hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

خطابان... لحوار واحد

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بالتأكيد، الإنجاز المرئي الوحيد في خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى "القادة الشهداء" كان التزام جمهور مطلقي الرصاص بمناشدات "السيد" وقيادات "حزب الله". أخيراً تمكّن نصرالله من إقناعهم بأن قتل الآخر وإرعابه ابتهاجاً هو أمرٌ محرّم بكافة المقاييس، وأن البالونات تفي بالغرض وأكثر. "إنجاز" فعلي يسجَّل للسيد حسن، لكن ماذا عن مناشدته من يجلس معهم إلى طاولة الحوار كي يذهبوا معه للقتال في سوريا؟
في زمن غير زمن الحوار، كان يمكن خطاب من هذا العيار الثقيل، أن يعيد فريق 14 آذار إلى الشارع ويلهب المنابر ويطلق الحناجر المكبوتة ويرفع المتاريس مجدداً بين المحورين. تحدّث الرئيس سعد الحريري أولاً ثم تلاه بيومين السيد نصرالله.
مادتان قابلتان للإشتعال الفوري، لكن زمن المعارك الداخلية قد ولّى. فالطرفان على الرغم من رفعهما السقف عالياً، أبقيا على خيار التمسّك بالحوار واستثمار فوائده ليس فقط في نزع الصور والشعارات واللافتات الحزبية، ومعالجة أزمات الإحتقان في الشارع وفي الحكومة ومجلس النواب ومواكبة الخطط الأمنية في المناطق، بل أيضاً في العديد من الملفات الخلافية منها، وفق المعلومات، الإحتمالات الممكنة لمواجهة مسألة الشغور الأمني الزاحف إلى العديد من المؤسسات. هكذا مثلاً مرّ التمديد لأمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير على السكت، وسيليه في مرحلة قريبة التمديد المحتمل لمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص.
الجلسة الحوارية السادسة بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، سيليها جلسات أخرى إضافية لا شيء يدلّ على أنها ستتوقّف إلا حين يأتي آوان الكلام جدياً وفوق الطاولة في رئاسة الجمهورية وشكل الحكومة الجديدة والتوافق السياسي على قانون الإنتخابات، بمعنى آخر حين يقرّر الطرفان استثمار أرضية التفاهمات الموضعية التي توصلا إليها في التسوية المرتقبة.
في الوقت الراهن ستاتكيو الإستيعاب المتبادل من جانب الطرفين هو سمة المرحلة. كثير من الإصرار على عدم قطع حبل الحوار، حتى لو ذهب السيد حسن نصرالله بنفسه إلى سوريا والعراق للقتال، أو حتى لو صار الرئيس الحريري الممثّل الرسمي الوحيد للملك السعودي الجديد وسياسة المملكة في لبنان.
في المقابل، من أجرى مقارنة سريعة بين خطابي "البيال" و"مجمّع سيد الشهداء" تيقّن حجم الفوارق السياسية في الخيارات الإستراتجية التي تباعد بين الطرفين. سعد الحريري قال للسيد حسن نصرالله تقريباً ما فحواه "لا تتدخّل في ما لا يعنيك في سوريا والعراق والبحرين واليمن". وأمين عام "حزب الله" يدعوه "إلى الذهاب معي للقتال ليس في سوريا فقط بل في العراق".
سعد الحريري يرفض تقديم أي حقوق للحزب تتقدّم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وحسن نصرالله يقدّم الحزب كلاعب أساسي منفرد في المنطقة (بمعزل عن خيار الدولة)، كي يبقى لبنان حاضراً في المعادلة حين يُبتّ مصيره. الجانبان متيقّنان لدقة وخطورة هذا التباعد، لكن ضبط النفس مستمر. بعد خطاب "البيال" لم تتحرّك ماكينة 8 آذار للردّ. بعد خطاب "مجمّع سيد الشهاء" ساد الصمت مع بعض "النتعات" التي بقيت تحت السقف...
 

  • شارك الخبر