رعى مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور حفل توزيع "منحة عصام فارس التربوية" وتخريج الطلاب الفائزين بالشهادة الرسمية المتوسطة في المدرسة الوطنية الارثوذكسية، في حضور مدير المدرسة النائب نضال طعمة، ممثل النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس المهندس سجيع عطية، مدير مكتب فارس في حلبا ناصر بيطار، مسؤول القسم التكميلي في المدرسة جورج رزق ومسؤولي الاقسام التربوية من افراد الهيئتين التعليمية والادارية في المدرسة وفاعليات تربوية.

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة باسم الطلاب القتها الطالبة ماريا مقدسي، فكلمة للمربية لوسيا الصراف باسم الاساتذة.

ثم تحدث طعمة فقال: "خيارنا سؤدد السلام، في زمن تجن فيه طبول الحرب، وترتفع أهازيج التكفير، وتسود لغة النار والصليل. خيارنا البقاء في أرض الرسالة، وزادنا الاتكال على رب كريم، نسأله نجاتنا من هول التجارب، متسلحين بالفكر والكلمة وبالمحبة الخالصة لكل الناس. وستبقى عكار نموذجا حيا في العيش الواحد، ثقتنا كبيرة بوعي ابناء هذا البلد، واتكالنا على الله أولا وعلى السواعد المفتولة في مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، وباسم كل الشرفاء، ننحني إجلالا لسهر وتضحيات الجيش اللبناني الباسل".

وتوجه الى الخريجين بالقول: "كونوا الصوت الهادر في مجتمعاتكم ولا تكتفوا بأن تكونوا مجرد صدى، اجعلوا العلوم والمعارف التي تقتنونها هي شهادتكم الحية بين الناس، إجعلوا عقولكم المستنيرة سدا في وجه دعاة التقوقع والانغلاق، لا يكذبن عليكم أحد، فأنتم جميعا لبنانيون، والسماء لا يمكن إلا أن تبارك وحدتكم وتضامنكم وألفتكم، وكل من يحاول أن يفرق بينكم باسم السماء ما هو إلا شيطان رجيم".

أضاف: "كعادته كل عام، يقدم سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور منحة عصام فارس للمتفوقين، عربون محبة وتقدير ونداء شكر دائم لمن حمل عكار وكل لبنان في قلبه ووجدانه. ونقولها وبكل صدق إن عصام فارس الذي يحسبه البعض غائبا هو مؤثر في الساحة الوطنية اللبنانية أكثر من كثيرين قد يظن البعض بأنهم حاضرون".

وختم: "نؤكد رجاءنا بأن العطاءات الخيرة تأتي من فوق، آملين مستقبلا آمنا لأبنائنا الخريجين لأنهم يستحقون الحياة، ويستحقون أن تكون أفضل كما اشتهى واهبها، وكما تشتهي إرادة الأحرار الرافضة لكل أشكال الاستسلام".

أما عطية فقال: "نلتقي سنويا على بيادر حصادنا التربوي ونحن على درجة اعلى من سلم النجاح الذي تردفه إرادة مؤمنة لدى سيادة المطران باسيليوس منصور مشحونة بالمحبة التي لا تعرف إلا العطاء والتضحية والطموح لمستقبل يستمد تجليه من عراقة مجتمعنا وقيمة الروحية والإجتماعية والوطنية، فعكار شكلت على الدوام هذه الصورة الناصعة عن تآلف وتعايش كافة عائلاتها الروحية والوطنية بامتياز".

ونقل عن فارس جملة نصائح اوجزها بالقول: "ان نعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات وان نثبت ايماننا بلبنان لا بدولة الطوائف وان نتعلم قيم الاديان السماوية السمحاء، ان نكون طائفة واحدة اسمها لبنان وان يكون ديننا واحدا لخدمة الانسان".

بدوره، تحدث منصور فشكر لفارس "مشاريعه الانمائية والوطنية التي لا تزال تجسد حضوره القوي لميزاته وخصاله وروحه الانسانية ووطنيته العالية وحبه الخالص لبلده لبنان ولمنطقته عكار".

وقال: "ان استمرارنا بتقديم منحة عصام فارس السنوية لطلابنا المتفوقين انما هو جزء من رد الجميل لعطاءات الرئيس فارس وعربون وفاء لما قدمه ولا يزال في خدمة وطنه في اعلى المحافل الدولية".

ودعت الطلاب لان "يكونوا دائما في طليعة الناجحين ويقدموا النموذج الصالح دائما صورة عن منطقتهم التي كانت ولا تزال النموذج على صعيد الوطن ككل بعيشها الواحد وبوحدة ابنائها المعطائين في كل مجال، وهم كانوا ولا يزالون خزان المؤسسة العسكرية وحاملي راية لبنان وطنا لجميع ابنائه".

بعد ذلك، وزع منصور وطعمة وعطية المنحة على الطلاب المتفوقين والشهادات التقديرية على الناجحين.