hit counter script

خاص - ملاك عقيل

من عبرا إلى رومية: "بلّش الشغل"!

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 08:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبل جلوس تيار "المستقبل" و"حزب الله" وجهاً لوجه لتنفيس جبل الإحتقانات المسؤولين عن تزكيتها بشكل مباشر، كانت معركة عبرا ثم معركة أسواق طرابلس والتبانة.
معركة عبرا كانت في حزيران 2013 في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وجاءت من خارج سياق الأحداث تماماً، مع أن المحفّز الأساسي لها كانت العملية المنظّمة التي تعرّض لها الجيش اللبناني في صيدا.
بعد 24 ساعة من الإشتباكات يحسم الجيش المعركة لصالحه. يهرب الشيخ أحمد الأسير ومعه مطرب "الثورة" فضل شاكر. وكان سهلاً سماع اعتراضات من داخل تيار "المستقبل"، على رأسها النائب بهية الحريري، تطالب ب"الحقيقة" وبتوكيل محامين لجماعة الأسير تقيهم شرّ السجون!
ومضة الحسم هذه لم يقدّر لها أن تستكمل حلقتها إلا على البقعة الطرابلسية بعد نحو أكثر من عام ونصف العام، وضمن مناخات سياسية استلهمت الضوء الأخضر للقرار من خارج الحدود اللبنانية لتعيد الأمرة للدولة في عاصمة الشمال. خطوة واكبتها النوايا بتذويب جبال الجليد بين قطبي الصراع إلى أن جلس المتصارعون فعلاً على طاولة التفاوض الثنائي بمعية الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
بالطبع لم يكن لعملية رومية أن تتمّ من دون توافر الأرضية السياسية المشتركة لاستيعاب ارتداداتها، ولم يكن ممكناً لأي وزير داخلية أن يطرح حتى احتمال القيام بها في المرحلة الماضية. ويبدو أن السياق العام ينبئ بتكثيف الجهود بين الطرفين لتحمّل أعباء أي تطوّرات ليست في الحسبان، بما فيها إمكانية استخدام مخيم عين الحلوة كورقة ضغط يمكن أن تقلب المعادلات الأمنية رأساً على عقب.
فالوزير نهاد المشنوق لا ينفك يحذّر من أشهر صعبة قد يواجهها الداخل اللبناني، مع العلم أنه، ومنذ تعيينه وزيراً للداخلية، دفع باتجاه التنسيق بين "المستقبل" و"حزب الله" لتأمين مقوّمات حماية الأمن السياسي.
ويبدو أن الجميع يحاول الإستفادة من فترة سماح قرّبت المسافات بين الخصوم السابقين، وذلك على ضوء مناخات تقارب خارجية بدأت تتوضّح أكثر بين الطرفين الأميركي والإيراني ممثليّن بوزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف بشأن الملف النووي، مما قد ينعكس تفعيلاً في التنسيق والتعاون على جبهة مكافحة الإرهاب.
وعملياً، يبدو أن القضاء على بؤر الإرهاب إن كان في عبرا وطرابلس والشمال ورومية لا يعني بالضرورة تقليص بقعة زيت التطرّف، والعبوة التي تمّ اكتشافها داخل سيارة في مجدليا، تبرهن على القدرة المستمرة للعناصر الإرهابية على التحرّك وإيصال الرسائل.
 

  • شارك الخبر