hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في المركز الكاثوليكي تضامنا مع الكنيسة القبطية المصرية

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 16:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقدت ظهر اليوم ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، ولقاء تضامني مع الكنيسة القبطية المصرية، تحت عنوان: "مسلمون ومسيحيون معا في مواجهة التطرف". شارك في الندوة رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، ممثل دار الفتوى القاضي الشرعي الشيخ خلدون عريمط، ورئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان الأب رويس الأورشليمي، وحضرها أمين عام جميعة الكتاب المقدس الدكتور ميشال باسوس، الشيخ سعد فوزي حماده، وعن الرابطة المارونية العميد بردليان طربيه، ولفيف من الطائفة القبطية، وعدد من المهتمين.

بداية، تحدث أبو كسم فقال: "بالأمس كانت نكبة الموصل وتهجير المسيحيين من سهل نينوى، واليوم جاء دور الحسكة، بعد أن تم في الاسبوع الماضي إعدام 21 قبطيا ذبحا، لا ذنب لهم سوى انهم مسيحيون".
وتساءل: "إلى متى سيبقى العالم يتفرج على مأساة العنف والقتل والحروب والتهجير والخطف والتنكيل؟".
وقال: "حروب لا هدف لها سوى تهجير المسيحيين من هذا الشرق، وكل ما يقال عكس ذلك يبقى غير صحيح، إلى أن يتوقف هذا النزف الذي نعتبره وصمة عار على جبين كل من يدعون المحافظة على حقوق الانسان وحماية هذه الحقوق."

أضاف: "نحن نؤمن ان الخير يغلب الشر ومهما طال الزمن، فلغة الحوار هي السبيل الوحيد الذي يقربنا من الآخر، ومن الله أيضا".
ورأى "أن هذه الأحداث الدموية الأليمة، وأعمال الخطف والتنكيل سوف تعود بالخير على الكنيسة، وبقدر ما هي نتيجة اعمال اجرامية متطرفة، فهي في الوقت عينه ستشكل مروحة للإعتدال الاسلامي المسيحي في المنطقة".

ثم كانت كلمة المطران مطر فقال: "إننا اليوم كلنا أقباط وكلنا أشوريون وكلنا كلدان وسريان مسيحيين كنا أم مسلمين. هذا كان موقف مصر الدولة مما جرى من مأساة تتعلق ب 21 قبطيا عاملين في ليبيا لا علاقة لهم بأي حرب وأية مواجهة يأكلون خبزهم بعرق جبينهم، والقرآن يقول "من قتل نفسا بغير نفس فكأن قتل الناس جميعا"، إنما هذا حدث وكان مأساة ضريبة، إنما نلحظ أن هذه المأساة تحولت إلى نعمة وقوة وقد قرر رئيس مصر السيسي أن يبني كنيسة على اسم هؤلاء الشهداء من مال الدولة ليقول عن التضامن بين أبناء مصر الأحبة".

تابع: "في الحقيقة نحن أمام هذه المأساة قلقون لا على مصير المسيحيين وحدهم بل على مصير المنطقة بأسرها، على مصير الحضارة الاسلامية المسيحية التي بنيناها معا عبر التاريخ، على صورة الإسلام التي يشوهها بعض هؤلاء الذين لا علاقة لهم أو قطعوا كل علاقة لهم مع الإسلام".

وقال مطر: "إن المسلمين رفعوا الصوت وقالوا بالإعتدال وقالوا إننا جميعا نواجهه تطرفا غير مقبول، أكان مسيحيا أو مسلما او اسرائيليا أم كل انواع التطرف، إذ إن التطرف ليس لدين واحد، التطرف النازي كان تطرفا لا أخلاقيا ولا انسانيا أيضا وقد جرى من قبل ناس معمدين خرجوا عن دينهم. لذلك نحن مع الإعتدال في العالم وكل التطرف من كل الأديان، ولكننا عندما ننظر إلى الشرق الأوسط نقول هناك موقف يجب أن نقفه جميعا في مواجهة هذا التطرف الكلام لا يكفي، وبكل صراحة نقول هناك مسؤولية على الدول بمقدار ما هي هذه الدول معبرة عن الشعوب ومسؤولة عنها. الشعوب تستنكر، تتظاهر ولكن من عنده اليد الطائلة؟".

