hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

"النصرة": شكرا جنبلاط...

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس تفصيلا عابرا ان يتبرّع المسؤول الشرعي السابق في "جبهة النصرة" وعضو مجلس الشورى فيها العراقي ميسرة الجبوري بالتنويه بجهود دروز لبنان وتبرئتهم من كل الاعتداءات التي طالت السنّة في لبنان و"إدراكهم أن جهادنا هو دفاع عن المسلمين ونصرة للمظلومين".
تقديرٌ "رسمي" من "جبهة النصرة" للنائب وليد جنبلاط الذي سبق له، في مقابلة مع الاعلامي جان عزيز، ان "اعترف" بأن "جبهة النصرة (المسؤولة عمليا عن قتل عسكريين لبنانيين واستهدافهم وقطع أعناق عسكريين مخطوفين في جرود عرسال) ليست إرهابية، بل هم مواطنون سوريون".
قال جنبلاط أيضا "أحياناً يجب أن نرى المصلحة الوطنية، ويجب التأقلم مع الوضع الجديد في سوريا. النصرة والجيش السوري الحر ليسوا أعداءً".
ردّ التقدير من جانب "النصرة" جاء بعد أسابيع، ولم يكن مفاجئا بعكس تصريحات وليد بيك التي رسمت علامة الدهشة آنذاك على وجوه السياسيين والمواطنيين العاديين.
يقول المقرّبون من النائب جنبلاط انه يخشى فعلا إعدام الجندي الدرزي المخطوف مع بقية العسكريين، وهذ الامر برأيه كفيل بإشعال نار الفتنة بين الدروز والسنّة في المناطق الحدودية المتاخمة لسوريا. هذا مع الاشارة الى ان ثمة معلومات تفيد بأن الجندي الدرزي، ومن باب حماية نفسه، أعلن اعتناقه الاسلام ونسج علاقة جيدة مع الخاطفين تبعد حتى الساعة كأس الذبح عنه!
جنبلاط الغارق حاليا بشغفه الجديد "تويتر"، والمُنشَغل بحياكة جسور التواصل بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" علّ ساعة الرئاسة تدقّ، لا يعير اهتماما فعليا لقصائد المديح التي قد ينظّمها إرهابيو "النصرة" و"داعش" لاحقا فيه!
أصلا الرجل لا يدير اذنيه لما لا يحب سماعه، ولم يضع نفسه يوما في موقع المساءلة لا في قضية فساد، ولا في السياسة، ولا لناحية تقلّباته المتكرّرة التي لا يرفقها عادة بكتيّب لفك رموزها.
قال الرجل ما قاله عن "النصرة" عن قناعة وخوف في آن معا. وصل به الامر الى حدّ التاكيد بعدم ضرورة استبعاد أي مكوّن من المعارضة السورية... حتّى "داعش". لا يكمن الامر في صوابية النظرة الجنبلاطية حيال سذاجة استبعاد دور "داعش" من الخطط المرسومة للمنطقة، لكن في تقصّد قول جنبلاط بأنها من مكوّنات المعارضة السورية، وليست فصيلا من الفصائل الارهابية والاجرامية.
يحق لجنبلاط ان يقول اي شئ يريده. هكذا عوّد الطبقة السياسية التي جارته، عن تفهّم أو رغما عنها، منذ ما بعد عهود الطائف. في الازمة السورية تدرّج صعودا ثم هبوطا. من حتمية سقوط بشار الاسد "المجرم"، الى ضرورة الركون الى الحل السياسي في سوريا، وما بينهما من مدّ وجزر حيال اسلوب التعاطي مع المعارضة السورية وبشار والنظام، وصولا الى تجنّب أبلسة "النصرة" و"داعش" عبر البقاء على مسافة "وسطية" منهما، وسابقا في هدر دمّ من لا يقاتل النظام من دروز سوريا.
جنبلاط لا يزال خائفا. يدفع باتجاه تسليح دروز سوريا ولبنان تحت عنوانين حصريين: الدفاع عن النفس فقط، وعدم الانجرار الى منظومة الامن الذاتي في لبنان واستخدام السلاح لدعم نظام الاسد في سوريا. يتّكل، كما غيره اليوم، على متغيّرات اقليمية ودولية، تقلب المعادلات. من اجل ذلك، يحفظ خط الرجعة مع الجميع، بما فيها "داعش"، التي قالت الولايات المتحدة مرة، ان الحرب معها ستستمر لسنوات...

 

 

.
 

  • شارك الخبر