hit counter script

باقلامهم - حبيب افرام

علينا ان نثور

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 10:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صرنا نستحي من الكلام.

لأننا فشلنا وخسرنا وانتهينا
وما زلنا نتغرغر حول اننا شعبٌ أصيل وأصليّ.
لم يعد ينفع كلامنا.
حين نسمع نازحي الموصل وسهل نينوى ان لا ثقة لهم بأحد وأن هذا ليس عراقهم نعرف ان الأفق مفتوح على الرحيل.
حين يترك ابن الحسكة والقامشلي وحلب كل أمجاده وراءه ولا يتطلع، خائفاً من كل من حوله ولا ضوء.
حين أي جواز سفر هو حلم المسيحي المشرقي- ولو مزوّر -
وحين يتطلّع شعبنا الى لبنان فيرى مَنْ لا يؤمن حتى بجيشه ومَنْ هو داعشيٌ بكرافات، ونصرةٌ بمكياج
وحين الحكام العرب يلتهون دون رؤية ولا فكر ولا مجابهة ولا إعادة نظر
وحين الدين الاسلامي مخطوفٌ من فتاوى الجهل والحقد والالغاء وتقطيع الرؤوس ورفض كل آخر
وحين المطارنة يُغتالون ويُخطفون – تحية الى المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي – بعد سنة ونصف على تغيِّبهما
علينا نحن أنْ نغيِّر خطابنا وفكرنا وعملنا ونهجنا وطريقة تفكيرنا.
علينا كلنا أن نثور.
أنْ نفكر في سنة 2025 أين سنكون؟
أي شرق دون دول علمانية دون حقوق انسان؟
واذا كان هذا مستحيلاً.
فأي شرق فيه مكوّنات تحفظ خصوصياتها عبر الفدرالية أو الأقاليم أو الحكم الذاتي وبأقصاها اذا تغيرت الحدود عبر دول؟
فهلْ نحن على قدر اي من هذه التحديات؟ وهل نحضِّر لأيٍّ منها؟
وهلْ كل العالم العربي يقبل المناقشة في كيفية الحفاظ على التنوع والتعدد او أنْ لا جديد لديه إلا ترداد ان "الاسلام هو الحل".
وهلْ يؤمن الغرب بقيم المساواة والمواطنة كحق لكل انسان أم أن في ذهنه اننا كمسيحيين فائضٌ زيادةٌ في هذا الشرق الذي لا يتسع إلا لأصوليتين يهودية واسلامية؟
اذا لم نعرف الى أي مرفأ نحن مبحرون فأية ريح ليست الريح المناسبة
فلا الاكراد ولا الاتراك ولا السنة ولا الشيعة ولا الغرب ضمانتنا. بلْ نحن. اذا آمنا بأنفسنا ننقل حالتنا الى الانتصار وإلا فالرحمة على حضورنا.


 

  • شارك الخبر