أعلن وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إتخاذه قرار تحمل وزارة الصحة كامل الفاتورة الإستشفائية المترتبة على الفنانين اللبنانيين الذين يحملون بطاقة انتساب إلى إحدى النقابات الفنية الثمانية وهي: نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان، نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان، نقابة الفنيين السينمائيين في لبنان، نقابة شعراء الزجل في لبنان، نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين، نقابة محترفي الفنون التخطيطية والرسوم البصرية، نقابة الفنانين المحترفين، نقابة ممثلي المسرح والسينما في الشمال. وقد بات على كل المستشفيات الحكومية والخاصة الموقعة عقودا مع وزارة الصحة تطبيق هذا القرار.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الثقافة ريمون عريجي في دار نقابة الصحافة اللبنانية، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي ونقباء القطاعات الفنية والثقافية في لبنان وحشد من الفنانين اللبنانيين.

بداية النشيد الوطني، ثم ألقى البعلبكي كلمة ترحيبية وصف فيها مبادرة وزير الصحة ب"المبادرة غير المسبوقة"، منوها ب"جهوده في خدمة الشعب اللبناني الذي يتابع ما يفعله بإعجاب". كما شكر لوزير الثقافة "ما يبذله من جهود لدعم الثقافة والعاملين في مجالها في لبنان".
ثم لفت عريجي إلى أن "صندوق تعاضد الفنانين الذي أقر في العام 2008 هو الحل الأمثل لكل المشاكل التي يعاني منها الفنانون في لبنان، إلا أن العمل به لم يبدأ بعد". وقال: "إن العمل جار على المراسيم اللازمة لتأمين تغذية الصندوق بالأموال اللازمة، وحتى ذلك الوقت كان وزير الصحة سباقا في اتخاذ القرار بتأمين التغطية الصحية الشاملة للفنانين على حساب وزارة الصحة". وثمن "جهوده في هذا المجال وفي كل الأعمال التي يقوم بها في الوزارة".
بدوره، قال أبو فاعور: "إن وجوه الفنانين الطيبة التي صادفتها في هذه القاعة، أحيا عدد منها جزءا من الذاكرة عندما كانت الأمسيات هادئة ولا يكلف الفرح الكثير، ولا يدوم الحزن كثيرا".
أضاف: "إننا نرى هذه الوجوه اليوم من موقع المسؤولية، خصوصا ان الشخصية اللبنانية تتمييز بملامح خاصة في وطننا العربي في مجالات الفن والأدب والإبداع والشعر والكتابة والنحت. وإذا ما سقطت مقومات هذه الشخصية، سقط لبنان".

وتابع: "ودعنا بالأمس الشاعر سعيد عقل، والفنانة صباح، وتوفيت نهوند فقيرة، وقبلهم الكثير الكثير من الفنانين والفنانات الذين وقفوا إلى جانبنا في كل لحظات حياتنا ولم نقف إلى جانبهم في الأوقات الصعبة. وهذا الذي حفزني على هذا القرار".
وقال: "دين علينا كدولة أن نصنع للفنانين أدنى مقومات الرعاية وهذا دين على الوطن لمبدعيه. وإن القرار الذي أعلن عنه اليوم هو قبلة على جبين كل مبدع ومبدعة، قبلة اعتذار عما مضى وقبلة وعد بما قد يأتي مني ومن وزير الثقافة ومن الدولة اللبنانية التي آن الأوان أن تقيم شأنا للفنانين".
أضاف: "لا ندعي القيام بإنجاز، فالقرار هذا هو خطوة أولى على الطريق الصحيح والقويم، كما أنه لن يكلف الدولة الكثير ماديا، إنما قيمته في جانبه المعنوي".
وشدد على "عدم جواز وقوف أي فنان لبناني على باب أحد السياسيين أو أصحاب النفوذ للحصول على واسطة تؤمن له الرعاية الصحية الكاملة". وقال: "لا يمكن احترام وطن إذا لم يحترم هذا الوطن طاقاته ومبدعيه".
وأكد أن "القرار لم يكتب بحبر سيجف، بل إنه كتب ليطبق"، مشددا على "ضرورة التزام المستشفيات كافة الحكومية والخاصة بأحكامه، ووجوب عدم رفض أي مستشفى خاص قبول إدخال فنان يحمل بطاقة من النقابة التي ينتمي إليها والتي يشملها القرار المتخذ في أحكامه"، آملا "ألا يتم احترام وزارة الصحة من قبل أي مستشفى خاص في تطبيق أحكام هذا القرار".
ثم كانت كلمة شكر من الفنان إحسان صادق.
وتحدث نقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس فشكر أبو فاعور وعريجي على "اهتمامهما بالفنانين الذين رفع عنهم الحيف في هذا القرار".