا: تضطلع النساء بدور حاسم في بعث الأمل وضمان تمكين أفراد أُسرهن من مواصلة التغلب على الشدائد والمحن في أشد الحالات وأكثرها عُسرا. ويجب علينا أن نأخذ الشدائد والمحن التي تعاني منها النساء بعين الاعتبار وأن نضمن مساعدتهن بكل الوسائل الضرورية.

وتضم أصناف المساعدة الضرورية التي تحتاج إليها أولئك النساء سُبلَ الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية. ويبين رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد "بيتر ماورير" أهمية هذا الأمر قائلا: "لا تتمثل أسوأ العواقب التي يعود بها النزاع على الصحة في الكثير من الأحيان في عواقبه المباشرة المتمثلة في الجروح والإصابات الناجمة عن العيارات النارية والقنابل، بل في عواقبه غير المباشرة المتمثلة في الأمراض والعلل الناجمة عن النزوح وتلوث المياه وسوء التغذية واضطراب عملية تقديم خدمات الرعاية الصحية. وتعاني النساء والأطفال، في ظل الكفاح اليومي المتواصل من أجل العيش على الكفاف والبقاء على قيد الحياة، من انعدام التناسب أو التكافؤ بين احتياجاتهن الصحية الهائلة وما يُبذل من جهود لتلبيتها، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم تلبية تلك الاحتياجات إلا في حالات نادرة".

فعلى سبيل المثال، يوجد بين الناس الذين هجروا بيوتهم وفروا من مناطقهم بسبب النزاع، والذين بلغ عددهم 12 مليون نسمة، زهاء 500000 امرأة من النساء الحوامل اللواتي أصبحن عُرضة لمخاطر سوء التغذية ومخاطر الافتقار إلى سُبل الحصول على الرعاية الصحية الملائمة فيما يخص الولادة والتوليد، ومخاطر ناجمة عن عوامل أخرى.

وتدعو الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أيضا كافة أطراف النزاع إلى احترام وحماية موظفي ومتطوعي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر أو للهلال الأحمر وموظفي ومتطوعي سائر المنظمات الإنسانية الذين يوجد بينهم الكثير من النساء. فقد قُتل منذ اندلاع النزاع في سورية 40 متطوعا من متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري وسبعة متطوعين من متطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومنهم ثلاث نساء.

وتضطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعملياتهما الإنسانية في المنطقة بالتعاون مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في البلدان المتضررة من أجل تقديم مجموعة كبيرة من أصناف وأشكال الدعم والمساعدة التي تضم على سبيل المثال لا الحصر توزيع المواد الغذائية والبطاقات الخاصة بالمساعدات النقدية اللازمة لشراء الأطعمة والمؤن الغذائية، وتقديم الإسعافات الأولية والاضطلاع بعمليات النقل الطبية العاجلة وتوفير الرعاية الصحية، ودعم المشاريع المدرة للدخل التي تساعد الناس على إعالة أنفسهم وعائلاتهم من جديد.

ويستطيع الكثير من الرجال والنساء تعزيز قدرتهم على تدبير أمور معيشتهم وشؤون حياتهم عندما تُوفر لهم أصناف المساعدة والدعم والحماية اللازمة. وتضم الأمثلة التي تؤكد هذا الأمر المثال الخاص بربة أُسرة اسمها صِبا فرت من مناطق القتال في شمال سورية ولجأت إلى تركيا. وتبين السيدة صِبا تجربتها قائلة: "لقد كان سعيي إلى مساعدة أُسرتي أمرا لا بد منه، فتعلمت اللغة التركية طوال سبعة أشهر بدأت أعمل بعدها في شركة للاتصالات، ثم عملت مترجمة في مستشفى.

تتعهد الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالسعي، عند اندلاع أية أزمة، إلى تعزيز قدرة النساء على تلبية احتياجاتهن بأنفسهن، وبإعطاء الأولوية لحماية النساء والفتيات المستضعفات في مختلف البلدان والمجتمعات في جميع أرجاء العالم".  

  • شارك الخبر