hit counter script

خاص - ملاك عقيل

"موزاييك" مستقبلي

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حين لوّح وزير الداخلية نهاد المشنوق بقرب التوصّل الى كشف مرتكبي عملية اغتيال اللواء وسام الحسن، راهن بعض "المستقبليين" على ان اصابع الاتهام ستوجّه مجددا صوب "حزب الله" وقد تكون النقطة التي "ستطوّف" كباية المآخذ على الحزب بسبب مشاركته المستمرة في المعارك في سوريا.
لكن المشنوق سرعان ما عاد وصوّب الأمور بنفسه مؤكّدا عدم وجود صلة لـ"حزب الله" باغتيال الحسن. استنتاج، بناء على معلومات ووقائع، لا يقتنع به غالبية أعضاء "تيار المستقبل"، ومنهم من الذين يرفعون حتى اليوم لافتة مسؤولية "حزب الله" عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري... وكل الاغتيالات.
هذه الازدواجية في الاستنتاجات باتت ماركة مسجّلة لدى فريق "المستقبل" والأمثلة كثيرة. باستثناء إجماع هذا الفريق على السير بالتمديد والاصرار على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية، وعلى ان سعد الحريري "راجع"، يكاد يختلف "المستقبليون" على كل شئ.
على طاولة حكومة تمام سلام اليوم "صقران" من "التيار الأزرق"، نهاد المشنوق وأشرف ريفي. يتفق الرجلان فقط على أنهما من المرشّحين الجدّيين لتولي رئاسة الحكومة؛ أما في المسائل الأخرى، فالخلاف في الرؤى بينهما لا يحتاج الى مرشد سياسي.
بالطبع، لم يهضم ريفي في احتفال الاونيسكو، رغم هجوم المشنوق المبرمج على "حزب الله"، مباركة الاخير لقتال الحزب داخل الاراضي اللبنانية. عمليا، يعكس ذلك موقف الاكثرية داخل "تيار المستقبل" التي ترى فيه انتهاكا لكل ادبيات المواجهة مع "حزب الله".
المشنوق نفسه سار عكس السير يوم أعلن صراحة ان الوضع الامني والسياسي في البلد يحتمل التشاور بشأن مشاركة "حزب الله" في الدفاع عن الحدود، "وأن يكون موضع نقاش وربما إجماع بين الأطراف اللبنانية".
الاكثرية نفسها تقف ضد هذا التوجّه، فيما لا تزال صورة منسّق الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا على طاولة وزارة الداخلية نقطة سوداء، بحسابات المستقبليين، في سجّل نائب بيروت.
حتى الموقف من الجيش لم يسلم من شظايا الاختلاف في الروئ الذي حسمه أخيرا الرئيس الحريري. فريق مع تسليح الجيش حتى إذا اتى السلاح من "الشياطين"، وفريق يتوجّس اصلا من فكرة التسليح مخافة أن يقع بيد "حزب الله". فريق يوالي الجيش في كل أدائه، وفريق يعايره بالتبعية والانحياز. فريق يؤيّد وصول العماد جان قهوجي الى الرئاسة، وفريق يقف بقوة ضد هذا الخيار...
عمليا يكتسب الانقسام الداخلي شكله الأكثر نفورا حين تحضر المقارنة بين ما أدلى به الرئيس الحريري مؤخّرا ربطا بملف المجموعات الارهابية وبين موزاييك المواقف المتنوّع لمسوؤلي "تيار المستقبل" والذي يذهب أحيانا الى حدّ المشاكسة العلنية لتوّجهات "الشيخ".
خالد الضاهر تكفّل الباقي. داخل مجلس الوزراء ومجلس النواب وجوه مستقبلية، منها من يرى ان الضاهر بطل وحاجة لا يمكن الاستغناء عنها، ومنها من يسعى لطرده من صفوف "تيار الاعتدال"...


 

  • شارك الخبر