hit counter script

باقلامهم - روبير فرنجية

هل من اعتكاف في السياسة؟

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فضولي الكبير يجعلني في بعض الأحيان أتساءل هل بعض الوجوه السياسية التي خرجت من الحياة البرلمانية والحكومية اعتزلت؟ وما كان سيكون موقفها اليوم من الأحداث الجارية على الساحتين اللبنانية والدولية؟؟
هل في السياسة من اعتكاف أو اعتزال، وبالتالي هل من اعتزال مؤقت؟ هل هو انسحاب أم ابتعاد أو استبعاد نلوّنه بتعابير كثيرة وتوصيفات مختلفة.
ليس كل من خرج من المجلسَين بات منتسباً حكماً إلى "رابطة النواب السابقين" التي توزّع من وقت لآخر بياناً أو موقفاً. ثمّة وجوه برلمانية سابقة لم تلتحق ولم تنتسب، وليست منضوية في هذه الرابطة التي ربما تُنشأ على غرارها رابطة الوزراء السابقين.
لو استعرضنا بضعة أسماء من الماضي السياسي، والتي لا تزال على قيد الحياة غير السياسية، ماذا كانت ستصرّح أو تصرخ حول انتخاب رئيس الجمهورية والحوار المستجدّ بين الأطراف السياسية المتناقضة، ما دام من المؤكد أن كل نائب سابق "خصمه" اللدود "التمديد" على أشكاله وأنواعه وعمره. لو أخذنا بعض النماذج على طريقة التكهّن في سياسة يغلب عليها اليوم طابع التكهنات والإستنتاجات، وتخيّلنا ماذا سيقول حضرة المسؤول السابق؟
النائب السابق غنوة جلول التي لم تنسحب من الحياة "الترشيحية" بسبب "الكهولة" بل لأسباب هي أدرى بها، ليس غامضاً ما ستقوله إن سُئلت عن المحكمة الدولية، وهي التي كانت تردّد تلك الجملة الشهيرة: "نريد ان نعرف من خطّط وتآمر وحرّض ونفّذ..." لكن ماذا كانت ستقول في موضوع سلسلة الرتب والرواتب مثلاً؟
الوزير السابق عصام نعمان ليس اكتشافاً إن حزرنا تضامنه الكامل مع "العامل" المسحوق والمغلوب على أمره في وطن ينقسم بين غالبيتَين سياسيتَين. ماذا كان سيقول حول التقارب القواتي ـ العوني؟؟
النائب السابق صالح الخير الذي كان من روّاد "كرم القلّة" حتى في عز "الحريرية الطرابلسية". هل كان سيتميّز بلكنته "المينياوية" المحبّبة عند نجله النائب "المستقبلي" كاظم الخير، أو كان سيكتفي بذاك الصمت الشهير...
وإلى دير الأحمر بلدة النائب إميل رحمة والنائب السابق طارق حبشي في آن.
ليس لغزاً أن يحتمل ماذا كان سيقول النائب السابق حبشي عن صلاحيات رئيس الجمهورية المنزوعة والمسلوخة والمخلوعة، لكن التساؤل من كان سيحمّل مسؤولية ما يجري في "عرسال"، وهل كان سيقبل بالمقايضة لتحرير أسرى القوى الأمنية؟
ولو كان النائب السابق عبد المجيد الرافعي في صلب الحياة البرلمانية، هل كان سيشارك في اجتماعات نواب طرابلس؟
وهل بقي خروج شادي المولوي من "باب التبانة" ورفاقه لغزاً؟ وإذا كان معروفاً ما سيقوله النائب والوزير السابق الياس سابا بشأن تمويل المحكمة، ماذا كان سيقول في موضوع فضائح سلامة الغذاء؟
إن أردنا الإسترسال أكثر في استعراض أسماء من النواب والوزراء السابقين الذين احتجبوا وخرجوا من صورة الحركة السياسية، لجمعنا الكثير من التساؤلات.
الإصطفافات السياسية "كريهة الرائحة" في بلد منقسم اليوم، كما كانت بيروت في الحرب منقسمة بين شطرَين الغربي و الشرقي.
الوجوه على الساحة ذاتها وعلى الشاشات أيضاً. وقاموس أسماء السياسيين الجدد محدود الصفحات والعناوين. ليس المطلوب استعادة الجيل القديم الذي سئم السياسة بعد اختبارها، بل المطلوب لغة خطابية جديدة لم تتلوّث بهذا الفرز "مع أو ضد". ربما الحاجة الأكبر اليوم إلى وجوه تظهرعلينا فنتحزّر أي موقف ستتخذ، أو أي آراء ستقدّم في بلد باتت لغته السياسية أشبه بمسلسل تخطئ المحطة التلفزيونية في برمجة عرضه، فتبدأ ببثّ الحلقة الأخيرة ثم تعاود عرض الحلقات تباعاً، وصولاً إلى البداية.
 

  • شارك الخبر