hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جورج شاهين

هل يخرج رئيس من رحم المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 01:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

يُراهن قادة لبنانيون، ومعهم ديبلوماسيون، على المفاوضات الإيرانية - الأميركية لتحقيق تفاهم ما في ملفات المنطقة المطروحة على هامش الملف «النووي الإيراني»، ومنها التوافق على مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية، بعدما فشلوا في اختياره وتركوا الاستحقاق بنداً على طاولات المفاوضات. وما تسرّب منها يدلّ على احتمال رسم مواصفات الرئيس؟ كيف ولماذا؟
في ظلّ العجز الشامل عن تحديد أيّ سيناريو يؤدّي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية على رغم بعض المبادرات الفاشلة التي تُطرح خارج سياق ما هو مطلوب لانتخابه، لا بدّ من سَعي الى مخرج ما في الخارج.

وعلى هذه القاعدة، لا يهمل المسؤولون، ومعهم ديبلوماسيون عرب وأجانب يراقبون سير المفاوضات الأميركية - الغربية، إمكان التوصّل الى تفاهمات جزئية على بَعض ملفات المنطقة التي يستعرضها الأطراف مع إيران على هامش البحث في ملفها النووي.

فهم يعلمون أنّ الملف اللبناني أحد الملفات المطروحة من باب البحث عن بعض التسويات، وما يمكن تحقيقه في ظلّ العجز عن إحداث خرق في القضايا الكبرى، وتحديداً في ملف الأزمة السورية بعد العراقية.

ونقل عن مسؤول أممّي بارز يواكب هذه المفاوضات من موقعه الحسّاس بين مراكز القرار في نيويورك وواشنطن، قوله إنّ بعضاً ممّا تحقّق في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في دول الجوار السوري، وخصوصاً في الأزمتين الحكوميتين في لبنان والعراق، كان من نتائج الحوار مع ايران من دون أن تغيب عنه المملكة العربية السعودية.

وقال المسؤول في حوار مع أصدقاء لبنانيين، إنّ إيران تجاوبت بشكل محدود مع الطروحات الأميركية - الأوروبية في شأن ملفها النووي، لكنها ليست جاهزة لتوقيع ما يمكن تسميته التفاهم النهائي في 24 الجاري، جرّاء المطلوب منها من مبادرات في ملفها النووي، كما في أكثر من منطقة في العالم، خصوصاً بعد التسهيلات التي قدمتها في العراق قبل أن يفرض قيام «داعش» أمراً واقعاً جديداً زاد من إدانتها لتأييدها المطلق رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، وهو ما قاد الى انفراط عقد ألوية من الجيش العراقي والتوسع الخيالي لـ«داعش» فيها قبل انتقالها الى سوريا.

ولذلك، والى أن يتيّقن المجتمع الدولي من أنّ إيران باتت جاهزة لتنفيذ المطلوب منها، ستكون مضطرة لعقد بعض التفاهمات المتفرقة في أكثر من ملف، وربما من الأسهل أن يكون الملف اللبناني، لأنه الأقلّ تعقيداً، إذا ما قيس بالوضع المتفجر في العراق وسوريا واليمن، وهو ما يشجع على السعي الى تفاهم لانتخاب رئيس جديد للبنان.

وأضاف المسؤول الأممي: إنّ ايّ تقدّم ايراني - غربي سينعكس ايجاباً على التفاهم السعودي - الإيراني. فالرياض حاضرة فيها، وهناك من يستشيرها ويطلعها على تفاصيلها.

ومن المؤكّد أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تتمادى في أيّ اتفاق مع ايران بلا ضمان مصالح المملكة التي تخشى ما حقّقته إيران من تقدم في تعزيز حضورها في اليمن والعراق، كما في سوريا ولبنان، لذلك المطلوب من ايران كبير وكبير جداً، لأنها لم تراعِ بعض التوازنات الدقيقة في أكثر من بلد مأزوم.

وكشف المسؤول الأممي أنّ الحوار تناول هوية الرئيس الجديد في لبنان، وأبلغ الأميركيون إلى إيران صراحة أنّ وصول من تُؤيّده مع حلفائها في لبنان الى بعبدا أمر مرفوض.

فإصرارها على الإحتفاظ بما لها في بغداد ودمشق لا يمكن ان يمتد الى بيروت، ومرشحها الذي تتبنّاه قوى «8 آذار» لا يمكنه بلوغ قصر بعبدا. وإذا كان ذلك يحول دون وصول مرشح الرياض وقوى «14 آذار» أيضاً، فإنّ البحث ممكن عن شخصية مستقلة ووسطية تسمّيها «14 آذار» والرياض ولا تشكل تحدياً لقوى «8 آذار» وايران.

وفي هذه الحال، يرى المسؤول نفسه أنّ اتفاقاً من هذا النوع يرضي الولايات المتحدة والرياض وطهران، وهو ليس مستحيلاً. وهو في الوقت عينه يلقي المسؤولية على الأطراف الثلاثة معاً لتطبيقه في لبنان، وما على اللبنانيين إلّا التزامه وتنفيذه بحذافيره.

  • شارك الخبر