hit counter script

خاص - ملاك عقيل

كازينو المنكوبين

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين صدور قرار صرف 191 موظفاً من كازينو لبنان يوم الثلاثاء الماضي، وتاريخ انتهاء المهلة الرسمية لآخر يوم "دوام" في الكازينو مساء الجمعة، عاش المنكوبون أياماً عصيبة. بعضهم حوّل سيارته في المرآب إلى سرير للنوم، والبعض الآخر لم يفارق ساحة المواجهة مع قرار رآه البعض جائراً لأنه ساوى بين من يقبض معاشه ولم يتوجّه في حياته إلى الكازينو، وبين من كان يداوم ويُنتج.
في المحصّلة، مع مرور الوقت صغر حجر الآمال كثيراً. بدأ التحرّك بوقوف سياسيين أمام الموظفين المصروفين ونادوا لهم بحقوقهم المسلوبة، ثم تراجعوا تدريجاً إلى الخطوط الخلفية. منذ البداية بدا أن ثمّة قراراً سياسياً بتغطية الصرف الجماعي، وقد ناقشه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مطوّلاً مع العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري وبعض الفعاليات السياسية المعنية، لكن العدد الكبير للمصروفين دفع "المغطّين" إلى رفع الغطاء مجدداً.
لكن على هامش هذا المشهد ثمّة مفارقة عجيبة. يجدر التسليم بداية بأن ثمّة المئات ممّن ارتوت جيوبهم بمئات آلاف الدولارات على مدى أعوام من خزينة الكازينو، ومن دون أن يكونوا قد مرّوا حتّى من أمامه. هؤلاء كانوا وديعة السياسيين، تضاف إليهم فئة شكّل الكازينو بالنسبة إليها مصدر عيش فقط لمجرد تأمين دوام فيه من دون أي إنتاجية.
لكن من يلوم هؤلاء؟ سيصعب أن تلتقي بأي إنسان يرفض أن يدخل إلى جيبه معاشاً "دسماً" من دون عمل، خصوصاً في ظل سلطة عاجزة كما في لبنان. جلّ ما يحصل اليوم أن السياسيين أنفسهم الذي فتحوا باب التوظيف التنفيعي والعشوائي والطائفي والخدماتي همّ أنفسهم من سحب يده من دكانة فتحوها عن سابق تصوّر وتصميم.
أكثر من ذلك، ها هو الإصلاح يشقّ طريقه لكن بالمقلوب. في الكازينو تفوح روائح الصفقات والتنفيعات والهدر وإغراق الجيوب بالعملة الخضراء منذ سنوات عديدة، لكن الضحية الأولى كان المرتشي وليس الراشي!! الإصلاح من تحت وليس من فوق في الكازينو يشبه تماماً الإصلاح على مستوى الجبنة واللبنة والمقانق واللحمة، فيما أصحاب الأيادي السوداء يُمعنون في ثقافة الفساد. تقفل مطعماً يبيع لحمة منتهية الصلاحية، ولا تعتقل الرأس المدبّر لإدخالها عبر مرفأ بيروت. في الكازينو الأمر نفسه. تعاقب موظفاً لم يُمنح عملاً ليقوم به، وتتغاضى عن السياسي الذي أدخله وقال له "إشرب القهوة فقط... وإذا بدّك خليك ببيتك وارتاح". يطير الموظف العاطل عن الحركة، ويبقى رئيسه الأعلى منه المتخصّص في شؤون البطالة!!
وماذا عن مجلس إدارة كازينو لبنان؟ هنا الطامة الكبرى. بعض من في الكازينو يطلق عليه مواصفات وردت في الأسباب الموجبة لطرد الـ 191 موظفاً "عدم الحضور، غير منضبط، وغير منتج!"... أما الصفة الرابعة فهي "غير صالح"!

  • شارك الخبر