hit counter script

أخبار محليّة

اليازجي: عسى ان تكون فترة الصيام قيامة في بلادنا ومجتمعاتنا

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٥ - 13:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا اليازجي، قداس الاحد في كنيسة رقاد السيدة العذراء في دير سيدة البلمند البطريركي، بمعاونة المطران غريغوريوس الخوري ولفيف من الكهنة والشمامسة، في حضور الوزير السابق رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ونائبه الدكتور ميشال نجار وافراد الاسرة البلمندية، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، الرئيس السابق لجمعية المصارف المهندس عبدالله الزاخم، رئيس بلدية اميون غسان كرم، العضو المؤسس في اللقاء الارثوذكسي رجا بدران، قضاة وشخصيات وحشد من المؤمنين، وخدمت جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي القداس.

بعد الانجيل المقدس، القى اليازجي عظة قال فيها: "هذا الاحد هو احد الفريسي والعشار. وقد اراد اباء الكنيسة القديسون قبل بدء الصيام الاربعيني المقدس ان نهيئ انفسنا للصوم قبل اربعة اسابيع. ونحن نتكلم كثيرا عن الصيام ومعناه وفوائده، وقد ورد الحديث عنه في الكتاب المقدس القديم والجديد. لكن اريد اليوم بشكل بسيط او عائلي ان نتأمل مع بعضنا البعض في هذا الاحد، احد الفريسي والعشار. وكما اراد الاباء القديسون في ذلك كله ان يقودنا في مسيرة نحو الفصح المجيد" .

واشار الى ان "احدى التراتيل التي قمنا بترتيلها اليوم للمرة الاولى في بدء التحضير للصوم - افتح لي ابواب التوبة يا واهب الحياة - فذلك لان روحي تتوق لهيكل قدسك، وفيه نعبر عن هذا الشوق لهيكل قدس الرب. وفي الكتاب التريودي القطعة الاولى التي نرتلها تذكرنا ونحن ندخل الى الصيام المبارك، بان من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع. اي ان نتضع ولا نتكبر ونتباهى بالصلاة والصوم مثل الفريسي، بل ان نكون مثل العشار الذي يحني راسه الى الارض ويقول اللهم ارحمني انا الخاطئ. هذا كله حتى ندرك المعاني العظيمة للصوم، وكل هذه الاحاد التي تسبق الصوم، من احد الفريسي والعشار، واحد الابن الشاطر، واحد مرفع اللحم، واحد مرفع الجبن والتراتيل والرسائل كلها تشدنا حتى نعي اكثر ما هو المعنى الحقيقي للصوم، ونسير هذه المسيرة نحو الرب يسوع" .

وراى ان "هناك من يعتبر ان الصوم هو الذهاب الى الكنيسة والصلاة والصوم، لا ايها الاحبة، الصوم يحتاج الى رجال ومن هو رجل يصوم. الصوم معانيه كثيرة، الصوم يعني الفضيلة هو مباركة المسيح، هو العطاء والاحسان مساعدة الفقير، ان تنكر نفسك لكي تتطهر وتتقدس وغير ذلك. ومن يصوم هو رجل بالمسيح يسوع وكلنا نريد ان نكون رجالا له، بالنمو بالفضيلة بالقداسة بالنعمة بالحكمة بفعل الخير بالاهتمام بالانسان الاخر بالمساعدة. والصيام يتكامل بالجسد والروح ولا امر يغني عن امر اخر، ولا يكفي ان اصوم واصلي ولا اقوم باعمال الرحمة والمحبة، ولا يكفي ان اذهب للكنيسة واصلي دون ان اصوم، ولا ان اصوم دون ان اصلي، فكل ذلك يتكامل مع بعضه البعض في مسيرة لنعبر عن شوقنا الى السيد الذي نحبه، والذي نريد ان نحيا بموجب وصاياه وليس اي وصايا اخرى، وبالتالي يجب ان نقدم كل ذاتنا للمسيح بالجسد والروح والنفس وبكل احاسيسنا ومشاعرنا، جسدا فكرا وعقلا وروحا وذاتا لنسير هذه المسيرة القائمة على اننا عشاق لهذا السيد الذي نريد ان نكون رجالا له. فننمو مثل الطفل يسوع بالمحبة والنعمة والايمان، الى ان يصبح هذا الطفل فينا رجلا على قامة وهامة المسيح، وهكذا نكون كما نريد شهودا للسيد المسيح ونسير هذه المسيرة القيامية".

واعلن ان "الاباء في الدير سيقيمون الصلوات طوال فترة الصوم في الدير".
وردد ما قاله الرسول بولس لتلميذه تيموثاووس " يا ولدي تيموثاووس، انت قد تبعت تعليمي، وسيرتي وقصدي وايماني واناتي ومحبتي وصبري واضطهاداتي والامي مثل ما اصابني في انطاكيا وايقونية ولسترة. اية اضطهادات احتملت، ومن الجميع انقذني الرب. اما انت اثبت على ما تعلمت وايقنت، عارفا ممن تعلمت. وانت منذ الطفولة تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع".

وختم اليازجي: "عسى ان تكون فترة الصيام لنا جميعا بالفعل مسيرة قيامية، ونصبح رجالا في بيوتنا وفي مجتمعاتنا، رجالا على قامة المسيح الذي نريد ان نشهد له في حياتنا على هذه الارض، وتكون قيامة في بلادنا ومجتمعاتنا وقيامة للجميع".
 

  • شارك الخبر