hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

عريجي من مدرسة البزنسون في بعبدا: للشباب دور في إحياء وإغناء الإرث التراثي

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٥ - 13:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ناقش طلاب الصف الثالث الثانوي في مدرسة راهبات المحبة البزنسون في بعبدا إحياء التراث اللبناني مع وزير الثقافة ريمون عريجي في مسرح المدرسة.

وشدد عريجي على مسؤولية ثنائية الأبعاد: مسؤولية الدولة اللبنانية في الحفاظ على المباني التراثية من جهة ومسؤولية الشباب في دعم المهرجانات اللبنانية والمساهمة في الجمعيات الأهلية المختصة من جهة ثانية"، معلنا "مبادرة وزارة الثقافة بإنشاء متحف تراثي في مطار بيروت وإدخال الزجل اللبناني مؤخرافي لائحة التراث غير المادي، في الأونيسكو وهي عملية استغرقت ست سنوات".

في مستهل اللقاء، أبرزت الأخت الرئيسة ماري راشد بكلمتها الترحيبية "وجه لبنان بتناقضاته: وجه الحرب والعنف والقتل ووجه الثقافة والحرية والجمال"، مشيرة إلى "صعوبات الحفاظ على التاريخ والتراث والثقافة في ظل الأزمات التي تواجهها البلاد".

وقد أنهت كلمتها بسؤال فتح آفاق التفكير: "ماذا يبقى منا إذا نسينا تاريخنا؟".

وبعد تقديم التلميذة ماري - جو الهاشم أغنية "يا لبنان دخل ترابك" التي تحمل معان وطنية كثيرة للسيدة صباح، كانت كلمة للوزير عريجي شرح فيها مصطلح "التراث الثقافي" الذي جرى تداوله اعتبارا من أوائل النصف الثاني للقرن العشرين ليتطور بعدها فيشمل الجوانب غير الملموسة من هذا التراث كالممارسات الاجتماعية والمعارف والمهارات التقليدية التي تنتقل بين جيل وجيل.

وتطرق عريجي إلى "الجوانب المادية وغير المادية للتراث مفصلا تدابير الحفاظ عليه فقد أولت الدول ولا سيما الأوروبية منها، المعالم والمواقع الأثرية والأبنية التاريخية إهتماما كبيرا نظرا لما ترمز إليه من عظمة ومن إبداعات الحضارات التي بنتها، فسنت على الصعيد الوطني قوانين وانظمة للحفاظ عليها كما انشأت الإدارات والمؤسسات التي تعنى بها. أما على الصعيد الدولي فقد أقرت منظمة الأونيسكو وغيرها من المنظمات الدولية العديد من الصكوك الدولية الملزمة بهدف حماية التراث في أوقات الحرب أو في أوقات السلم".

وقد تخلل اللقاء مداخلات من طلاب الصف الثالث الثانوي كان ابرزها طرح مشكلة تدمير التراث في بيروت. فقال عريجي، ردا على أسئلة الطلاب، "إن واجب الدولة اللبنانية كان وضع برنامجٍ بعد الحرب لتحديد مرادها: "إما الحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت إما تدميرها لبناء مدينة حديثة. وأدركت الدولة أهمية الأبنية التراثية لقلتها وحاولت الحفاظ عليها، ولكن بعد فوات الأوان، عبر منع أي شخص يملك بناء في بيروت من هدمه لاستبداله ببناء عصري، وذلك من دون أي تعويض، ويعتبر هذا التصرف غير عادل إذ أن حماية التراث لا تقع فقط على عاتق هؤلاء الأشخاص".

إلى ذلك، عرض عريجي وضع التراث الثقافي غير المادي قبل إنشاء وزارة الثقافة وبعد إنشائها فقد أوضح أن "الوزارة قامت بعملية توثيق بصري وسمعي من خلال تصوير افلام وثائقية عن معظم الحرف التقليدية المنتشرة في المناطق اللبنانية كافة ملخصا الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وتأمين ديمومته واستمراريته ومن أبرز هذه الإجراءات:

- تدابير تشريعية وتنظيمية: من خلال وضع النصوص القانونية المناسبة والضرورية للحفاظ على هذا التراث وحمايته، واستحداث الأجهزة الإدارية وتوظيف العنصر البشري المتخصص لإدارته.

- تدابير مالية لتأمين التمويل اللازم لإستكمال عمليات توثيق وتسجيل عناصر هذا التراث.

- تدابير عملية وميدانية منها: متابعة العمل على توثيق ودراسة العناصر الأخرى من التراث الثقافي غير المادي.
- لحظ التراث الثقافي بشكل عام وغير المادي بشكل خاص في المناهج التربوية المدرسية، والتأكيد على اهميته كعنصر من عناصر الهوية اللبنانية.
-تعزيز التعاون بين الهيئات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، الأفراد والجماعات والمجموعات الحاملة والمبدعة لهذا التراث".

وقد اختتم اللقاء بطاولة مستديرة مع السيدة هدى قصابلي، المهندسة المعمارية والمسؤولة عن تمويل قسم الهندسة المعمارية في جامعة القديس يوسف، التي لفتت الأنظار الى تعلقها بقضية الأبينة التراثية مطلعة الطلاب على حقيقة البيوت القديمة في لبنان واهتمامها بها وبمشاريع الحفاظ عليها.

كما كانت كلمة للعميد حلو الحائز على الدكتوراه في الصيدلة من جامعة القديس يوسف الذي ركز بدوره على أهمية الأماكن الأثرية الخالدة التي تشكل غنى للبنان إضافة إلى التنوع الطائفي فيه عائدا إلى تاريخ تأسيس الدولة اللبنانية الأولى.  

  • شارك الخبر