أضاف: "المجمتع الدولي لم يأخذ قرارا بمستوى الأحداث يدافع عن الأكراد لأن له مصالح معهم، ولا يدافع عن المسيحيين لأنه لا يحمل سلاح، لأنه نكرة لأن لا قيمة له، لأننا أقلية".

أما عريمط فقال: "نحن معكم من لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي نتضامن مع كل الضحايا سواء كانوا مسلمين او مسيحين، فالذي يسقط الآن ومنذ بضع سنوات هو الانسان والذي يدفع الثمن هو المواطن الباحث عن لقمة عيشه".

أضاف: "عندما نتضامن مع إخواننا المصريين الذين كانوا ضحايا الجهل والتطرف، وضحايا الفهم الخاطئ لدور المسلمين ورسالتهم في تعاملهم مع انفسهم، ومع ابناء وطنهم وامتهم، إنما نتضامن سويا مع الفهم الصحيح لرسالة المسيح عليه الصلاة والسلام، ومع دعوة محمد علية الصلاة والسلام التي دعا فيها الى عبادة الله الواحد الاحد وتكريم الإنسان كل الإنسان، وحقه في اختيار العبادة وطريقة العيش، والخلاف او الإختلاف بين أتباع الديانات إنما هو أمر مشروع يترك فيه الأمر لله سبحانه وتعالى فهو من يحاسب ويقرر، ويدخل من يشاء في نعيمه، ويخرج من يشاء من جنته".

وتساءل: "لمصلحة من اختطاف المطرانيين في سوريا؟ ولمصلحة من هدم الكنائس والمساجد والمزارات، وذبح الأسرى والمعتقلين، واغتيال العلماء وتهجير وقتل مكون اساسي من مكونات الأمة من مسيحيي فلسطين وسوريا والعراق واخيرا أقباط مصر الذي أوصى بهم نبي الاسلام محمد علية الصلاة والسلام؟".

وقال: "حركات التطرف والغلو التي تدعي الإسلام لا علاقة للإسلام والمسلمين بما تفعله وتمارسه، لأنه حكما يتناقض تماما مع عقيدة المسلمين التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام".

وختم عريمط: "من لبنان الذي عانى كثيرا من الحروب العبثية ومن هذا الموقع، نرفع الصوت عاليا متضامنين مع مصر قيادة وحكومة وشعبا وجيشا بمواجهة الإرهاب والتطرف والغلو".

واختتمت الندوة مع الأب الأورشليمي الذي قال: "لقد أظهر المتطرفون وجها بشعا أضيف إلى وجوههم البشعة إن كان وراء قناع أو بدون قناع لقد كشفوا عن وجه شيطاني تجسد في أعمالهم الشريرة من ذبح وحرق ورمي جثامين في البحر. لقد أثبتوا ولاءهم لإبليس وبراءة الأديان منهم لأن إبليس قتالا للناس منذ البدء فإن إنتماءهم الأول لإبليس والثاني لمسخريهم من الدول المستغلة لهذا الجهل والعمى الإنساني".

وتابع: "إننا ندين هذه الأعمال الوحشية التي لا تمت للإنسانية بصلة لأن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وميزه بالعقل والحكمة عن باقي المخلوقات. وندين أيضا المجتمع الدولي الذي يتعامل بمعايير مختلفة للمشكلة الواحدة فنجده يبيح التدخل في دول ترفض التدخل ويرفض التدخل في دول تطلب التدخل".

أضاف: "يلقون الأسلحة للمسلحين ويرفضون تسليح الجيوش يتكلمون عن حقوق الإنسان ويتغاضون عما تفعله اسرائيل من خرق لهذه الحقوق".

وختم: "لذلك، لا يمكن أن نقاوم هذه الآفة إلا من خلال وقوفنا خلف جيوشنا متوحدين وداعمين، وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية تشكر وتفتخر بالجيش المصري البطل والجيش اللبناني البطل والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وترفع الصلاة لفك أسر الجنود المخطوفين اللبنانيين وأن يختار الرب رئيسا للبنان يكون درعا لكل اللبنانيين".
 

  • شارك الخبر