hit counter script

أخبار محليّة

داعش يهدد بتحرير "ولاية" لبنان

الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 07:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إذا صح البيان الذي نسب إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من ان «وزارة الحرب في التنظيم تعتبر ان الأوضاع في لبنان أصبحت جاهزة لتحرير ولاية لبنان ممّا وصفته «بالاستعباد الصفوي» في إشارة إلى حزب الله، فإن مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية أصبحت حدثاً يومياً، على امتداد الحدود اللبنانية - السورية، منذ ليل الجمعة - السبت الماضيين، استمراراً إلى يوم أمس، حيث تستمر عمليات التمشيط وإطلاق النار ونصب الكمائن، من جرود عرسال إلى الجرود المتاخمة لرأس بعلبك وبريتال.

ومن المؤكد ان هذه التطورات العسكرية حضرت على طاولة الجلسة الرابعة من الحوار الدائر منذ نهاية السنة الماضية، في عين التينة، بين الفريقين من تيّار «المستقبل» و«حزب الله» على المستوى نفسه، وبرعاية مباشرة من رئيس المجلس ممثلاً بوزير المال علي حسن خليل.

وكشفت مصادر مطلعة على أجواء الحوارات لـ"اللواء"، ان التطورات في جرود عرسال ورأس بعلبك حضرت من جانبين:

الاول: يتعلق بالتأكيد على دعم الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب وحماية لبنان من أية محاولات لاختراقه.

والثاني: يتعلق باختيار الوقت المناسب، أو ساعة الصفر لوضع الخطة الأمنية للبقاع الشمالي موضع التنفيذ.

وأشارت المصادر إلى انه لم يجر التطرق للوضع المستجد بين حزب الله وإسرائيل بعد اعتداء القنيطرة قبل أكثر من أسبوع، مشيرة إلى ان هذا الموضوع، وإن كان على اتصال بالاستقرار الداخلي، الا انه ليس بنداً على جدول الأعمال.

وتناول الطرفان جدوى جلسات الحوار لجهة مساهمتها المباشرة في تنفيس أجواء الاحتقان، في ضوء التطورات الأمنية المتسارعة، سواء المتعلقة بملاحقة المجموعات المتطرفة والارهابية، أو الاعتداءات الإسرائيلية أو المواجهات الجارية في جبهة الجرود الشرقية مع تنظيمي «داعش» و«النصرة».

وعلى الرغم من البيان المقتضب الذي صدر كالعادة بعد الاجتماع، فإن الجلسة الرابعة التي استغرقت ما يزيد عن ثلاث ساعات، من السادسة ولغاية التاسعة والنصف مساءً، قاربت التطورات الجارية بمسؤولية من زاوية ان الوضع الداخلي لا يحتمل أية ارتجاجات تؤثر على الاستقرار العام، من دون التوقف عند المواقف التي صدرت في اليومين الماضيين، باعتبارها تدخل ضمن دائرة الخلاف السياسي، ولا تأثير لها على الأهداف المعلنة من الحوار.

ولم تشأ المصادر نفي أو تأكيد ان البحث تطرق إلى ضرورة عدم إقحام لبنان في صراعات كبيرة في هذه المرحلة، وفق ما سبقت الإشارة إليه، وكذلك المواقف من اعتداء القنيطرة، على الرغم من ارتياح الحزب لبيان مجلس الوزراء الأخير.

علماً ان معلومات كانت ذكرت بأن وزير الداخلية  نهاد المشنوق،  الذي كان ضمن عداد وفد «المستقبل» نقل إلى ممثلي الحزب في الحوار، مضمون الرسالة التي كان السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل قد أبلغها إليه قبل يومين، ومفادها ان اسرائيل سترد رداً قاسياً وموجعاً، في حال نفذ حزب الله تهديده باستهداف المصالح الاسرئيلية، وأن هذا التحذير هو الذي حمل السفارة الأميركية إلى دعوة رعاياها إلى تجنّب السفر إلى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن.

تجدر الإشارة هنا، إلى أن وزير العدل اللواء اشرف ريفي، ردّ، أمس، على كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم والذي استعاد فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة، مشيراً إلى أن «محاولة الحزب إعادة احياء هذه المعادلة التي اسقطها البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية، هي محاولة للتذاكي، والاختباء وراء المؤسسات العسكرية والامنية وتدفيعها ثمن سياسة المغامرات والتبعية للنفوذ الإيراني التي أدّت الى توريط لبنان في الاحداث السورية ولا تزال.

وتوجه ريفي إلى الحزب قائلاً: «يكفي تذاكياً، وهروبا إلى الامام، فالوطن يعيش محنة تتطلب الدعم الكامل للجيش والمؤسسات الأمنية كي تقوم بمهامها في حماية لبنان، اما السلاح غير الشرعي الذي تضعونه في خدمة الأجندة الإقليمية لإيران فهو مرفوض، وهو السبب الأساسي لإضعاف الدولة، وسنواجهه بسلاح الموقف».

اما البيان الختامي للجلسة الرابعة، فقد اكتفى بالقول «ان المجتمعين ثمنوا التطور الايجابي للحوار، وما نتج عنه من اثر لدى الرأي العام، واتفقوا على بعض الخطوات العملية التي تعزز مناخ الاستقرار. وأكّد المجتمعون على الموقف الثابت بدعم الجيش والقوى الأمنية بكل الوسائل في مواجهة الارهاب وحماية لبنان».

ولم يشر البيان إلى طبيعة الخطوات العملية التي تقرر القيام بها لتعزيز مناخ الاستقرار، لكن معلومات لفتت إلى أن المجتمعين استكملوا النقاش في البند الأوّل المتعلق بتنفيس الاحتقان المذهبي على المستويات السياسية والإعلامية، ومناطق الاحتكاك بين الطرفين، وخاضوا في تفاصيل العقبات ومحاولات تأجيج الاحتقان، على ايقاع التطورات العسكرية الاخيرة، ومنها اعتداء القنيطرة واعتداء رأس بعلبك.

  • شارك الخبر